لنحدث التغير

نبأ سليم حميد البراك

2008 / 2 / 27

رسالة مفتوحة الى الآباء والأمهات والى شابات وشباب العراق، على عاتقكم يقع تصحيح المسارات.
المواطن العراقي البسيط يريد بناء الوطن والمثقف يريد أعمار الوطن، والفرق كبير بين بناء الحجر وبين الأعمار الشامل للبشر والحجر !
عندما نتكلم عن أحتياجات العراقيين نقول الأمن أولا ثم نتبعها بقول والبنى التحيتية ونقصد بها الكهرباء والماء والشوارع الخ... وننسى الأمور الأخرى التي تبنى بها الشعوب والأمم فتكون أما دولا تسير مع العالم المتقدم أو دولا نائمة في العالم الثالث أو دول غنية ودول فقيرة. فأين نحن من كل هؤلاء؟ قبل العام 2003 كان العراق على لائحة دول العالم الثالث وبعد 2003 صار على لائحة الشعوب الفقيرة، وسواء ماقبل 2003 أم مابعده ماهي أسباب تخلفنا وأين تكمن العلة وأين يوجد الحل؟ تعالوا نذهب جولة في هذا العالم الفسيح لنرى ونسمع ونشخص ثم لنعمل سوية لنحدث التغيير!!!
أجل هناك أحتلال ولكن يجب أن نعمل، أن نبني ونعمر لنطرد المحتل! نحن بنات وأبناء اليوم، يجب أن نفكركيف نبني أنفسنا وكيف نبني دولة حديثة في القرن الواحد والعشرين. أن نستذكر التأريخ نعم، ونستخلص منه العبر نعم، ولكن نبقى نعيش على أمجاد زالت فكلا، وكما قال الشاعر
لاتقل أصلي وفصلي من أنا أنما أصل الفتى ماقد عمل
أرجوكم أن تقرأو هذا الكلام للآخر
ليس الفارق بين الدول الغنية والدول الفقيرة هو العمر الزمني للدولة ذاتها، وعلى سبيل المثال دول مثل الهند أو مصر عمرها الزمني يتجاوز 2000 عام وبالرغم من ذلك يعتبران من الدول الفقيرة ومن ناحية أخرى نجد دول مثل كندا أو استراليا لايتجاوز العمر الزمني لهما 150 عام وتعدان من الدول الغنية. عدا عن ذلك لايعد توفر الموارد الطبيعية والمواد الخام هو الفارق بين دولة فقيرة ودولة غنية، فلنأخذ اليابان مثلا 80% من أراضيه عبارة عن جبال لاتصلح للزراعة ولا لتربية الأنعام وبالرغم من ذلك فأن أقتصاد اليابان يعد ثاني اقتصاد في العالم! أنظروا الى هذا البلد فهو عبارة عن مصنع ممتد فهم يقومون بأستيراد المواد الخام من جميع بلدان العالم ويعيدون تصديرها على هيئة منتجات مصنعة. مثال آخر دولة سويسرا ذات المساحة المحدودة وطبيعة المناخ الذي لايسمح بالزراعة ألا لأربعة شهور طوال العام ونبتة الكوكا أصلا لاتزرع في أراضيه وبالرغم من ذلك فأن سويسرا تصنع أفضل الشكولاتة في العالم. أين نحن من كندا أو أستراليا أو اليابان أو سويسرا، وبماذا نختلف عنهم؟
فلا لون البشرة ولا السلالة تعدان عاملا فارقا بين دولة غنية ودولة فقيرة. أن المهاجرين الذين يوصفون بالكسل في بلدانهم الأصلية، هم ذاتهم أساس القوة الدافعة في بلدان أوربا وكندا والتي توصف بالغنى. ماهو الفارق أذن؟
الفارق يكمن في أتجاهات ومبادئ الشعوب ذاتها والتي يتم تشكلها على مر الأعوام من خلال الثقافة والتعليم، أنها الأختلافات الفكرية التي تعد سببا جوهريا! ومن خلال تحليل أتجاهات هذه الشعوب نجد أن الغالبية العظمى منهم لديهم المبادئ التالية في حياتهم:
1- الأخلاق كمبدأ رئيسي
2- الأمانة
3- المسئولية
4- أحترام القوانين والنظام
5- أحترام وتقدير حقوق الآخريين
6- حب العمل والشغف اليه
7- المكافحة من أجل الأدخار والأستثمار
8- الأستعداد الدائم للأفعال المتميزة
9- مراعاة المواعيد وتقدير قيمة الوقت
ثبت أن شعوب البلدان الفقيرة لديهم قدر ضئيل جدا من التمسك بمثل هذه المبادئ خلال ممارسة حياتهم اليومية. أننا لسنا فقراء بسبب قلة الموارد الطبيعية أو قسوة الطبيعة بأراضينا، أننا فقراء بسبب أحتياجنا وأفتقارنا للمبادئ والتوجهات الأيجابية. نحن بحاجة الى الأرادة لنتعلم ونكتسب تلك المبادئ والتوجهات بحاجة لنبنيها ونعمرها ونعلم أبنائنا أن يعملوا بها في حياتهم اليومية.
العراق يناديكم ويطالبكم بالتغير
شكر وتقدير للجندي المجهول الذي أستعنت ببعض الأرقام من جهده الفكري في كتابة هذا المقال.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن