قبل محاسبة فرنسا على ماضيها الاستعماري يجب تجريم جنرلات الجزائرعلى حاضرهم القمعي .

عساسي عبدالحميد
assassi_64@hotmail.com

2008 / 4 / 17

كلما رفعت عصابة مارقة أو شرذمة ظالة بــيارق العصيان والتمرد إلا و صفق لها بوتفليقة المريض باسم الثورة والحرية وطالب لها بتمثيليات داخل أجهزة المنتظم الدولي باسم الاستقلال وتقرير المصير، و في كلاب تيندوف لآية لقوم يتفكرون ....
منذ أن أتى العسكر بهذا المعتوه الى القصر الجمهوري لم يكف من ترديد أسطوانة تجريم فرنسا و اجبارها على تقديم اعتذار للشعب الجزائري عما ارتكبته ابان الفترة الممتدة ما بين 1830 الى سنة 1962 من جرائم وخروقات.
من الناحية المبدئية يعتبر تقديم الاعتذار عما صدر من تجاوزات في حق الشعوب تقليدا انسانيا نبيلا و نضجا حضاريا من شأنه تعليم الأجيال صنع السلام و أنسنة العالم، وفرنسا كشعب و تاريخ لها ما لها و عليها ما عليها، لكن علينا ألا ننسى دور فرنسا الايجابي في الجزائر في تعليم أبناء الشعب الجزائري وتمكينهم من اللغة الفرنسية و العلوم و هناك من درس على حساب فرنسا في جامعاتها و معاهدها، الدولة الفرنسية عملت على تكوين أطر في مختلف المجالات مكنوا الجزائر من الوقوف عى رجلها وشقت الطرق وهيئت الموانئ ووضعت شبكة من السكك الحديدية و بنت المعامل وأدخلت الفلاحة العصرية وفتحت باب الهجرة لعشرات الآلاف من الجزائريين للعمل بفرنسا و أعطتهم الأولوية فيما يتعلق بحق الاقامة و الضمان الاجتماعي فأعالوا أسرا و عوائل و حولوا على مدى عقود عديدة الملايير لبلدهم الأصلي، في فترة التواجد الفرنسي بالجزائر كانت هناك اكراهات و هواجس أمنية والكثير من قطاع الطرق و اللصوص استغل الموقف و حمل السلاح للسطو و السرقة و قتل الأبرياء سواء كانوا مواطنين أم أجانب، ولما أعلن عن الاستقلال الشكلي للجزائر سنة 1962 حسب هؤلاء الارهابيين من عناصر جيش التحرير و هناك من كوفئ بالحصول على جوائز ومراكز هامة في الجيش و الشرطة و الداخلية وأجهزة الدولة ...
قبل أن نفكر في محاسبة فرنسا علينا أن ننصت للشعب الجزائري الذي يجرم العسكر عما ارتكبه في حقه منذ الاستقلال الشكلي الى يومنا هذا من تقتيل و ترويع و حرمان و سرقة الأرزاق، علينا أن نحاسب الجنرلات الذين يعينون الدمى رؤساء جمهورية من طينة البوتفليقة عما اقترفوه في حق المستضعفين...
وقبل أن نطلب من فرنسا تقديم الاعتذار علينا أن نطلب من المسلمين تقديم أطنانا من الاعتذارات عن الجرائم التي ارتكبت إبان الفتوحات الاسلامية بالشام و مصر وبلدان شما أفريقية وقتل اليهود و تهجيرهم من الجزيرة، علينا أن نقدم الاعتذار عما ارتكبه أجدادنا في حق سكان شبه الجزيرة الايبيرية أي ما يصطلح على تسميته بالفردوس المفقود الذي لا يكف عكرمة الساكن في جوف القطعان المدجنة من المطالبة به و اعادته لحضيرة الأمة، وهذا ما يفصح عنه علانية الظواهري و بن لادن و غرانيق الطالبان وهذا ما يضمره و يخفيه جناح الاعتدال المقنع الذي يمثله القرضاوي و الطنطاوي، فهم في قرارة أنفسهم يتمنون عودة اسبانيا و البرتغال الى حضيرة الاسلام ولو بحد السيف لكنهم لا يجهرون به، علينا أن نقدم الاعتذار عما لحق باليهود في شمال أفريقية ابان الحكم الموحدي في القرن الثاني عشر الميلادي من مجازر رهيبة و تهجير وجماعي و أسلمة بالقوة ومظالم لا تقل فظاعة عما كانت عليه ابان الحكم النازي ....على النظام التركي كذلك تقديم الاعتذار عما جرى للأرمن من مذابح وتهجير جماعي ...
فتقديم الاعتذار هو واجب انساني و حضاري يجب أن يكون بشكل متبادل وجماعي في ظل نظام عالمي جديد، وليس بالشكل الذي يريده بوتفليقة ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن