فتوى ارضاع الزميل !!

منتدى الثقافة التقدمية
muntadairaq2008@yahoo.com

2008 / 3 / 15

موقف رجال الدين من حرية المرأة وحقوق الإنسان
كان يتبحر في بصره ....... إلى امرأة جميلة وهو الملتزم بقواعد الإيمان .. ينهره زميله الأخر ويقول له غض النظر وقل مع نفسك اللهم اجعلها بقرة لتسقط عنك نظرتك الشيطانية ولا تكتسب الإثم , إما في زماننا الحاضر فقد ظهرت علينا فتوى تقول , من اجل حل إشكال تواجد ثنائي في العمل من ذكر وأنثى دون ثالث وبحكم الشرع يكون الشيطان ثالثهما , ولأجل إبطال مفعول الشيطان على الرجل أن يلتهم صدر تلك الزميلة في العمل , وحين يلتهم هذا الرجل صدر زميلته (البقرة) رضاعة لخمس مرات متفاوتة تسقط عنهما المحرمات الشيطانية فترفع الأنثى بعد ذلك عنها الحجاب كاشفة رأسها وصدرها وذراع يدها أمام زميلها لأنها أصبحت كالأخت له ! والجدير بالذكر إن صاحب الفتوى متحدث باسم الأزهر وهو رئيس قسم الحديث فيه اشترط في الرضاعة الخشوع التام وكأنه يؤدي حالة تعبوية , على أن لايحرك الرجل يده تحت الصدر إطلاقا ,,, وهذا يعني التداوي بالإثم الأكبر مع سبق الإصرار .... ولم نقرا أي رد أو تعليق من الأزهر حول هذه القضية التي طرحت قبل سنه في إحدى الفضائيات للنقاش وعلى أثرها بدا الشارع المصري بتداول النكات حول هذا الموضوع .
أليست هذه مهزلة المهازل ؟ واهانة للدين الحنيف والاستخفاف به , هذا الدين الذي يتمسك به ملايين البشر في بقاع العالم وفي ذات الوقت تعتبر اهانة وحط من قدر المرأة وجعلها في موقع الحيوان , كذلك استهانة بالرجل بتصويره منقادا لشهوته الحيوانية في كل ظرف وزمان ومكان ..... لانريد الدخول بتفسيرات وتأويلات في الشرع ولعلماء الدين القول الفصل في هذه المسالة .. إلا إننا نعتقد بعيد عن مثل هذه التشويهات التي أطلقها من يدعون الانتماء للأزهر , حيث إن فيها قضاء شرعي يبين الإيمان الروحي والسلوك العملي للمؤمن , وهنا يتعين على علماء الأزهر أن ينوروا العباد بالموقف الصحيح من الفتوى نفسها ومن أفتاها حتى لا تفتح هذه الفتوى إن تم تأكيدها الباب الواسعة لإحداث هزة في البنية الاجتماعية الإسلامية ويتم انتهاك الحرمات بأشكالها وتحويلها إلى محللات والغريب أن يتم ويتزامن إعلان الفتوى هذه مع قرار وزارة داخلية إيران بشرعية زواج المتعة مما جعل نساء إيران يتضاهرن ضد هذا القرار ,,,, ولأمر عجيب هو موقف السلطات المصرية من الدكتورة نوال السعداوي داعية حقوق المرأة وكل إنسان وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها في سبيل محاربة آرائها حتى وصل الأمر إلى سجنها ومحاولة طلاقها من زوجها أو إسقاط الجنسية عنها وحتى التهديد بقتلها ولم تلن صلابتها في الدفاع عن آرائها , لم كل هذا أيها السادة ؟! قد لا اتفق كليا مع طروحات الدكتورة السعداوي ولكن الدفاع عن حرية الرأي واجب مقدس ولم تكن لتدافع إلا عن مساواة المرأة وبالحجة على المعترضين من مشايخ ومسؤولين ولم ترفع سلاحا ولا حاولت إجبار احد ولا امتلكت قنوات فضائية تملي عليها ماتشاء ولا سلطة تشريع القوانين وتنفيذها فلماذا يشن الأزهر حملته الشعواء عليها ويترك مهمته الحقيقية عن كل مايعانيه الشعب المصري وباقي البقاع الإسلامية من جور وظلم الحكام إضافة للجوع والفقر والمرض وضعف التجاوب مع متطلبات العصر , إضافة لانتهاك المقدسات الإسلامية في فلسطين ومأساة سكان قطاع غزة واحتلال العراق وتدمير أهله في صراعات ليس لشعبه فيها مصلحة أو نصيب , أين الموقف من رجال الدين اللذين أمسوا تجار سياسة يدفعون خلق الله للتقاتل الطائفي والعنصري , إن مئات وآلاف من المسلمين يموتون جوعا في دارفور وغيرها فما هو الموقف منهم وماهي فتاوي الأزهر وعلمائه وهل مسألة الإرضاع للرجل أهم من لقمة وحليب وإرضاع لملايين من أطفال المسلمين ؟ أم إن الانتصار للحكام على عموم الشعوب الإسلامية اوجب واهم ..... كثير من أدعياء الدين حولوه إلى أحزاب ومنظمات ومليشيات ترهب العباد قتلا وانتهاكا لكل الحقوق في الحرية والعيش الآمن الكريم وتناسوا أن الدين في خدمة الشعب وانه معاملة و وجوهره هو عملية توازن بين الإيمان الروحي والتنفيذ العملي في نشر المحبة والعدل بين العباد , وإنصاف المظلومين والدفاع عنهم , وما يجري في واقع الحال هو استغلال للجانب الروحي في قلب موازين المعادلة المطلوب سلوكها بين العباد ومن كانوا على الأرض مسلمين وغير مسلمين فالتفنن بالقتل أصبح سمة من سمات من يدعون الإيمان ويفتقدون التوازن في المعادلة الإيمانية فكثبر منهم يشنون حملة على من يدافعون عن حقوق الإنسان وعن المرأة وحقوقها كذلك ضد المثقفين والعاملين بالفنون والآداب وينعتوهم بشتى النعوت تارة أفكار مستوردة وأخرى ملحدين وكفرة وعملاء ,, ثم اباحيين !! حاليا , هذه الأطروحات كانت تسوق لها الرجعية العربية والامبريالية في زمن الحرب الباردة وكان هذا الطيف ذاته هو من يسوق رغبات أمريكا تحت معطيات دينية ولافتات قومية بعيدة عن الواقع والكثير المؤمن حاليا له ادوار سابقة في هذا المضمار
واليوم كما قلنا سلفا يفعل هؤلاء كل ما هو مشين على الأرض ويحذرون الناس من شر العلمانية والعلمانيون على مستقبل العالم العربي والإسلامي ويمارسون العولمة الامبريالية مفتاح البقاء والنجاة لهم وليس لشعوبهم وما نعيشه من ماس في العراق خير دليل على ذلك , فبالرغم من احتلاله من قبل جيوش أجنبية , نسال من هو الذي يقتل ويشجع على ذلك تحت ادعاءات عنصرية وطائفية وانفصالية , من يفعل ذلك هل هو الوطني العلماني ؟ لم نسمع أو نر يوما انه قتل أو هدد أو اغتصب أو سرق من المال العام والخاص .. من هو علماني لا يضطهد الناس ولا يفرق بين المواطنين , سوى بالانحياز للوطن والدفاع عن وحدته وشعبه . جعل الله الإنسان خليفته على الأرض , فمن انتم لتقتلوه على شريعة الغاب ؟ وتحللون لأنفسكم كل شيء تحرمونه على الآخرين ! كرم الله المرأة فجعل الجنة تحت أقدامها وهنالك من يريد أن تكون صدورهن تحت أفواه الذئاب , وآخر يضفي الشرعية للبغاء وهلم جرا .. فماذا تبقى في جعبتكم تزيدون به إشعال النار في الوطن والوطنية .. حينها لن يكون مأواكم سوى جهنم في الدنيا وآخرتها , وقد قال فيكم الإمام الصوفي علي ابن أبي طالب (كرم) لقد ملأتم قلبي قيحا فإصلاحكم إفساد لنفسي .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن