الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي

عماد علي
emad19634@yahoo.com

2008 / 6 / 15

الجبهة بمعناها البسيط، اجتماع و اتفاق مجموعة من الاحزاب و التيارات او الشخصيات العامة الفكرية حول العديد من القيم و النقاط السياسية و الفكرية ان كانوا متقاربين من بعضهم البعض ، و تكون الجبهة اما مؤقتة حسب ما تقتضيه الحاجة و المصلحة بما فيها مصالح الشعب بشكل عام ، و الاتفاقات التي تتم اما ان تكون استراتيجية طويلة الامد او تكتيكية لمدة معينة و لاساب سياسية و مرحلية . اكثريتنا على نفس الراي بان الجبهة الوطنية الموحدة تنبثق في الوقت الذي تتطلبها الضرورة التاريخية و يزكيها الواقع السياسي الاجتماعي و يرشدها الشعب و التيارات السياسية و الوطن و يوجهها الهدف العام من اجل المصالح الوطنية العليا .
بعيدا عن الجبهات الاقتصادية و الاجتماعية و حتى التجارية، نحن نتحدث هنا عن الجبهة السياسية و كيف تتكون ومن اجل اي هدف سياسي او فكري او ايديولوجي تولد.
من المعلوم ان الطبقة المعدومة الفقيرة تؤلف اكثرية الشعب، والاقلية هي صاحبة الراسمال و المستغِلة له و هي السبب لعدم المساواة بين الشعب و هي المسيطرة على مسار الحياة السياسي الاقتصادي للمجتمع، و هذا يتجلى بوضوح في المجتمع و النظام الراسمالي الذي توفر الارضية المناسبة لانبثاق العديد من الجبهات المصلحية، على العكس ، نرى الفرصة اقل توفرا لتكوين هذه الجبهات في الحياة الاشتراكية، لان الاكثرية تعيش في مستوى متقارب من بعضها.
بلا شك ان اية جبهة تتالف بهدف و مرام نظيف و مفيد للطبقة الفقيرة و المصالح المشتركة ، كيفما كان شكلها و نوعها تعتبر نضال مقدس من الناحية الطبقية و تدخل في خانة خدمة الاكثرية و لم تنجح دون مساعدة و تعاونها. وان كانت الاهداف واضحة و صريحة و ليست من باب المساومات على حساب الشعب ، يتحد العمل و الدعم الشعبي بدون اية اشكالية لدعم تلك الجبهة و يكون مساندا لحيوية الجبهة و يسعها على النضوج لجني ثمارها .
في الوقت الحساس و المعقد الذي يعيشه العراق و كما نرى حال اليسار و عمله على الساحة و الواقع السياسي، ان المساومات و المناورات و الصراعات اللامبدئية تسيطر على شكل و كيفية تكوين و استمرارية اية جبهة، و ان التدخلات السلطة الداخلية و الخارجية في شؤون تلك الجبهة تكون سهلة لغلبة المصالح على الافكار و المصالح العامة و لابد ان تُسحب الجهات الثقيلة المسيطرة على السلطة و بمساعدة خارجية جهة ما داخل اية جبهة ان كانت تؤثر على سير العملية السياسية و يمكنها ان تحرٍفها ايضا، وكما شاهدنا انفكاك العديد من التحالفات و الجبهات بسبب تلك التدخلات ، ويجب ان لا ننسى دور امريكا في تفكيك و تكوين الجبهات على الساحة العراقية ان تمكنت في ذلك منذ سقوط الدكتاتور، و ان كانت الجهات المؤلفة للجبهة متباعدة الافكار و الاهداف تكون مهمة التدخلات اسهل . لا يوجد وعد و شرف و قسم في السياسة و انما المصالح الذاتية و الموضوعية هي التي تفرض نفسها في الكثير من الاحيان، وهنا لم نستطع ان نقيٍم كل تجمع لعدد معين من الاتجاهات كجبهة موحدة .
انني اعتقد هنا ان اليسار في الوضع العراقي الحالي حتى وان دخل في اية جبهة يجب ان يراعي مجموعة من المباديء و القيم اليسارية البحتة كي لا يدخل في تناقضات مع نفسه و مؤيديه و الطبقة الكادحة المساندة له. و انني ارى من الواجبات الرئيسية لاية جبهة ان تنعقد تتلخص في هذه الاهداف المناسبة الواقعية لهذه المرحلة التي يمر بها العراق:
*النضال المشترك من اجل بيان براءة ذمة الجهات الداخلة في الجبهة من الفساد المستشري في العراق و ان لا يكون اي من مكونات الجبهة مسببا لاية ازمة و لو صغيرة في العراق ما بعد سقوط الدكتاتور، و محاولة الجبهة توضيح اسباب الازمات و انعدام الخدمة العامة للمواطنين بشكل صريح و عليها ان تضع اليد على الجرح .
*النضال المشترك من اجل الحفاظ على مصالح المضطهدين و المعدومين و الكادحين مهما كانت التضحيات السياسية.
*التعاون المشترك من اجل الحفاظ و تطوير الحريات و دعم الاعلام الحر و مساندة معظم الضغوطات لبيان حقيقة مصادر المشاكل و الازمات و ايجاد طريق مناسب لحل القضايا العالقة.
*النضال و التعاون المشترك من اجل الراي العام و بناء مجتمع صحي .
*العمل الدؤوب و المستمر لتوعية الشعب و ملأ الثغرات و الضغط من اجل الشفافية و الوضوح في السياسة و القضايا التي تهم الشعب.
*اخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب قبل اية مصلحة لمكونات الجبهة ، يبين مصداقية الجبهة للجميع.
*تحفيز و دعم و اثارة المواضيع الهامة التي تفيد العامة و الدعم العلني و السري لتكوين ضغوطات جماهيرية عن طريق التظاهر و الاعتصامات كسلاح مدني للضغط السياسي.
هنا نصل الى نتيجة هامة و هي ان اية جبهة عندما تتكون يجب ان تتسم بالمصداقية و العمل الجاد و عدم خلط الافكار و الايديولوجيات لمكونات الجبهة من الاولويات، و نتائجها الايجابية تظهر بسرعة و تتجذر بين افراد الشعب، فان تاكدنا ليس بامكان توفير تلك الشروط الرئيسية فالتعاون السياسي المؤقت خير من الجبهة و خاصة للتيارات و الحزاب اليسارية .





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن