حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....20

محمد الحنفي
sihanafi@gmail.com

2008 / 4 / 2

إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.


محمد الحنفي






دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....6

6) علاقة التقاليد بالمعرفة، وتنوعها حسب تنوع المعرفة، وتطورها، وبعد مناقشتنا لعلاقة التقاليد بالأعراف، واختلافها حسب الزمان، والمكان، والخروج بنتائج محددة، ننتقل إلى مناقشة علاقة التقاليد بالمعرفة، وتنوع تلك العلاقة حسب تنوع المعرفة، وتطورها. وفي هذا الإطار، سنحاول مقاربة الأجوبة على الأسئلة:

ما المقصود بالمعرفة؟

هل هي معرفة عامة؟

هل هي معرفة خاصة؟

هل هي معرفة اقتصادية؟

هل هي معرفة اجتماعية؟

هل هي معرفة ثقافية؟

هل هي معرفة سياسية؟

هل هي معرفة إيديولوجية؟

هل هي معرفة أدبية، أو فنية؟

هل هي معرفة علمية؟

وما طبيعة العلاقة بين التقاليد، والمعرفة العامة؟

ما طبيعتها بين التقاليد، وبين المعرفة الخاصة؟

ما علاقة التقاليد بالمعرفة الاقتصادية؟

ما علاقتها بالمعرفة الاجتماعية؟

ما علاقتها بالمعرفة الثقافية؟

ما علاقتها بالمعرفة الإيديولوجية؟

ما علاقتها بالمعرفة السياسية؟

ما علاقتها بالمعرفة الأدبية، والفنية؟

ما علاقتها بالمعرفة العلمية؟

هل تصير الهيمنة للتقاليد على المعرفة بتفرعاتها المختلفة؟

هل تصير تلك الهيمنة للمعرفة بتفرعاتها المختلفة على التقاليد؟

أم أن العلاقة بين التقاليد، والمعرفة، لا تكون إلا جدلية؟

وهل أشكال الحجاب، كتقاليد، تسود فيها هيمنة التقاليد على المعرفة؟

أم أنها تسود فيها هيمنة المعرفة على التقاليد؟

وما طبيعة المعرفة المهيمنة على التقاليد في أشكال "الحجاب"؟

هل هي معرفة تقليدية عتيقة / دينية؟

هل هي معرفة عصرية؟

ما مصير الحجاب في حالة هيمنة المعرفة الدينية على التقاليد؟

وما مصيره في حالة سيادة هيمنة المعرفة العصرية؟

وما دور سيادة هيمنة العلاقة الجدلية بين التقاليد، والمعرفة، على الحجاب؟

هل يتطور في اعتباره مجرد أشكال من اللباس، تختارها النساء؟
أم أنه سيختفي، وبصفة نهائية، من الواقع؟

وبمقاربتنا للأجوبة على الأسئلة التي طرحناها يمكن أن نخرج بنتائج محددة، بناء على العلاقة القائمة بين التقاليد، والمعرفة، بتفرعاتها المختلفة.

ونحن عندما نتساءل عن المقصود بالمعرفة، فلأننا نسعى إلى تمييزها عما تعارف الناس على فعله في مختلف الأمكنة، والأزمنة، مما لايكون محكوما بمنهجية معينة، أو بضبط معين، بقدر ما يصير، هكذا، وبحكم الواقع قبولا، وإقرارا بمسلكية فردية، أو جماعية معينة، ودون وعي مسبق بذلك.

ولذلك نجد أن المقصود بالمعرفة: هوكل ما تراكم، مما تمكن الإنسان من معرفته، وفي جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وقام بتوثيقه نقشا، أو رسما، أو كتابة، أو تسجيلا صوتيا، أو تسجيلا للصوت والصورة، منذ ظهر الإنسان، وإلى يومنا هذا.

فذلك التراكم الموثق، والمروى شفويا، والذي يكون رهن إشارة الأجيال المتلاحقة، وعلى مر العصور، هو الذي يحمل اسم المعرفة.

وانطلاقا من تمرحل التاريخ، فإن المعرفة الإنسانية تتمرحل هي أيضا، حتى تتناسب مع كل تشكيلة اجتماعية على حدة، سواء كانت سابقة، أو لاحقة، وهو ما يجعلنا نسجل أن التاريخ عرف مجموعة من المعارف: العبودية، أو الإقطاعية، أو البورجوازية، أو الاشتراكية.

وتبعا لكون المعرفة مرتبطة بطبيعة التشكيلة الاجتماعية، فإنها تصير معرفة طبقية ملتصقة بطبيعة الطبقات الاجتماعية: المتعايشة، والمتصارعة في نفس الوقت. وما دامت المعرفة في عموميتها، وفي خصوصيتها، لا تكون إلا طبقية، فإنه يمكن الحديث عن معرفة الإقطاعيين، وعن معرفة الأقنان، وعن معرفة ما بينهما في التشكيلة الإقطاعية، والحديث أيضا على معرفة البورجوازية، وعن معرفة الطبقة العاملة، وما بينهما في التشكيلة الرأسمالية، وهكذا.

ومعلوم أن الاختلاف في المعرفة الطبقية، له علاقة بالاستغلال، وبشكل الاستغلال الممارس في كل تشكيلة اجتماعية على حدة. ويختلف عمق المعرفة من طبقة تتوفر لديها الإمكانيات الكبيرة، التي تمكنها من امتلاك المعرفة التي تشاء، إلى طبقة تتوفر لديها إمكانيات متوسطة، تستطيع الحصول، بواسطتها، على جزء مما تريد من معرفة، إلى طبقة تنعدم لديها الإمكانيات، مما يجعلها عاجزة عن الحصول على ما تريده من معارف.

ونظرا لأن الهرم الطبقي في المجتمعات البلاد العربية، وفي مجتمعات باقي بلدان المسلمين، يضيق في الأعلى، حيث تتواجد الطبقات المستفيدة من الاستغلال، ويتسع في الأسفل، حيث يتواجد الذين يمارس عليهم الاستغلال، فإننا نجد أن الفئات العاجزة عن امتلاك المعرفة التي تريد، تتسع كثيرا، نظرا لعجزها عن امتلاك وسائل المعرفة، وخاصة الكتابة، والقراءة، بسبب انتشار الأمية الأبجدية في صفوفها، مما يترتب عنه انتشار الأمية المعرفية أيضا، وبالتالي، فإن المعرفة التي تسود بين صفوفها، هي التي لها علاقة باليومي، وبشؤون الحياة البسيطة.

وتبعا لقدرة على امتلاك المعرفة، أو عدم القدرة على امتلاكها، فإن الطبقات المستفيدة من الاستغلال، تستطيع أن تحصل على وسائل امتلاك المعرفة المتوسطة، أو الأكثر تطورا، حتى تستطيع القدرة على مواكبة تطور المعرفة في جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. أما الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال المادي، والمعنوي، فإنها قد لا تجد سبيلا إلى الحصول على وسائل امتلاك المعرفة، حتى وان كانت بسيطة.

والمعرفة التي تكون لها علاقة بالتقاليد، تكون إما ذات طابع عام، أو ذات طابع خاص.

والمعرفة ذات الطابع العام، هي التي تكون شائعة بين الناس جميعا، مهما كان جنسهم، أو لونهم، أو معتقداتهم، أو البلد الذي ينتمون إليه، لأن هذه المعرفة كالهواء، والماء، والكلأ، كما يقولون، لا ترتبط إلا بوجود البشر نفسه ولا تتطور إلا بتطور هذا البشر، ووجودها مرتبط بوجود البشر.

أما المعرفة ذات الطابع الخاص، فهي التي ترتبط بخصوصيات الشعوب، والجماعات، والأفراد، وهو ما يمكن معه الحديث عن المعرفة المغربية، أو المعرفة الجزائرية، أو المعرفة العراقية، ... وهكذا، لأن لكل شعب تراكم معرفي معين، اقتضته الشروط الذاتية، والموضوعية، في تفاعلهما التي عرفها الشعب في كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين.






https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن