شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! -11

صلاح الدين محسن
salahmohssein@hotmail.com

2008 / 9 / 13

عندما يتكلم اساتذة علم الجغرافيا عن طقس بلد من البلاد – ليكن عن طقس مصر . كمثال . فانهم يقولون 6 ست كلمات فقط :
حار جاف صيفا
بارد ممطر شتاء
فقط . ولا يزيدون عن ذلك .
وبالطبع للطقس علاقة بالسياحة ، وتأثيره عليها . أليس كذلك ؟
نعم ، ولكن هناك كلية خاصة بالسياحة ولها أساتذة . متخصصون في ذلك .
وللطقس تأثير علي الزراعة .. أليس كذلك ؟
نعم ولكن هناك كلية للزراعة ولها أساتذة معنيون بذاك العلم .
وللطقس تاثير علي الاقتصاد .. أليس كذلك ؟
نعم .. ولكن هناك كلية خاصة بعلم الاقتصاد وللاقتصاد أساتذة بخلاف أساتذة الجغرافيا .
وللطقس تثير غير منظور وغير مباشر علي السياسة .. أم ننكر ذلك ..؟
نعم لها تأثير .. ولكن للسياسة كلية تدرسها ولها أساتذة معنيون بذلك ..
والطقس .. له تأثير أنثروبيولوجي .. فهل ننكر ذلك ؟
بل للطقس تأثير أنثروبيولوجي وبيولوجي .. ولكن لكل ذلك علوم وعلماء وأساتذة يدرسونها بخلاف علماء وأساتذة الجغرافيا ..
وهل معني ذلك أن تكون العلوم حكرا علي متخصصيها ..؟!
كلا .. ولكن علي من يتكلم في خارج اختصاصه أن يكون كلامه بأكبر قدر من المسئولية وبأقصي ما يستطيع من الدقة وفي حدود ما يعلم .. فان خلط - كما فعل . دكتور حمدان - بين تخصصه – الجغرافيا – وبين العديد من العلوم ، وغلط ، ودلس ، وزور ، وغني – من الغناء – في محراب العلم . وطلي خلطه وغلطه وزوره . بطلاء - قشرة - من ذهب تعابير الأدب .. فتلك خطيئة كبري وجناية في حق علمه وباقي العلوم ...
وهذا ما بينا قدرا منه في الحلقات السابقة وسوف نبين أكثر في الحلقات القادمة .

طقس . مثل طقس مصر يجب ألا يصفه أستاذ الجغرافيا بأكثر مما يفعل علم الجغرافيا : حار جاف صيفا ... بارد ممطر شتاء .
أما الذي يقول عن طقس مصر : حلاوة شمسنا .. وخفة ظلنا .. الجو عندنا .. ربيع طول السنة ..
فهذا الكلام نحب سماعه من الشاعر .. ونحب سماعة من الفرقة الغنائية " الثلاثي المرح " ونحب أن نغنيها مع الفرقة .. ونحن نعرف أن الجو عندنا ليس ربيع طول السنة كما تقول الأغنية .. ولا الشتاء عندنا دافيء بالنسبة لنا بل بالنسبة للأوربيين ن وبالنسبة لنا هو قارس . .. ولكننا نعرف أن ما يقال هو أغنية نبالغ فيها للتعبير عن حب بلادنا . والمبالغة في القول شيء منه مطلوب للتخفيف من عبء الحياة . والترويح عن النفس يساعدنا علي الاحساس بالرضا بالبلاد التي ولدنا ونحيا بها . والشعور بالحب للوطن الذي ننتمي اليه .. ولكننا نكون علي دراية أن تلك أغنية وكلام اغاني وشعر شعراء لطفاء ظرفاء ..
دون أن يتحول علماؤنا الي مطربين أو شعراء وظرفاء لطفاء .. والا اختلط جدنا بهزلنا وضحكنا ولعبنا . بعلمنا ..! فلا نعرف يميننا من يسارنا ..

لو كان دكتور جمال حمدان . شاعرا مثل دكتور ابراهيم ناجي – الذي كان طبيبا - . ولو كان دكتور حمدان . هو الذي أشعرا لنا شعرا يقول فيه :
يا حبيبي لا تسل أين الهوي *** كان صرحا من خيال فهوي
ليت دكتور حمدان هو قائل ذاك الشعر بدلا من دكتور ابراهيم ناجي . الذي قال لنا ذلك بعيدا عن الطب .. فلم يفسد الطب ولم يلعب بالعلم لعبا . مثلما فعل دكتور حمدان .
بل فهمنا أنه يقول لنا شعرا عاطفيا رومانسيا ملطفا للحياة وغنته أم كلثوم فطربنا ولكن ونحن نعرف أن ذاك اسمه شعر رومانسي وطرب ..
فليت دكتور حمدان فعل مثلما فعل الطبيب الشاعر " ابراهيم ناجي " أو مثل طبيب الأسنان " أحمد صبري النجريدي " الذي عمل ملحنا ولحن اغاني لأم كلثوم ، وغيرها . ولكنه لم يدخل العلم – طب الأسنان في اللعبة الموسيقية الغنائية .

ولكن دكتور حمدان فعل مثل الطبيب " دكتور مصطفي محمود " الذي خلط العلم بالباذنجان . وأسماه علم وايمان ! وزعم أن خلطته تدل علي أن العلم والابمان شقيقان بل توأمان كل منهما يعرف الآخر ويؤكده ! . وفي الحقيقة أنه لم يقدم سوي خلطة علم وباذنجان لشعب غالبيته لا يعرفون القراءة والكتابة وغالبية متعلميه غير مثقفين أو لا يتمتعون بوعي يمكنهم من اكتشاف باذنجان دكتور مصطفي محمود المغلوط بالعلم .

وكذلك فعل دكتور حمدان مثلما فعل دكتور زغلول النجار - المتخصص في الجيولوجيا - والذي صنع تركيبة من العلم والباذنجان علي طريقة دكتور مصطفي محمود . واسماها " اعجاز علمي للدين والقرآن .. !
ومن ذا الذي يستطيع ان يقنع ملايين البسطاء من الناس بكذب ادعائه ، ولا سيما ان كان هناك جموع من المتعلمين بل والعلماء الذين تعشش الخرافة برؤوسهم . ويؤمنون ويروجون لها ويسعون لأجل بناء دولة عمادها الخرافة والدجل المحبب لقلوبهم !
ويكدح المفكرون والمثقفون والكتاب العقلانيون العلميون لتنفيد تلفيقات وباذنجانيات دكتور زغلول ، ولكن هيهات .. ومؤسسات الدولة الصحفية بل واعلامها بأكمله مفتوح له ، كما فتح من قبل لباذنجان وعلم . دكتور مصطفي محمود .. – والباذنجانيات الموسوعية ! للدكتور حمدان - .

في الحلقة قبل الأخيرة – " شاعر الجغرافيا 9 " قدمنا ثلاثة نماذج لمسئولين سياسيين كبار بمصر .. عقولم تفكر بنفس طريقة دكتور حمدان وزغلول النجار والشيخ الشعراوي ومن قبل أشرنا للسيد عبد الزارق نوفل – مؤلفي الدجل الديني في عهد عبد الناصر - ومصطفي محمود ( وهذالاخير لا ينقصه وعي في تقديرنا وانما كان يقدم أعمالا تجارية لسوق وطن مواطنيه يغصون في الامية وضحالة الوعي ويتهافتون علي أي قطرة من الدجل الديني - . والسياسيون الثلاثة هم اثنان رؤساء وزارات في عهد مبارك ، ورئيس مجلس الشوري الحالي – ثلاثتهم من نفس العقلية والتفكير .. او ان شئت قل : من نفس الذمة والضمير ..!

فكيف تظهر وكيف تتألق وتلمع تلك البؤر الاعتامية الاظلامية في سماء حياتنا كما لو كانت نجوما مضيئة هادية لنا ؟؟؟!!!
لعل الجواب ليس بعسير : ان تلك الثقوب السوداء في فضاء عالم الوطن – مصر ، المؤثرة أيضا علي دول المنطقة - انما اظهرها وقدمها عصر الضابط العسكري – الذي بدأ في مصر منذ يوم 23 يوليو 1952 . والذي يقوم بصناعة تلك النوعية من الآدميين ويجعلهم رموزا في الثقافة والفكر أو قادة في السياسة ! . هو جهاز تتلائم عقول المهمينين عليه مع تلك العقليات . وهو جهاز شهير باسم غير حقيقي . واسمه الحقيقي هو : جهاز أمن الضابط .
-- --
تنويه للسادة القراء : لنا مقال لم ينشر بالحوار المتمدن - مع ألأسف - بمنكنكم الاطلاع عليه علي هذا الرابط http://www.unlimitedworld.org/index.php?option=com_content&task=view&id=3069&Itemid=9999
والي المقال القادم ...
***********

شاعر الجغرافيا 11
بقلم : صلاح الدين محسن
عندما يتكلم اساتذة علم الجغرافيا عن طقس بلد من البلاد – كمثال - ليكن عن طقس مصر . فانهم يقولون 6 ست كلمات فقط :
حار جاف صيفا
بارد ممطر شتاء
فقط . ولا يزيدون عن ذلك .
وبالطبع للطقس علاقة بالسياحة ، وتأثيره عليها . أليس كذلك ؟
نعم ، ولكن هناك كلية خاصة بالسياحة ولها أساتذة . متخصصون في ذلك .
وللطقس تأثير علي الزراعة .. أليس كذلك ؟
نعم ولكن هناك كلية للزراعة ولها أساتذة معنيون بذاك العلم .
وللطقس تاثير علي الاقتصاد .. أليس كذلك ؟
نعم .. ولكن هناك كلية خاصة بعلم الاقتصاد وللاقتصاد أساتذة بخلاف أساتذة الجغرافيا .
وللطقس تثير غير منظور وغير مباشر علي السياسة .. أم ننكر ذلك ..؟
نعم لها تأثير .. ولكن للسياسة كلية تدرسها ولها أساتذة معنيون بذلك ..
والطقس .. له تأثير أنثروبيولوجي .. فهل ننكر ذلك ؟
بل للطقس تأثير أنثروبيولوجي وبيولوجي .. ولكن لكل ذلك علوم وعلماء وأساتذة يدرسونها بخلاف علماء وأساتذة الجغرافيا ..
وهل معني ذلك أن تكون العلوم حكرا علي متخصصيها ..؟!
كلا .. ولكن علي من يتكلم في خارج اختصاصه أن يكون كلامه بأكبر قدر من المسئولية وبأقصي ما يستطيع من الدقة وفي حدود ما يعلم .. فان خلط - كما فعل . دكتور حمدان - بين تخصصه – الجغرافيا – وبين العديد من العلوم ، وغلط ، ودلس ، وزور ، وغني – من الغناء – في محراب العلم . وطلي خلطه وغلطه وزوره . بطلاء - قشرة - من ذهب تعابير الأدب .. فتلك خطيئة كبري وجناية في حق علمه وباقي العلوم ...
وهذا ما بينا قدرا منه في الحلقات السابقة وسوف نبين أكثر في الحلقات القادمة .

طقس . مثل طقس مصر يجب ألا يصفه أستاذ الجغرافيا بأكثر مما يفعل علم الجغرافيا : حار جاف صيفا ... بارد ممطر شتاء .
أما الذي يقول عن طقس مصر : حلاوة شمسنا .. وخفة ظلنا .. الجو عندنا .. ربيع طول السنة ..
فهذا الكلام نحب سماعه من الشاعر .. ونحب سماعة من الفرقة الغنائية " الثلاثي المرح " ونحب أن نغنيها مع الفرقة .. ونحن نعرف أن الجو عندنا ليس ربيع طول السنة كما تقول الأغنية .. ولا الشتاء عندنا دافيء بالنسبة لنا بل بالنسبة للأوربيين ن وبالنسبة لنا هو قارس . .. ولكننا نعرف أن ما يقال هو أغنية نبالغ فيها للتعبير عن حب بلادنا . والمبالغة في القول شيء منه مطلوب للتخفيف من عبء الحياة . والترويح عن النفس يساعدنا علي الاحساس بالرضا بالبلاد التي ولدنا ونحيا بها . والشعور بالحب للوطن الذي ننتمي اليه .. ولكننا نكون علي دراية أن تلك أغنية وكلام اغاني وشعر شعراء لطفاء ظرفاء ..
دون أن يتحول علماؤنا الي مطربين أو شعراء وظرفاء لطفاء .. والا اختلط جدنا بهزلنا وضحكنا ولعبنا . بعلمنا ..! فلا نعرف يميننا من يسارنا ..

لو كان دكتور جمال حمدان . شاعرا مثل دكتور ابراهيم ناجي – الذي كان طبيبا - . ولو كان دكتور حمدان . هو الذي أشعرا لنا شعرا يقول فيه :
يا حبيبي لا تسل أين الهوي *** كان صرحا من خيال فهوي
ليت دكتور حمدان هو قائل ذاك الشعر بدلا من دكتور ابراهيم ناجي . الذي قال لنا ذلك بعيدا عن الطب .. فلم يفسد الطب ولم يلعب بالعلم لعبا . مثلما فعل دكتور حمدان .
بل فهمنا أنه يقول لنا شعرا عاطفيا رومانسيا ملطفا للحياة وغنته أم كلثوم فطربنا ولكن ونحن نعرف أن ذاك اسمه شعر رومانسي وطرب ..
فليت دكتور حمدان فعل مثلما فعل الطبيب الشاعر " ابراهيم ناجي " أو مثل طبيب الأسنان " أحمد صبري النجريدي " الذي عمل ملحنا ولحن اغاني لأم كلثوم ، وغيرها . ولكنه لم يدخل العلم – طب الأسنان في اللعبة الموسيقية الغنائية .

ولكن دكتور حمدان فعل مثل الطبيب " دكتور مصطفي محمود " الذي خلط العلم بالباذنجان . وأسماه علم وايمان ! وزعم أن خلطته تدل علي أن العلم والابمان شقيقان بل توأمان كل منهما يعرف الآخر ويؤكده ! . وفي الحقيقة أنه لم يقدم سوي خلطة علم وباذنجان لشعب غالبيته لا يعرفون القراءة والكتابة وغالبية متعلميه غير مثقفين أو لا يتمتعون بوعي يمكنهم من اكتشاف باذنجان دكتور مصطفي محمود المغلوط بالعلم .

وكذلك فعل دكتور حمدان مثلما فعل دكتور زغلول النجار - المتخصص في الجيولوجيا - والذي صنع تركيبة من العلم والباذنجان علي طريقة دكتور مصطفي محمود . واسماها " اعجاز علمي للدين والقرآن .. !
ومن ذا الذي يستطيع ان يقنع ملايين البسطاء من الناس بكذب ادعائه ، ولا سيما ان كان هناك جموع من المتعلمين بل والعلماء الذين تعشش الخرافة برؤوسهم . ويؤمنون ويروجون لها ويسعون لأجل بناء دولة عمادها الخرافة والدجل المحبب لقلوبهم !
ويكدح المفكرون والمثقفون والكتاب العقلانيون العلميون لتنفيد تلفيقات وباذنجانيات دكتور زغلول ، ولكن هيهات .. ومؤسسات الدولة الصحفية بل واعلامها بأكمله مفتوح له ، كما فتح من قبل لباذنجان وعلم . دكتور مصطفي محمود .. – والباذنجانيات الموسوعية ! للدكتور حمدان - .

في الحلقة قبل الأخيرة – " شاعر الجغرافيا 9 " قدمنا ثلاثة نماذج لمسئولين سياسيين كبار بمصر .. عقولم تفكر بنفس طريقة دكتور حمدان وزغلول النجار والشيخ الشعراوي ومن قبل أشرنا للسيد عبد الزارق نوفل – مؤلفي الدجل الديني في عهد عبد الناصر - ومصطفي محمود ( وهذالاخير لا ينقصه وعي في تقديرنا وانما كان يقدم أعمالا تجارية لسوق وطن مواطنيه يغصون في الامية وضحالة الوعي ويتهافتون علي أي قطرة من الدجل الديني - . والسياسيون الثلاثة هم اثنان رؤساء وزارات في عهد مبارك ، ورئيس مجلس الشوري الحالي – ثلاثتهم من نفس العقلية والتفكير .. او ان شئت قل : من نفس الذمة والضمير ..!

فكيف تظهر وكيف تتألق وتلمع تلك البؤر الاعتامية الاظلامية في سماء حياتنا كما لو كانت نجوما مضيئة هادية لنا ؟؟؟!!!
لعل الجواب ليس بعسير : ان تلك الثقوب السوداء في فضاء عالم الوطن – مصر ، المؤثرة أيضا علي دول المنطقة - انما اظهرها وقدمها عصر الضابط العسكري – الذي بدأ في مصر منذ يوم 23 يوليو 1952 . والذي يقوم بصناعة تلك النوعية من الآدميين ويجعلهم رموزا في الثقافة والفكر أو قادة في السياسة ! . هو جهاز تتلائم عقول المهمينين عليه مع تلك العقليات . وهو جهاز شهير باسم غير حقيقي . واسمه الحقيقي هو : جهاز أمن الضابط .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن