العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....14

محمد الحنفي
sihanafi@gmail.com

2008 / 5 / 30

إلى:
ـ الطبقة العملة في عيدها الأممي (فاتح مايو 2008).

ـ أحزاب الطبقة العاملة الساعية إلى استعادة الأمل في تحقيق الاشتراكية.

ـ من أجل العمل على تطوير الأداء النضالي في أفق استنهاض الطبقة العاملة.

ـ من أجل تحقيق الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي الهمجي العالمي.

دور العمل المشترك:.....2

وإذا تحققت النتائج التي أتينا على ذكرها في كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين، فإن الجهات التي سوف تستفيد من دور العمل المشترك تتمثل في:

1) التنظيمات المنخرطة في تنظيم العمل المشترك فيما بينها، لتحقيق أهداف معينة: قريبة، أو مرحلية، أو استراتيجية، التي يؤدي انخراطها في العمل المشترك إلى:

ا ـ تعميق بحثها في إيديولوجيتها الخاصة، من أجل جعل تلك الإيديولوجية متفاعلة مع المحيط، ومتطورة بالتطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وبمستوى حدة الصراع فيه، حتى تكتسب تلك الإيديولوجية السيادة، والقدرة على توجيه الممارسة العامة في المجتمع، والممارسة التنظيمية، والبرنامجية، والسياسية، الخاصة في الواقع. وهذا التعميق في الدراسة، والبحث الإيديولوجيين، يرفع من مستوى أداء مناضلي التنظيم الواحد. وهو ما يعني القدرة على تفعيل التنظيم نفسه، وعلى تفاعل ذلك التنظيم مع باقي التنظيمات الأخرى، ومع الواقع في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، في أفق الفعل الإيجابي المطور للواقع، والمتطور معه.

ب ـ ضبط التنظيم، وتطويره، من خلال إعادة النظر في الممارسة التنظيمية داخل التنظيم نفسه وذلك بإخضاع قواين التنظيم الأساسية، والأنظمة الداخلية، إلى المناقشة الواسعة، من أجل الوقوف على:

هل يقوم تناسب بين التنظيم، والإيديولوجية؟

وهل توجد علاقة بين طبيعة التنظيم والبرنامج؟

وهل يتناسب التنظيم مع المواقف السياسية التي اتخذها، أو التي قد يتخدها مستقبلا؟

وهل تحترم العلاقة الجدلية بين التنظيم، وبين الإيديولوجية، وبينه وبين البرنامج، وبينه وبن المواقف السياسية؟

فضبط التنظيم، وتطويره، يوفر إمكانية جعل التنظيم قادرا على الفعل، وعلى تفعيل الواقع في نفس الوقت.

ج ـ الحرص على أن يكون البرنامج المعتمد من قبل التنظيم ترجمة للممارسة الإيديولوجية، والتنظيمية، ومنطلقا عمليا للمواقف السياسية المتخدة، أو التي يمكن أن تتخذ، لأن البرنامج، إذا لم يكن كذلك، سيكون متناقضا مع الإيديولوجية، ومع التنظيم. وفي هذه الحالة، سيقف وراء تفكيك التنظيم. وتفكيك التنظيم سيؤدي إلى فقدان القدرة على المساهمة في تنظيم العمل المشترك، وفي تفعيله. ولذلك فالحرص على أن يكون البرنامج متناسبا مع الإيديولوجية، ومع التنظيم، ومنطلقا لاتخاذ المواقف السياسية، سيقوي التنظيم، ويكسبه القدرة على تفعيل تنظيم العمل المشترك.

د ـ الحرص على أن تكون المواقف السياسية معبرة على الاختيار الإيديولوجي، وعن طموحات التنظيم، وعن روح البرنامج المعتمد من قبل التنظيم، حتى يكون ذلك الحرص وسيلة لجعل التنظيم محققا لأهدافه، وسعيا إلى تحقيق طموحات الجماهير الشعبية الكادحة، التي لا تتحقق إلا بتفعيل العمل المشترك.

ذلك أن المواقف السياسية، إذا لم تعكس الاختيار الإيديولوجي، وإذا لم تعبر عن طبيعة التنظيم، وإذا لم تنطلق من البرنامج المحدد، ستنعكس سلبا على التنظيم نفسه، وستقف وراء ضعفه، وعجزه عن مواجهة التحديات المطروحة، وستجعله غير قادر على مواجهة التنظيمات النقيضة، وغير مستعد للمساهمة في أي عمل مشترك، مما يجعله، كذلك، عاجزا عن تحقيق الأهداف المرسومة تنظيميا، وفي اطار التنظيم المشترك. ومن هنا تأتي أهمية الحرص على أن تكون المواقف السياسية متناسبة مع الاختيار الإيديولوجي، ومع طبيعة التنظيم، ومع البرنامج المعتمد.

2) المنظمات الجماهيرية، التي تسعى إلى تحقيق نفس أهداف العمل المشترك، الذي يصير في خدمة أهدافها، فتزداد بذلك توسعا، وارتباطا بأوسع الجماهير في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

واستفادة المنظمات الجماهيرية من دور العمل المشترك تتمثل في:

ا ـ ضبط التنظيم الجماهيري عموديا، وافقيا، حتى يقوم بدوره كاملا في جعل الجماهير تنتظم في إطاره، استعدادا لخوض المعارك النضالية، الساعية إلى تحقيق الأهداف التي تستفيد منها تلك الجماهير، سواء تعلق الأمر بالتنظيم النقابي، أو التنظيم الحقوقي، أو التنظيم الثقافي، أو التنظيم التربوي، أو التنموي، أو الترفيهي، أو غيرها من التنظيمات الجماهيرية الأخرى، التي تستحدث حسب الحاجة إليها.

ب ـ ضبط المطالب الجماهيرية، وتعميق البحث فيها، حتى تصير أكثر اسجابة لطموحات أوسع الجماهير الشعبية الكادحة، وفي كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وسواء كانت المطالب فئوية، أو قطاعية، أو مركزية، وسواء تعلقت تلك المطالب بالجانب الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو المدني، أو السياسي؛ لأن عدم ضبط المطالب يؤدى إلى اعتبار التنظيم الجماهيري بدون أهداف يمكن أن يعمل على تحقيقها. و لتجنب ذلك، لا بد من ضبط المطالب، حتى تصير أكثر استجابة لطموحات الجماهير، وأكثر دفعا في اتجاه تحرك الجماهير، سعيا إلى فرض تلبية تلك المطالب.

ج ـ التدقيق في البرامج النضالية الجماهيرية، التي تصير، بدور العمل المشترك، أكثر مدعاة للتدقيق، من أجل جعل المنظمات الجماهيرية الملتزمة بتنفيذ خطوات البرنامج أكثر حرصا على قيادة النضالات الجماهيرية المطلبية، انطلاقا من ذلك البرنامج، وسعيا إلى تحقيق المطالب المحددة على المستوى القريب، والمتوسط، لأن المستوى الإستراتيجي غير وارد في الممارسة النضالية الجماهيرية المطلبية.

د ـ التدقيق في الأهداف التي يسعى كل تنظيم جماهيري إلى تحقيقها، وسواء كان هذا التنظيم نقابيا: فئويا، أو قطاعيا، أو مركزيا، أو كان حقوقيا، يسعى إلى تحقيق تمتيع جميع الناس بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، أو ثقافيا يسعى إلى إنتاج القيم الثقافية الكفيلة بتطوير العلاقات القائمة في مجتمع معين، وانتقال تلك العلاقات إلى مستوى أعلى، أو تربوية تسعى إلى إنتاج نمط من التصورات التربوية المغايرة للتصورات التربوية السائدة، ومن أجل أن تنشأ عليها الأجيال الصاعدة، التي ينتظر منها المساهمة في تطوير التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية إلى مستوى أعلى، وأرقى من التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتكماعية القائمة، التي تصير في ذمة التاريخ.

وبذلك نجد أن ضبط التنظيم الجماهيري، وضبط المطالب الجاهيرية، والتدقيق في البرامج النضالية، وفي الأهداف، يعتبر نتيجة طبيعية لدور العمل المشترك.

3) الجماهير الشعبية الكادحة، التي تعاني من الحرمان من حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ومن الحرية، والديمقراطية، والعدالة الإجتماعية، بسبب سيادة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.

واستفادة الجماهير الشعبية الكادحة من دور العمل المشترك يتجسد في أن:

ا ـ العمل المشترك يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، بالخصوص، تثق في نفسها، وعلى جميع المستويات، مما يجعلها تنخرط في رفع مستوى وحدة العمل المشترك، من أجل التسريع بتحقيق الأهداف المرسومة، التي لها علاقة بطموحات الجماهير الشعبية الكادحة.

ب ـ العمل المشترك، هو في حد ذاته، رغبة جماهيرية، تقودها في اتجاه تحقيق وحدتها، في أفق النضال المرير، الهادف إلى فرض الاستجابة لمطالب الجماهير الشعبية الكادحة.

ج ـ الوحدة الجماهيرية الواسعة، رهينة بالعمل المشترك، الذي يجسدها على المستوى العام، وعلى المستويات القطاعية، والفئوية، والمحلية. تلك الوحدة التي تشكل قوة ضاربة في اتجاه سحق جميع التحديات، التي تحول دون وصول الجماهير الشعبية إلى تحقيق ظموحاتها.

د ـ العمل المشترك يؤدي إلى إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يجعل الجماهير تتفرغ للعمل في أفق تحقيق أهداف أخرى أعظم، لها علاقة بالحق في تقرير المصير في مستوياته المختلفة.

ه ـ العمل المشترك يقف وراء امتلاك الجماهير للوعي المتقدم، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يجعلها تتبين ما يجب عمله لتحقيق طموحاتها، ولحماية مكتسباتها المتحققة في جميع المجالات.

و ـ العمل المشترك يؤدي، بالضرورة، الى التخفيف من معاناة الجماهير الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لأنه، بدون ذلك العمل، تبقى المعاناة جاثمة على صدور الجماهير الشعبية الكادحة، التي لا تملك، في الأصل، القدرة على رفع تلك المعاناة.

فالعمل المشترك، إذن، يجعل الجماهير الشعبية الكادحة بالخصوص، تثق بنفسها، ويحقق رغبتها فيه، ووحدتها، ويعمل على حل مشاكلها، ويرفع مستوى وعيها، ويخفف من معاناتها. ودور كهذا يجعل العمل المشترك يتجاوز حدود التنظيمات المنظمة للعمل المشترك، ليصير جزءا لا يتجزأ من الجماهير الشعبية الكادحة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن