بين الصراحه والخجل

رحاب الهندي
rehabalhindy@yahoo.com

2008 / 3 / 25

علاقة الأم بابنتها المراهقة

تلتصق الطفلة في أذيال أمها تلحق بها أينما تتجه . حين تكبر الطفلة قليلاً ، تبعدها الأم عن مجالس الجارات والنساء وحين تسألها لماذا . تهمس الأم بلا وعي عيب أن تجلس الطفلة مع النساء فلهن أحاديثهم الخاصة . تتلصص الطفلة على مجلس النساء تسمع الضحكات والتعليقات وبعض النكات . لكنها لاتفهم حين تسأل والدتها. تنظر إليها بغضب مستنكرة السؤال .
تدورالفتاة حول نفسها يتردد السؤال في داخلها عن شذرات ما تسمع ، تريدأن تفهم ولا تجد من يشرح لها وتعتقد أنها كبرت بما فيه الكفاية .. وتبحث عمن تسأله وتلجأ إليه . البعض يجد العمة أو الخالة أو الصديقة . والبعض يجد الأم .

أمهات بلا ردوود :

أم نوف تبتسم قائلة : بنات اليوم غير ، يسألن أسئلة لا داعي لها . اذكر أنني لم أكن أعرف شيئاً إلا أن تزوجت لكن ابنتي تسألني عن كل شيء . أجيبها أحياناً وأحياناً أهرب من أسئلتها . لأني لا أجروا على الإجابة . وهذا من تأثير قراءة الكتب والفضائيات والأنترنت .
وتجيب أم نورة ضاحكة : نحن نريد أن نعلم بناتنا كل شيء لكن بعيداً عنا . لأننا نخجل من مناقشة بعض المواضيع معهن . والفتيات ما شاء الله هذه الأيام يملكن عقولاً متفتحة وجرأة لم نكن نملكها نحن .
وماذا عن الحب :
صرخت أم نوف :لا لا نحن نرفض هذه الحكايا الحب يسيء للبنت وسمعتها . حين تتزوج تحب زوجها فقط .
أما أم نورفكانت أكثر صراحة : حكايا الحب منتشرة ونسمعها خاصة في عمر بناتنا اللاتي تجاوزن الخمسة عشر عاماً وغالباً تكون مع أبناء الجيران . وطبعا جميعنا نرفض هذا السلوك ونحاول مراقبة الفتيات وتصرفاتهن لأنهن مازلن في عمر الطفولة !

امرأة مختلفة :
أم سهام ابتسمت قائلة : يجب أن تكون هناك صداقة بين الأم وابنتها ،وتفهم حاجاتها ومشاعرها وأن لا تجعل بينهما سداً لأن الأم في هذه الفترة هي الحاضنة الأساسية للبنت وهي مركز الحنان والتوجيه .
بصراحه، ناقشت ابنتي حين شعرت بأنها تسرح كثيرا وتلجأ لقراءة القصص الغرامية وتستمع للأغاني وكثيرا ما تنزوى في غرفتها وعرفت أنها متعلقة بفتى ينتظرها دوما أمام باب المدرسة وهو قريب لإحدى زميلاتها التي أعطتها رقم تلفونة .
وحين اعترفت ابنتي بأنها تحبه ، ضممتها لصدري بحنان وقلت لها الآن انت كبرت فعلا .. لكن ليس هذا هو الحب .
شرحت لها كثيرا عن امور العلاقة بين الرجل و المرأة وخاصة في هذا العمر .
أعرف أنها لم تقتنع بكلامي لكنني طلبت منها وعدا بان تحكي لي كل شيء وألا تتصرف تصرفا متهوراً .
وبحثت عن عنوان الفتى وزرت أهله وتحدثت معه بكل صراحه أمام والدته .
وكانت ردة فعله أنه اختفى من طريق ابنتي ن ومع الأيام أخذت تضحك على نفسها والآن تدرس بالجامعة تنظر للأمور بعقلانية أكثر.
نعم من المهم جدا أن تكون الأمهات قريبات لبناتهن ولديهن القدرة على الإحتواء لمشاعر بناتهن في هذا العمر حيث تشعر الفتاة أنها كبرت وأن من حقها أن تجد من يحبها وأن تبادلة الحب دون وعي منها أن الحب أكبر بكثير من مجرد الحاجة إليه فقط تقليداً أو أوهاما



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن