صفحات من تاريخ الاخوان المسلمين

فاضل عباس
bumohd44@hotmail.com

2008 / 6 / 15

يصف المناضل الوطني عبدالرحمن الباكر حركة الإخوان المسلمين في البحرين فيقول " يوجد في المحرق حفنة من المرتزقة يدعمهم مقر الرئاسة بتوجيهاته ويعدون على الأصابع من شباب تافه ورجعيين ، وفى نظري أن الإخوان المسلمين وحركتهم الهدامة أشد خطورة على العرب والمسلمين ... ولكن دعوة الإخوان المسلمين دعوة دينية تفرق بين العربي وأخيه العربي ثم أن دعوتهم إلى حكم الدين يتسترون وراءها للوصول إلى الحكم " ( من البحرين إلى المنفى ،ص 220 ) ، فتلك الحفنة والمرتزقة كما وصفها الباكر لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه في البحرين دون التحالف مع بعض الجهات ودعم المستعمر الانجليزي لهم مند نشأتهم في عام 1941 والتي أراد الاستعمار من خلال قيام هكذا حركة انتهازية إلى ضرب التوجه الوطني العروبى في البحرين في تلك الحقبة ، فلا يوجد أفضل من هذا الفكر الاخوانى القائم على النفعية المفرطة والهارب من ملاحقات النظام الملكي في مصر في أواخر أيامه بعد أن اكتشف النظام أن شعارهم العلني " الله مع الملك " ما هو إلا خديعة وواجهة بينما التدريب على السلاح لقلب النظام الملكي كانت تتم بانتظام وفى أماكن سرية متفرقة من القاهرة وبدأت باغتيال محمود فهمي النقراشي باشا بعد اكتشاف مؤامرتهم .
فالإخوان المسلمين في البحرين يرتبطون بجهات أجنبية وينفذون توجهاتهم وهو من يدعمهم للسيطرة على المواقع الهامة في البحرين وكما يصف احد المستشارين السابقين هذه الجماعة بأنها تسيطر على المراكز المالية الإسلامية في المنامة بدعم وتمويل من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، وهو ما يؤكد التوجهات والمخاوف لدى العديد من المواطنين حول الهدف من بناء هذه الإمبراطورية المالية وخطورتها على المملكة والنظام العام .
لذلك فان حركة الإخوان في البحرين كانت دائماً تقف مع الاستعمار الانجليزي ضد الحركة الوطنية وكانت تناوءا كل تحرك وطني للاستقلال في انتفاضة 56 و65 وغيرها والمتتبع لهذه الحركة يعلم أنها لا تستطيع فعل غير ذلك لان الانجليز هم من انشئوا هذه الحركة في البحرين فالفكر مستورد من الإخوان المصريين والتمويل والدعم من الاستعمار وبقى العناصر البشرية المضللة هي فقط من البحرين .
يصف عبدالرحمن الباكر هذه الحركة بعد تضليلها لبعض المغرر بهم من الشباب فيقول " لقد ابتلى الله هذا الوطن بشرذمة من بائعي الضمير فاسدي الذمم ، فراحوا ينفثون سمومهم بين المواطنين وهم يتوهمون أن أقوالهم ستلاقى قبولاً وإنهم بهذه المساعي سيرتفعون قليلاً عن الحضيض الذي يتمرغون في وحلة " ( من البحرين إلى المنفى ، ص 180 ) ، وهذا القول يتطابق اليوم مع ما يقوم به الإخوان فهم فعلاً فاسدي الضمير لأنهم يعقدون الصفقات من تحت الطاولة ويفسدون التربية والتعليم والأعلام ويدفعون الرشاوى في الانتخابات ويستغلون معاناة المواطنين بجمعياتهم الخيرية المدعومة من دول ومنظمات أجنبية تستفيد من تقويتهم لأهداف سياسية وطائفية .
فلم تكن الممارسات الطائفية لهذه الجماعة وليدة هذه اللحظة بل هي قائمة مند نشأة هذه الحركة في البحرين وان احد أسباب قيام هذه الحركة كان بث الفتنة الطائفية وضرب الوحدة الوطنية كما كان يتمنى الاستعمار الانجليزي ومن يقف معه ولذلك فهذا نهج قديم عند الإخوان يتحدث عنه الباكر فيقول " كما خرجت جماعة تنسب نفسها للإخوان المسلمين وتبث آراءها الهدامة تحت ستار الدعوة إلى الدين وحاشا الإسلام – وهو دين الإخاء – أن يكون أداة للتفرقة أو الطائفية أو مطية للأغراض والشهوات والأعمال العدوانية " ( ص 129 )
فالإخوان يستخدمون الدين الاسلامى مطيه لتحقيق أغراضهم وشهواتهم فجميع تصرفاتهم في البحرين تناقض روح الإسلام ولا تتفق معه ومنها :
أولاً : مساومة وابتزاز الوزراء للحصول على مناصب وزارية مقابل عدم التلكوء على الوزير واستجوابه .
ثانياً : عناصر الإخوان في الوزارات التي يهيمنون عليها يمارسون الفساد بكافة أشكاله وهو ما يخالف تعاليم الإسلام .
ثالثاً : يعملون على بث الفتنة الطائفية لتحقيق مأربهم المشبوهة .
أن ما تحدث عنه الباكر من سعى هذه الجماعة في نهاية المطاف للسيطرة على الحكم يضع الجميع أمام مسئولية تخليص المؤسسات الرسمية من هيمنتهم وتوعية بعض الجهات التي مازالت مصممة على دعمهم وتعتبرهم الحصان الرابح لضرب خصومها للتوقف عن القيام بذلك فهؤلاء شراً وان تبطن في البداية وظهر في نهاية المطاف .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن