زيادة التوتر في القوقاز ...زيادة التعنت الاسرائيلي في المنطقة

خالد عبد القادر احمد
khalidjeam@yahoo.com

2008 / 8 / 19

تلوح في افق الحركة السياسية في الصراع العالمي مؤشرات يمكن تلمسها في عدد من المجالات
• المؤشر الاول ان الصراع في منطقة القوقاز هو في اتجاه التصاعد ونحو المزيد من التوتر وان مستواه يتصاعد من الحد الاقليمي اكثر فاكثر الى الحد العالمي وعلى الاخص بعلاقته بالولايات المتحدة الامريكية
• ان هذا الصراع سيكون له انعكاسا وتاثيرا سلبيا على منطقة الشرق الاوسط فيما يتعلق بمسيرة التسوية فيها وان الطابع الرئيسي في هذا الامر سياخذ صورة نكوص الكيان الصهيوني عن المدى الذي وصله في التفاوض من قبلوالعودة الى حالة التعنت بل واحتمال حسم امر التسوية نهائيا الى درجة الخروج منها
اما المؤشرات على توقع هذه الاحتمالات فهي
• المؤشرات الامريكية , فمنذ بعض الوقت لوحظ نكوصا امريكيا عن لغة التهديد والوعيد في الموقف الامريكي من المسالة النووية الايرانية والتخلي عن لغة التهديد العسكري والانحياز الى الدبلوماسية التفاوضية الهادئة بغض النظر عن بعض التصريحات, كما ان الامر لم يقف عند هذا الحد بل وصل حد الاجهاض الامريكي لمحاولة الكيان الصهيوني المبادرة في العمل منفردا من اجل ضرب المنشات النووية الايرانية , والى جانب ذلك نجد محاولة امريكية للسيطرة على حالة اخلل في وضع الادارة الصهيونية عبر منع الشاهد الرئيسي في تحقيقات فساد اولمرت من السفر من الولايات المتحدة الامريكية الى الكيان الصهيوني لاستكمال التحقيق معه في موضوع فساد اولمرت بحجة وجود حاجة واولوية امريكية للتحقيق مع الشاهد في مواضيع داخلية امريكية
• اما المؤشرات الاسرائيلية فتبدأ من حالة النكوص في مجال مفاوضات التسوية وعملية التراجع الى اصل المواقف الصهيونية التفاوضية , حيث ارتفعت اللاءات الصهيونية من جديد في مختلف المواضيع التفاوضية العويصة مع الجانب الفلسطيني يواكبها بداية تصعيد للممارسات الصهيونية القمعية المعلومة حيث اجتياح كامل مدينة طولكرم وعودة الطيران الصهيوني للتحليق في قطاع غزة وايضا القصف المدفعي
من الواضح ان الكيان الصهيوني سيستثمر الصراع في القوقاز استثمارا عاليا ما امكنه ذلك وفي مختلف المجالات مع مختلف الاطراف الاقليمية فحالة التهدئة بين حركة حماس والكيان الصهيوني ستتاثر سلبا بهذا الصراع كذلك مفاوضات السلطة مع الكيان الصهيوني وكذلك ولا شك المفاوضات السورية مع الكيان الصهيوني ايضا , حيث تبعا لمدى زيادة حدة توتر الصراع في البلقان سيعمل الكيان الصهيوني لاعادة المفاوضات مع الاطراف الاقليمية الى مربع البداية بل وسيحاول زيادة حدة توتر والصراع في القوقاز وزيادة التورط الاوروبي والامريكي املا في ان يخرج من كامل مسار التسوية او ان يفرض التسوية التي لا تتعارض واتجاهه الصهيوني في تحقيق شعار اسرائيل الكبرى والذي لم يكن معيقا له اكثر من الدولة الفلسطينية المستقلة في حال تحققها
ان المسالة التي يطرحها الان على الاطراف في المنطقة ومنهم طبعا الطرف الفلسطيني هو كيف ستكون استجابة هذه الاطراف لتاثير الصراع في القوقاز على السلوك الصهيوني في المنطقة وكيف ستستجيب هذه الاطراف لبرامجها ومصالحها الوطنية فهل ستبقى في حال انتظاري ام انه ستكون لها مبادرة خاصة بهذا الصدد
على الصعيد الفلسطيني من الواضح ان / مراجعة اطراف الانقسام الفلسطيني لتصلبها السابق في مسالة الحوار الداخلي ستشكل مفتاح نهج فلسطيني مبادر باتجاه استكمال الحوار الداخلي ووضع الكيان الصهيوني والمواقف العالمية امام وحدة المطالب الفلسطينية ان بصدد ما تحقق سابقا من الاعتراف بالحق الفلسطيني في تقرير المصير او بصدد استعداد الفلسطينيين اسناد مطالبهم التفاوضية باشكال اخرى من المبادرة التي قد تصل حد الكفاح المسلح تتوظف به القدرات الفلسطينية الداخلية والخارجية
فهل تنتبه القيادات الفلسطينية الى هذا الامر؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن