المسيح الدجال إحدى علامات الساعة الكبرى.

عساسي عبدالحميد
assassi_64@hotmail.com

2008 / 3 / 12

"يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة أي التيجان".
رواه أحمد ومسلم عن أنس بن مالك.
حكاية المسيح الدجال يا ناس ، هي بلا شك من روائع الفكري العالمي التي يزخر بها تراث البشرية، والتي جادت بها أرض الجزيرة المعطاء ، و هي أيضا من علامات الساعة الكبرى إلى جانب شروق الشمس من المغرب.... وملحمة هاجوج و ماجوج. و خروج الدابة وصواعق أخرى يشيب لهولها الرضع و يبكي لوقعها السجد الركع، فهذه العلامات تفتقت بها أم العبقريات منذ أكثر من 14 قرنا والتي ما زالت إلى يومنا هذا نصوصا عبقة تفوح منها روائح الإيمان الطري من رفوف مكتباتنا وخزاناتنا، و ما فتئت تشكل لونا يصبغ الحصص الدراسية ومادة دسمة تزخر بها المقررات التربوية إلى جانب عذاب القبور و أهوال النشور....لتنهل منها الناشئة فتشب على العقيدة الصحيحة السمحة فتعض عليها بالنواجذ كما تعض الحية الرقطاء على صيدها الثمين، فيتنور فكر صغارنا ويصبحون أكثر قابلية للعطاء و أكثر استعدادا للإسهام في بناء الحضارة الإنسانية عندما يتقلدون المسؤوليات في كبرهم، كيف لا؟؟ و هم يحفظون عن ظهر قلب رحلة البراق العجيبة و الرحلة المكوكية إلى السماء السابعة حيث سدرة المنتهى ....و أسئلة نكير و منكر ....و نار جهنم بعقاربها و زقومها وهي بانتظار اليهود و النصارى الأنجاس ....و يعرفون تفاصيل و دقائق عزوة بني قريظة و أسماء الحصون التي اخترقها الرعيل الأول من المبشرين بالجنان ليقطعوا رقابا و يسبوا نساء و يسطوا على ممتلكات الغير ....

و عودة للمسيح الدجال فهاكم بعض من الشذرات عنه وعن فتنه الكبيرة حتى يتقوى إيمانكم وتزداد مناعتكم و كراهيتكم لباقي الملل و النحل لكي لا تخترق عقيدتكم ... فاليهود يتحينون كل فرصة لدس سمومهم القاتلة بين نصوصكم الطاهرة، فهذا هو شغلهم الشاغل لتقويض عقيدة خير أمة أخرجت للناس...... و أية أمة ؟؟؟الأمة التي ضحكت لجهلها الأمم ....

فمن هي شخصية المسيح الدجال التي شغلت بال الأقدمين و الأحدثين و قيل عنها الكثير و سال المداد مدرارا أنهارا للحديث عنها و التحذير منها ؟؟؟

يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاماً لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء و أقله منفعة ، تنام عينه و لا ينام قلبه " . ثم نعت النبي أبويه فقال : أبوه رجل طويل مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار ، و أمه فرضاخة أي عظيمة الثدييين المسيح الدجال هو الضلّيل الكذاب ، مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات كإنزال المطر وإحياء الأرض بالنبات وغيرها من الخوارق كإحياء الموتى و شفاء المرضى ....
وقال (العلماء!!!! ) و أي علماء !!! في سبب تسمية الدجال بالمسيح أن إحدى عينيه ممسوحة ، وقيل لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً .. والقول الأول هو الراجح ، لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك قال : قال صلعم " الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ .. "
ومن صفاته أيضا أنه رجل شاب أحمر ، قصير ، أفحج جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر ، ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئة - منتفخة وبارزة - ولا جحراء - غائرة - كأنها عنبة طافئة .
وعينه اليسرى عليها ظفرة - لحمة تنبت عند المآقي - غليظة . ومكتوب بين عينيه " ك ف ر " بالحروف المقطعة ، أو " كافر " بدون تقطيع ، يقرؤها كل مسلم ، كاتب وغير كاتب .
ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له .
وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة وهي من الأدلة على ظهور الدجال :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلعم : " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ . فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ " رواه البخاري ، وَابْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ .
يعني أن النبي صلعم قد شبه الدجال بابن قطن ...و لا ندري ما هي حسابات النبي مع هذا الرجل الذي شوهه بهذا التشبيه الذي من شأنه أن ينفر الناس منه ....
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال : " إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ .. " رواه البخاري.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : قال رسول الله صلعم : " إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا ، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " رواه أبو داود ، والحديث صحيح .
روى الشيخان والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلعم : ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال؛ إلا مكة والمدينة، وليس نُقب من أنقابها إلا عليها الملائكة حافين تحرسها، فينزل بالسبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، يخرج إليه منها كل كافر ومنافق

فما رأيك عزيزي القارئ بهذه النفحات الإيمانية التي تلقن لأطفالنا وفلذات أكبادنا؟؟؟ فهذه هي العلوم الحقيقية النافعة في الدنيا و الآخرة، أما ما يسمى بإنجازات و ابتكارات الغرب الكافر فما هي إلا فنون ينتفع بها البعض في هذه الدنيا التي لا تساوي جناح بعوضة ........
و في الحلقة القادمة سنتحدث عن ملحمة هاجوج و ماجوج وهي علامة لا تقل إرهاصاتها أهمية في الغرابة و الندرة و التشويق عن المسيح الدجال الخارق...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن