رداً على مقالة قيس عبد الكريم: ما يسمى بالدولة المستقلة هي العقبة الحقيقية في طريق الدولة الواحدة !!

عبد الرحمن قاسم

2008 / 5 / 30

شريحة برجوازية وشلة سماسرة هي المستفيدة فقط من إعادة صياغة مؤامرة أوسلو ولكن تحت مسمى " الدولة المستقلة !! " . السيد قيس عبد الكريم يعلم ولا شك، أو أنه يضلل نفسه ويخدع الجمهور بإمكانية نيل الدولة " المستقلة " في حدود عام 67، فيما أن الوقائع على الأرض تكذب كل منظري ما يسمى بالدولة المستقلة في حدود عام 67. المخيمات الفلسطينية في الضفة وغزة لن يتغير وضعها قيد أنملة، بل إن الدولة المفترضة ستستغلها الصهيونية لأجل فبركة عودة اللاجئين إليها وليس إلى أماكنهم التي هجروا منها حسبما ينص عليه قرار الأمم المتحدة 194. أراضي الأغوار الزراعية ستظل مصادرة، التكلات الاستيطانية الأربعة ستظل قامة ويمكن توسيعها في ظل المباحاثات. لا شك أن قيس عبد الكريم يعرف ذلك، ولكنه لا يملك أية خيارات أخرى، فهو ومن لف لفه من رموز ما كان يعرف بمنظمة التحرير - يتقاضون رواتبهم الضخمة وامتيازاتهم وفيلاتهم، وهم يريدون الحفاظ على تلك المكاسب فيما هم يدركون أنه لا سبيل إلى الحفاظ عليها إلا في ظل ما يسمى بالدولة. دولة الكانتونات والتي تشكل معزلاً عنصرياً ويبدو غريباً أن تسيبي ليفني تعد من أشد المتحمسين لهذه الدولة.
قيس عبد الكريم جزء من تشكيل شركة أمنية فلسطينية تسمى سلطة أوسلو، هذه الشركة تقوم ببيع الأمن لإسرائيل مقابل الرواتب والامتيازات لكن من دون أن يقدم ذلك للشعب الفلسطيني أي أمن أو سلام فيما يخص مصادرة الأراضي وحرية النقل والتنقل. الآن يحلم العم بوش مع أولمرت ومحمود عباس بإعادة تغليف تلك الشركة باسم الدولة التي لا يمكن أن تكون مستقلة بسبب الاتفاقات والالتزامات الأمنية. الألهم من هذا كله نتساءل: ماذا يكون طبيعة العمل الذي يمكن لقيس عبد الكريم وأشكاله القيام به في ظل الدولة الواحدة ؟؟؟ دولة عمل وإنتاج وقانون وتطور رأسمالي، تحتاج بلا شك إلى مواطنين من نوع معين، ولا تحتاج لمن يرتدون ياقات بنفسجية ويعيشون على حساب القضية والشعب. ماذا سيفعل محمد دحلان ؟؟؟ ماذا سيفعل عباس نفسه ؟؟؟ بل ماذا سيفعل اسماعيل هنية وكل قيادة حماس ؟؟؟
إذا حل السلام الحقيقي وتحققت عودة اللاجئين بالكامل حسب القرار 194، ماذا يتبقى للشعب الفلسطيني أصلاً ؟؟؟ إن مشروع سلطة أمنية إسرائيلية مدفوعة الأجر يا سيد قيس عبد الكريم هو مشروع دنيء وحقير حتى لوكان المسمى دولة مستقلة !!
تبقى حماس الفاشلة تماماً والتي أجهضت الشعب الفلسطيني في مشاريع انتحارية تعيش على وهم فك الحصار والانتصار على إسرائيل، كما انتصر من قبل الحاج أمين الحسيني وجمال عبد الناصر وصدام حسين !!
الدولة المستقلة ستكون كما أسلفنا وسيلة قوية لإجهاض حق اللاجئين بالعودة، ذلك أنه من المستحيل أن نطالب العالم بالوقوف معنا لتطبيق حق العودة بينما أصبح لنا في نظر العالم دولة " مستقلة "، بمعنى أن الدولة المستقلة هي وسيلة صهيونية لشراء الأمن كما أنها الوسيلة لإلغاء حق العودة القفز عليه. أما الأحجية التي طرحها البرجوازي عبد الكريم فنعود لنطرحها أمام الجمهور للمحاكمة المنطقية: كيف تكون الدولة المستقلة خطوة على طريق الدولة الواحدة بينما الأرجح أنها الوصفة الأمثل لتكريس الفصل العنصري، نحن وراء الجدار وهم أمامه، تمهيداً لصدامات دامية في المستقبل ؟؟!
لن يتكرم عباس بحل السلطة، ولن يتخلى أصحاب شركات تهريب الجوالات وبيع الإسمنت وبيع الأمن وبيع الضمير وبيع الأرض وبيع ملف اللاجئين عن ياقاتهم وفيلاتهم، بل يجب على الشعب الفلسطيني إسقاطهم بعد النفق المظلم الذي أدخلونا فيه،، دون أن يخضع أي منهم للمحاسبة الشعبية حتى الآن. كل الفاشلون تحاسبهم شعوبنا إلا قيس عبد الكريم وشركاه، فهم يحسبون أنهم ما زالوا يمثلون حقاً الشعب الفلسطيني !
بعد فشل مشروع السلطة الأمنية وبعد فشل الانتحار المجاني الإسلامونزي، فإن التاريخ سيقول كلمته في المستقبل القريب، لصالح شعب فلسطيني يسعى للتحرر من حكم البلطجية والصوص والخونة ويعيد بلورة مفاهيم الصراع وآلياته نحو المطالبة الحثيثة للرأي العالم الدولي والإسرائيلي بضرورة الإعلان عن الدولة الواحدة الديمقراطية ثانئية القومية، أما قيامها، تأملوا جيداً، ها هي قائمة بالفعل على الأرض من معبر رفح وحتى رأس الناقورة ومن يافا حتى جسر الملك حسين !



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن