كل شعب كوردستان معكم يا ثوار نوروز

صفوت جلال الجباري
safwatjalal@hotmail.com

2008 / 3 / 25

ومرة أخرى يثبت أعداء شعب ميديا وأمة زرادشت, أنهم يخافون حتى من رقصاتنا وأهازيجنا ... وقد يكون لهم بعض الحق , أولم تكن الرقصات سلاح شعب ناميبيا في قهر أعداءه العنصريين ,وبتلك الرقصات قد نالوا استقلالهم!!!!

.... شعوب كثيرة في الشرق الأوسط وامتداد آسيا الوسطى تحتفل بأعياد نوروز متزامنا مع احتفال شعبنا الكوردي , ولكن الكل يعلم بأننا نحن الكورد نحتفل بهذا اليوم الأغر ترميزا لانتصار بطلنا القومي( كاوه) الحداد على عدو شعبه( ضحاك) الظالم , ذلك الانتصار العظيم الذي سجله شعب ميديا قبل( 2708) عاما واستغل فيه انشغال الحاكم الظالم( ضحاك) وجنده بعيد الربيع ليفجر فيه ثورته , ويبدوا أن كثيرين من (ضحاكات) عصرنا الراهن .....حكام تلك الأنظمة الجائرة التي تحتل كوردستان قد قرأت التاريخ الكوردي جيدا وتوجست منه , وباتت تخاف من أن يعيد نفسه, ويظهر كاوه العصر واتباعه , من بين الملايين الأربعين من أبناء وبنات شعبنا ليحررهم من نير وجور هؤلاء الحكام على اختلاف مآربهم و مشاربهم ,ولهذا نراهم اليوم في شمالي وشرق كوردستان بالأخص يعيشون حالة هيستيريا ورعب, هلعا ووجلا من اندلاع الثورة الكوردية العارمة فيها والتي باتت قريبة وقريبة جدا , والتي باتت معاقل عنيدة وحصينة للثورة الكوردية وخزينها البشري اللانهائي والتي ستشهد ولادة دولة الكورد المرتقبة لا محالة, وها أنهم يفتحون نيران حقدهم الأسود صوب صدور أبناءنا وبناتنا, ومعها نيران مدافعهم الجبانة وأسنة هراواتهم المتهرئة والصدئة,
في محاولة يائسة لإطفاء جذوة النضال الشعبي الذي بدأ يتعاظم كل يوم بل وكل ساعة لتنذر بغد مشرق لشعب كوردستان وليمسح والى الأبد غبار المؤامرات الدولية و الاتفاقيات الجائرة التي قطعت أوصال هذا الشعب وسلمته بيد اعتى أعداء الإنسانية من شوفينيي العصر تركا وعربا وفرسا.... أو ليس من سخريات القدر وامتداد الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الأبي أن تحتفل عشرات الشعوب بهذا اليوم إيذانا بقدوم الربيع والخير والضياء والعطاء في جو احتفالي بهيج, وتصبح فرحة شعبنا معجونة بدماء شبابه ودموع نساءه الثكلى وتستمر طاحونة ضحاك لغاية هذا اليوم بسحق أحلامنا الوردية وحقنا المشروع في الحياة, في الوقت الذي لم يبق غير الكورد شعبا بملايينه الأربعين يعيش مهزلة القرن الواحد والعشرين ,مقسما مشتتا بدون دولة قومية تحقق آماله في الحرية والانعتاق ,الا يخجل العالم المتمدن وهو يرى بأم عينيه كيف يقتل أبناء الكورد بدماء باردة, وكيف تضرب بنات الكورد وتسحبن من شعورهن أمام عدسات التلفزة والفضائيات , لأنهم يعبرون عن فرحتهم ويرقصون لقدوم عيدهم نوروز!!!!!!! اين منظمات حقوق الانسان بل أين الإنسانية المتحضرة من كل هذا وما هي التسمية المعاصرة لحكومات تحصد أرواح مواطنيها بالرصاص الحي لأنهم يحتفلون بعيدهم القومي !!!!!, الم يحن الوقت( لكاوا الحداد) أن ينهض من رقدته ويرفع مطرقته عاليا ويهوى بها على رؤوس أعداء شعبنا الكوردي , الم يحن الوقت أن يدرك شعب كوردستان أن( ضحاكه) واحد وان تعددت الأسماء , فليكن( كاوانا) أيضا واحدا وان تعددت التنظيمات والقيادات مادامت تؤمن بان مصلحة شعب كوردستان وقضيته التي لا تتجزأ شرقا وغربا شمالا وجنوبا هي العليا ولا يحق لكائن من كان أن يفرط بها وإلا لحقته لعنات الشعب والتاريخ , ونبارك هنا موقف رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البرزاني في تنديده باستشهاد شهداء نوروز في غربي كوردستان نرجو أن يلحقه مواقف مشابهة لبقية قادة التنظيمات الكوردية بالتنديد والإدانة ضد أعداء الكورد في كل أجزاء كوردستاننا المقسمة....

فكل الشعب الكوردي قد صعق بالنبأ المفجع باستشهاد كوكبة من خيرة شبابنا في غرب وشمالي كوردستان, وذلك حينما كانت جماهير شعبنا الكوردي المظلوم في غربي كوردستان تحتفل بعيد نوروزها الأغر... اذ قامت أجهزة البعث السوري الفاشي بفتح النيران على الجموع المحتفلة بعيدها القومي .....ونفس الأعمال الجبانة تكررت وبشكل أسوء من قبل الفاشية التركية في مدينة (وان) وبقية مدن كوردستاننا الشمالية ..... وكل ذنب شبابنا كان في نظر أعداءنا المتخلفين إنهم رقصوا وغنوا ,و لان الرقصات الكوردية قد أصبحت أقوى من رصاصهم وزنزانات سجونهم ولهذا فأنهم يحاولون منعها بلغة القمع التي لا يفهمون غيرها .... وها نحن شعب ميديا وقد استقبلنا سنتنا الجديدة بالدماء القانية لكوكبة من شبابنا الخالدين, فعهد منا آن نجعل من هذه الدماء الزكية الطاهرة نبراسنا ومشعلنا المضئ دوما, لتحرير كوردستان كل كوردستان من نير المحتلين الذين هم متوحدون في النيات والأعمال بل وحتى الأساليب القهرية لإخضاع هذا الشعب الأبي, الذي باتت قضية حريته وانعتا قه تدّق كل الأبواب في العالم وتنذر بقلع كل الأنظمة التي ترفض أن تعترف بهذا الحق المشروع كما قلعت نظام صدام البعثي الفاشي ,
وقبل أكثر من خمسين عاما قال جواهر لال نهرو (لا يمكن قهر ارادة شعب كوردستان وهو الشعب الذي مستعد دوما لدفع ثمن حريته وانعتا قه), كما قالها شاعرنا وفيلسوفنا الكبير( بيره ميرد) قبل سبعين سنة في انشودة نوروز :

(هه ر خويني لاوه كان بوو كولي ئالي نيو به هار ) أي اننا سنسقي وردتنا الربيعية القانية , بدماء شبابنا دوما....صدقت يا بيره ميرد ولازلنا ندفع الدماء الزكية على مذبح الحرية ومستعدون لبذل المزيد.....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن