هل يمكن التعايش بين ثقافة -حرب العصابات-.. و-ثقافة- الديمقراطية!!؟

محمود حمد
mehmood.hamd@gmail.com

2008 / 8 / 10

لقد تساءلنا منذ غزو العراق..وسقوط الدكتاتورية..عندما طفح شعار الديمقراطية فوق بُرَك الدماء ودُخان المجنزرات وأنين المحرومين عام 2003:

هل بإمكان ثقافة "الاحتراب" التعايش مع ثقافة "الديمقراطية"!؟

وتناولنا في أكثر من موضع..
• التعارض بين"ثقافة الاحتلال" و"ثقافة" الديمقراطية ..
• والتعارض بين "ثقافة" الحروب العبثية و"ثقافة" الديمقراطية..
• واليوم نريد أن نلقي الضوء على "ثقافة" حرب العصابات..التي تستوطن في رؤوس العديد من القيادات التي تتحكم بحاضر ومستقبل العراق!
ونحن في مرحلة دقيقة تتصارع فيها في قمة السلطة..ثقافتان أساسيتان:
• ثقافة "حرب العصابات" الموروثة!..كجزء من "ثقافة" الاحتراب مع الآخر..
• و"ثقافة" الديمقراطية..الجنينية..كجزء من "ثقافة" التكامل مع الآخر!
التي ما تزال في طور التكوين..في عقول الأفراد الحالمين بالحرية ورغيد العيش ..وفي نسيج المجتمع المتحفز لعبور مستنقع التخلف.. وفي إشراقات النهارات الفتية، وتعاقب الليالي الحالكة!
وعلينا مهمة :
• تكريم ثوريي _ حرب العصابات – الذين ساهموا في إضعاف الدكتاتورية..( تكريمهم..وليس توريثهم الدولة..لان الدولة ليست غنيمة يتقاسمها المتحاربون المنتصرون!).
من جهة..
• ومن جهة أُخرى .. الإعراب عن مخاوفنا – وتحذيرنا - من استمرار تشبث ثقافة – حرب العصابات – (التي هي جزء من ثقافة الاحتراب) بعنق الديمقراطية العليلة..
ولذلك نتساءل بصوت عال :
هل يمكن التعايش بين ثقافة "حرب العصابات" و"ثقافة" الديمقراطية!!؟
• دون أن نغفل الإشارة إلى "ثقافة" الاستبداد الموروثة من النظام الديكتاتوري والتي ما تزال تعشعش في عقول وسلوك العديد من السياسيين المشاركين بالعملية السياسية..( لكنها ليست موضوع حديثنا اليوم).
• وللمشاركة في إلقاء الضوء على عناصر ثقافة - حرب العصابات - التي فرضتها طبيعة الصراع الذي يخوضه رجال (حرب العصابات)*، ثقافة الاحتراب،والقسوة،والعزلة ،والشك بالخصم (الآخر) ..التي اكتسبوها عبر عقود من الزمن المرير..فصارت..منهجهم ،ورؤيتهم ،ولغتهم ،وخُطَبِهِمْ..التي تَكْوينا بشواظها كلما تصاعد دخان الخلاف بينهم وبين ( الآخر) حتى وان كان عضوا في المجموعة التي ينتمون إليها..
مقارنة بمقومات "ثقافة" الديمقراطية..التي تبدد دخان الشك بالآخر،وتمقت العزلة عنه..وتشيع التسامح والحوار معه..
لذلك نجتهد بالقول ..لاستقصاء التعارضات بين ثقافة – حرب العصابات و"ثقافة" الديمقراطية التي نحتاجها اليوم ..
فثقافة – حرب العصابات – نابعة من كون :
• حرب العصابات.. "كَرٌ..وفَرٌ"..
وهذا النمط من:
التفكير،والعيش،والأداء، والأمزجة،والأساليب،والوسائل، والتوارث..له نمط "ثقافته"..ثقافة الكَرِّ والفَرِّ!
• أما "ثقافة" الديمقراطية فهي: تنمية نوعية تراكمية، ورسوخ في المكان والزمان،وتَجلٍ في العقل والسلوك..
• ونحن في هذه المرحلة التاريخية التي يتميز بها – معظم القادة السياسيين المشاركين في إدارة الدولة – بكونهم من منتجات بيئة – الكَرِّ والفَرِّ- ، الذين أُقحموا عُنوة في أتون الديمقراطية (العاصفة) ..المستوردة بصناديق العتاد الفتّاك..
• مما يثير التساؤل – الميداني – و-المعرفي- ..التالي:
1. هل يصلح أمراء – حرب العصابات – بالأمس، قادة لبناء دولة ومجتمع ديمقراطي اليوم؟..أم ..أن لكل زمان دولة ورجال!!!!.
2. وفي تجربتنا العراقية الفريدة ..انتقل معظم قادة "حرب العصابات" والى جانبهم جنرالات "الحرب العبثية الطويلة"..من (خنادق) الهدم إلى (فنادق) البناء..!؟
3. وانتقلت معهم ثقافة "حرب العصابات" (التي تشكلت في خضم الصراع من اجل البقاء في جحيم الأنظمة المستبدة)..ثقافة "حرب العصابات" التي يريدون فرضها على شعبنا المتعدد والمتنوع الخصال ( من خلال المساومات والمحاصصات وتقاسم الغنائم فيما بينهم )..وينفثونها في إدارة الدولة الهَشَّة والمتناحرة المُكونات..
تلك "الثقافة " التي تتميز بـ:
1. الولاء المطلق لإرادة –العصابة*-(أو العصبة) وسلطتها على الفرد.
• خلاف الولاء لحرية وإرادة الإنسان الفرد في "ثقافة" الديمقراطية،التي تشكل نواة الإرادة الحرة للجماعة.
2. المركزية المفرطة باتخاذ القرار وغياب الحوار الذي يسبق الإجراء التنفيذي، في الحياة الداخلية للعصابة.
• خلاف منهج الحوار – الديمقراطي - المنبثق من القاعدة..الذي يسبق اتخاذ القرار وتنفيذه ..و يشكل احد مقومات البناء الديمقراطي.
3. السرية العالية في التعبير وضيق نطاقه، في حياة العصابة الداخلية.
• خلاف "ثقافة" الديمقراطية التي ترتكز إلى علنية التعبير وإشاعته في المجتمع،ومنظماته السياسية.
4. تمجيد قائد – العصابة* – كرمز يعبر عن إرادتها وقراراتها..ويدافع الأعضاء بمختلف مراتبهم عن إرادة "القائد" ويبررونها ..باعتبارها تعبيرا عن إرادة – العصابة -!
• خلاف "ثقافة" الديمقراطية التي تقول:إن الشعب هو مصدر السلطات..والـ- القادة – موظفون تنفيذيون لإرادة الشعب.
1. تَعَوَّدَ قائد "العصابة"..أن يَأمرُ ويُطاع..ولم يَألَف الخلاف معه في الرأي ..أو دَحض رأيه من قبل أعضاء العصابة.
• في الحياة السياسية الديمقراطية تتخذ القرارات وفق منهجيات فصل السلطات ..فـ - القائد – يخضع للقانون ولا يحق له الأمر على احد ، أو الطاعة من احد خارج ما يحدده الدستور..وللنواب حق استجوابه وإدانته إن اخطأ وتنحيته إن انحرف عن بنود الدستور.
2. إعتاد قائد العصابة إدانة الآخر ..أو تخوينه ..بل إصدار الأمر بقتله..ولم يَعْتَدْ الإصغاء لاتهام الآخر له ..أو كشف المستتر من قراراته أو أفعاله التي سببت الكوارث أو النكسات.
• وفي الملتقيات والاجتماعات والحوارات الديمقراطية..يقف – القائد! – جنبا إلى جنب مع – الآخرين- المشاركين معه ..ولا يسمح له بإتهام احد دون براهين ووثائق، ولا يحق له التخوين دون قرار من القضاء..وسَيُحال إلى القضاء كَمُتَهَم إذا اصدر أمرا بقتل – الآخر- ..وفي تلك الاجتماعات تناقش أخطاءه على اختلافها ..كما هي حال جميع المشاركين معه ( المتفقين معه في الرأي والمختلفين معه).
3. تقديس الموت – الاستشهاد - في سبيل العقيدة التي تؤمن بها – العصابة* - ، لأنه موت من اجل بقاء – العصابة وعقيدتها – وعاملا لاستمرارها في الوجود والتأثير في الزمان والمكان والمجتمع.
• خلاف "ثقافة"الديمقراطية التي تُقَدِس الحياة، لان الإنسان الفرد الحر المبدع المنتج، هو مصدر ديمومة الأفكار التنموية الكبيرة..وضمان وجود المجتمع المدني المتحضر.
4. تعامل عضو – العصابة - مع القشرة السرية لرفاقه من حوله ،وجهله لخلفياتهم.. وتَجَنُبِه التوغل في فضاءاتهم الإنسانية الشخصية،حفاظا عن – أمن – المجموعة من اختراق العدو لهم.
• خلاف "ثقافة" الديمقراطية ..التي ترتكز إلى ضرورة إفصاح الفرد عن أفكاره ورؤيته وأهدافه وأحلامه وهواجسه، لتكون جزءا من ينابيع الوعي المجتمعي..مما يتيح للفرد الاغتناء من ثراء أفكار وثقافة ورؤية جميع التيارات في المجتمع، التي يسكبها الأفراد في نهر الحياة.
5. الاختباء الدائم من الآخر، للحفاظ على سلامة النفس وسلامة أعضاء – العصابة -، واتساع فجوة الغموض والريبة من الآخر.
• خلاف نمط الحياة الديمقراطية التي تعني المشاركة العلنية الشاملة والمتنوعة مع الآخر المتوافق والمختلف، في جميع شؤون الحياة العامة والخاصة.
6. إخفاء المعلومات عن الآخر للحفاظ على أمن – العصابة -.
• خلاف بيئة الديمقراطية التي تعتبر نشر المعلومات على نطاق واسع..وتحريم حجبها عن المجتمع مصدر ثراء للحياة ورقيها وامتدادها التنموي الروحي والمادي،وذخيرة الفرد للإبداع والإنتاج الفكري المجرد والمحسوس.
7. تقديس السلاح..لأنه وسيلة البقاء وفرض إرادة العصابة على العدو (الآخر).
• خلاف سلاح - الحوار الهادئ والعلمي والصبور - مع الآخر الذي تستمد منه الديمقراطية قوتها، ويفرض الفرد والمجموعة من خلاله إرادتهم..بقوة – الحجة - وبالاتساق مع حركة التطور التاريخي للمجتمع، وتلبية احتياجاته المتنوعة والمتنامية.
8. كراهية الخصم، لأنها مصدر بقاء العصابة متماسكة..لان – التساهل !– مع العدو (الآخر) يضعف قوة اندفاع الفرد في خِضَم الصراع.
• خلاف سلوكية الفرد والمجتمع الديمقراطي التي تَسقي زهور – المُشْتَركات – مع الآخر بالتعاطف الإنساني المتحضر..لتجعل تلك – المُشْتَركات - مصدرا للتماسك ..وبيئة للود..وجسورا لحل الخلافات.
9. عدم الاطمئنان للمخالف بالرأي داخل – العصابة - وخارجها،لان المخالف في الرأي قد يشكل حلقة ضعيفة يتمكن العدو (الآخر)..من كسرها واختراق أمن العصابة وتهديد وجودها.
• خلاف "ثقافة" الديمقراطية التي تتمحور حول (الرأي والرأي الأخر)،حيث يشكل تدافعهما مصدر الحركة التطورية لإنتاج الفرد والمجتمع ..ولإنتاج خصائصهما الحضارية المتمدنة.
10. ضآلة المعلومات المتوفرة في بيئة ( الخنادق ) التي يستوطنها مجتمع – حرب العصابات – نتيجة الحصار والعزلة.
• خلاف عصر - إنتاج ونشر وتوظيف المعلومات – التي هي من ثمار المجتمع الديمقراطي، وأحد خواصه الرئيسية..واهم مصادر ديمومته وتطوره.
11. جفاف الحياة اليومية من مقومات العيش المدنية الطبيعية لأفراد – العصابات -، الناجم عن حصار الأنظمة المستبدة لمُجَمَعات – حرب العصابات -،مما يؤدي إلى فقر – مفهوم - (مقومات الحياة اليومية)، وانحسارها إلى – متطلبات- البقاء على قيد الحياة!
• خلاف رخاء الحياة اليومية في ظل المجتمع الديمقراطي وتنوعها وتجددها واتساعها،وارتفاع سقف – مفهوم – الحاجات الضرورية ، مع تطور الإنتاج وارتقاء الوعي.
12. اعتبار المكاسب التي تحققها العصابة في الصراع مع الخصم ..غنائم من العدو.. لا يمكن التفريط بها للآخر.
• خلاف ثقافة الديمقراطية التي تشكل "المكاسب" فيها..تعبيرا عن ثمار العمل المشترك مع الآخر..وجزءا من البناء الفكري والمادي المتعدد الجوانب للمجتمع والدولة،الذي أنجزه جميع "البُناة" من أبناء الشعب المبدعين..والتي يجب أن يتمتع بها الجميع.
13. غياب الإلفة العائلية والمجتمعية نتيجة العزلة المطبقة على أفراد العصابة، داخل – الخندق-الآمن!..مما يفقدهم مهارات العلاقات الاجتماعية الطبيعية.
• خلاف الحياة الاجتماعية الديمقراطية المنفتحة على الآخر – أفقيا وعموديا – دون خوف أو تمييز أو شك..مما يوفر للفرد قول وفعل ما يعتقد بصوابه..ويثري مهارات التواصل الاجتماعي لديه..ويذلل أمامه كثبان الخلاف مع الآخر.
14. الانكفاء إلى أضيق العلاقات الفكرية (التطابق في الرأي مع افراد - العصابة – فقط..) مما يفقده مهارة الحوار الموضوعي الهادئ مع المغاير في الرأي.
• خلاف البيئة الفكرية في المجتمع الديمقراطي التي تتميز بالتنوع ،والاختلاف ،والتجدد ،والإزاحة ، والتدافع ،والاحتكام إلى الناس والواقع المُنتِج لتقييم وتقويم الأفكار.هذه البيئة الفكرية التي تتطلب من الفرد تأهيلا مستمرا لقدراته على الرصد ،والتحليل ،والتركيب ،والاستنتاج ،والاستنباط ،وقبول الدحض لرأيه ،واحترام الرأي المخالف لرأيه ..والدفاع عنه إذا تعرض للقمع.
15. الشك بـ(الآخر) الغريب عن العصابة، والارتياب بأفكاره وسلوكه ومواقفه ونواياه.
• أما في المجتمع الديمقراطي فتتاح للفرد وللجماعة بيئة التعبير الحر عن الأفكار والنوايا والمواقف.. مما يتيح الفضاء المناسب لتبديد الشك والريبة ..وينقي النفوس من أدران الخوف من الآخر..ويعزز المشتركات معه..ويبدد الخوف من النوايا السيئة المحتملة عنده!
16. التوجس من التغيير، نتيجة عدم توفر البدائل المادية والاجتماعية في – مجتمع العصابات -..البدائل التي تحمي وجود العصابة إذا ما أدى – التغيير – إلى انتكاسة!؟..مما يكرس – الركود – كنمط للحياة ومنهج في التفكير!
• يرتكز المجتمع الديمقراطي المادي والفكري على التغيير التطوري المتصاعد..وعلى إنتاج وإبداع البدائل المتنوعة والمتعددة وفق مختلف الاحتمالات ..لان تنوع وتعدد المنتجين المبدعين في المجتمع على اختلافهم ..يخلق معالجات بتعدد وتنوع وبدرجة نضج الاختلافات..مما يجعل آفاق الحياة متزايدة الاتساع والتجديد والثراء.
17. التصلب العقائدي المُعَمَّد بالدم..الذي يضع فيه قادة – العصابة - عند مشاركتهم بالحوار مع الآخر:
أهدافهم ..ودماء ضحاياهم.. ومخاوفهم دفعة واحدة ..حشوة في كلمات الحوار مع الآخر..
دون أن يعربوا عن نواياهم..!
ويطالبون - الآخر - بتسديد فواتير الموت والحرمان التي عانت منها العصابة ومحيطها المجتمعي ..على امتداد الزمان والمكان..
لذلك نراهم – غالبا – ما ينتجون حوارات ميتة مع – الآخر - ..تتفشى منها رائحة العفن..الذي يكتم أنفاس الجميع بمن فيهم بعض قادة وأعضاء أفراد – العصابة -.
• في المجتمع الديمقراطي ..تُعَبِّر العقائد والأفكار عن حياة المجتمعات ..وتتنوع بتنوعها ..وترتقي برقيِّها ..وتتنافس معها في النمو..مرة تكون الأفكار – التغييرية - مصدرا لتطور المجتمعات..وتارة تكون المجتمعات المتصارعة مصدرا لنشوء الأفكار العظيمة..ويكتسب مفكرو وبُناة المجتمعات الديمقراطية مهارات الحوار الواقعي المحتكم إلى الناس ..والى معايير خدمة المجتمع وحاجاته المتنامية..لهذا فان – حوار الوعي- واختلاف الأفكار وتنوع العقائد هو الطاقة المُعلَنة لتَدافع القوى الاجتماعية المشاركة في بناء الحياة.
إن معالجة "ثقافة" الاحتراب التي تتحكم برؤوس العديد من قيادات الأحزاب والحركات والتيارات والمنظمات العراقية ..تكمن في ضرورة سريان منهجية التطهير الانتخابي الديمقراطي للحياة الداخلية لتلك الأحزاب والحركات والتيارات ..لتجديد نسغ الحياة الداخلية واختيار القيادات القادرة على التعايش مع "ثقافة" الديمقراطية..كما هي منهجية تطهير مجلس النواب والمجالس المحلية تكمن في منح الثقة وسحبها عن تلك القيادات عبر صناديق الانتخاب.
وهذا يجب أن يتم من خلال إصدار قانون للأحزاب يلزم تلك الأحزاب والحركات والمنظمات والاتحادات والهيئات بإجراء جولة من الانتخابات الداخلية الشفافة وعقد المؤتمرات العلنية الانتخابية التنافسية الحرة والنزيهة، وليس الوراثية ، الخاصة بها - تحت الأضواء-( كل أربع سنوات على أكثر تقدير) قبل عقد الانتخابات الوطنية والمحلية العامة كشرط لشرعية تلك القيادات..وبخلاف ذلك تحرم من حق المشاركة بالانتخابات العامة النيابية والمحلية.
8/8/2008
-------------
*(رجال حرب العصابات):على اختلاف أسماء الأحزاب والحركات والتيارات التي ينتمون إليها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن