أغتيال كامل شياع في سيدني

حسين خوشناو
info@furatnews.com

2008 / 9 / 6

كان الفقيد كامل شياع يدرك تماما ماذا سوف يحصل له عندما قرر العودة الى العراق بعد خمسة وعشرين عاماً من الهجرة القسرية ولكنه عاد رغم أدراكه التام بالخطر من أجل بناء حركة ثقافية جديدة في العراق وفق رؤية علمانية منفتحة في زمن القتل والعصابات والمافيات والمليشيات ، وشبكات الفساد ، وفرق الموت وفي ظل حكومة اسلامية مالكية فاشلة عاجزة عن حماية وزرائها ، وكانت تلك العودة ملاذه الآخر أو الأخير كما اشار اليه في اخر مقال له .
وقد قام مسلحون مجهولون يوم 23 اغسطس بأطلاق النار من مسدسات كاتمة للصوت عليه وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى وسط بغداد. واكتفت الحكومة الاسلامية المالكية الفاشلة الطائفية باصدار بيان استنكار و تسجيل الحادث ضد مجهول ؟و نال الشهيد شهادة عالية و وسام يتمناه كل مثقف شريف و وطني.
ولكن الفقيد كامل شياع فعلا لم يكن يدرك انه سوف يتم اغتياله مرة اخرى في بلد ديمقراطي مثل استراليا وعلى يد أشباه الرجال من حركة الوفاق (اللاوطني) في سيدني وبعض البعثيين القدامى الذين كانوا بالامس القريب يتغنون ويتباكون ويتملقون لأبن العوجة الذي شرد الملايين من العراقيين و المئات من المثقفين الحقيقين امثال الشهيد كامل شياع.
دخلاء على الثقافة والتاريخ والادب والانسانية في سدني غير منتجين عاطلين عن العمل والفكر والثقافة يطلقون على انفسهم ألقاب وتسميات شتى (مثقف ـ أديب ـ مسرحي ـ شاعرـ باحث.. خريج ...الخ) ينصبون أنفسهم وكلاء ومراجع يرفعون شعارات مزيفة هابطة وقبيحة مثل وجوههم يتصرفون مصدقين ما يدعون به وهم بعيدون كل البعد عن الحقيقة والواقع لمستوياتهم الهابطة . وقد اصبح الارتزاق من احزاب سياسية وقنوات فضائية تجارية واشخاص مشوهين ومشبوهين في الخلق والاخلاق باسم الفن والثقافة والادب من اجل الربح المادي والشخصي هدفهم و ثقافتهم ، يستغلون مأساة وفواجع شعب بكامله من اجل مصالح دنيئة .
وقد قامت هذه المجموعة في سيدني يوم 31 اغسطس بأغتيال الشهيد مرة أخرى بعدما قاموا بأقامة امسية تأبينية (كاتمة) باسم المثقفين العراقيين وبشكل سري ومنعزل وسريع في سيدني محاولين تهميش وتجاوز المثقفين العراقيين والمؤسسات والمنظمات العراقية في استراليا ومن ضمنها منظمة الحزب الشيوعي العراقي والذي كان ينتمي إليه الفقيد.
لا لأجل شي فقط لاجل بيع الأمسية الى الفضائية البغدادية أو الشرقية بشكل سريع مقابل حفنه من الدولارات البائسة ..

واخيرا اقول :
صبراً جميلا يا مثقفي وادباء العراق المظلومين وعزائي لكم،
وبؤساً لكم يا قتلة الثقافة والمثقفين أينما كنتم فسلاحكم المؤامرات واللف والدوران والتسقيط واللعب على الحبال
وسلاحنا الكلمة والحقيقة والضمير.
رئيس تحرير صحيفة الفرات – أستراليا
www.furatnews.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن