(خيط الضوء المائل,الذي كسر حواجز الصمت)ليشير الى( رائحة القرفة),في روايةالكاتبة سمر يزبك.

ناصرعمران الموسوي
naser68march@yahoo.com

2008 / 2 / 25

(خيط الضوء المائل,الذي كسر حواجز الصمت ,ليشير الى (رائحة القرفة)
في رواية الكاتبةالسورية سمر يزبك)
خيط ضوء مائل,موارب ،مخادع,هو الضوء الذي استطاعت فيه الكاتبة يزبك,ان تكسر فيه حوجز كونكريتية ارادت لها عوامل وعقد كثيرة,ان تظل مثل هكذا,في خا نا ت(التابو الشرقي),ورغم ان العلاقات المثلية الجنسية وجدت حضورا في بعض الروايات العربية,واخص بالذكر رواية(عمارة يعقوبيان) الا انها وبفعل تنا مي التيارات الدينية المتشددة,وسيادة ثقافاتها التي استعمرت الراي العام ,صارت من الاشياء المسكوت عنها واي محاولة لتعرية الواقع الاجتماعي وكشف خبا يا ه,يصطدم بالوصفات الجاهزة من الا تهام والخروج عن المالوف والمعتقد,وهذه احدى الاسباب التي تححسب لكاتبة الرواية وبخاصة طبيعتها الانثوية.
اسلوب الرواية اظهر مهارة الكاتبة في صياغة الجمل القصيرة,والتخلي عن السرد الكلاسيكي ,فصارت الرواية باسلوب اقرب للشعر،منه الى النثر,لقد قا مت الكاتبة ,بتفجبر الطاقة المكنونه للمفردة,حسب تعبير(سارة برنار)وفي اظهار المشهد الروائي وليس المشهد الشعري ،فالضوء الضئيل ,المائل,والمخادع هو وليس سواه,من جر كل الصور المخبوءة,وعرضها امامنا للمكاشفة,والوقوف امام الذات ,ومحاولة فهم كنهها ,والتعامل معها وفق ماهي وليس وفق ما يريده الاخرون ,لم تكن (المثلية الجنسية)بعيدة عن مجتمعنا او قمنا با ستيرادها من مجتمعات اخرى ,انها جزء من علائق موجودة ومحسوبة ويتعامل بها المجتمع وعلى اساسها يصيغ الكثير من احكامه ورؤياه ,وفي تضخم الكثير منها اسقاطات اجتماعية وقانونية وثقافية,يمكن تلمسها بسهولة,وما عرضته الكاتبة من هموم وانشغال وانثيال لشريحتين مهمتين من مجتمعا تنا العربية, فالسيدة الدمشقية الثرية هي صورة من صور الاستلاب كما ان صورة الخادمة صورة منها ,واذا اختلفت صورة هذه عن تلك فان مزاوجة فريدة قدمتها,الكاتبة لتكريس حالة التقارب الانساني ,ان لم يا خذ طريقه الطبيعي في وضوح الشمس سيتوارى ليعيش في وحولة الزناخة والقرافة,وهو ما اراد الضوء المائل,الموارب والمخادع ان يفضحه ,ان الحب طاقة واسعة بحاجة الى الاكتشاف وهي مثلها مثل الاشياء النفيسة ,في عرضة دائما الى الضياع ,فالتشبث به ومحاولة اجتراره بعد ضياعه سيبتني دمامل ,حين تنفجر فان اسانتها وزنخها ,سيملأ الانوف ,وامكانيات الحل واضحة ولعل اهمها الجانب الاقتصادي,الضاج في الرواية والذي يؤكد وبتاكد عبر عرض شخصية(عليا)الخادمة والتي لا تمتلك قرارها منذ الولادة,وسيرها الاخرون مثل ما يحبون ويشتهون لينتهي بها الامر,جسد مباح لسيدها وسيدتها دون ان يكون لها أي قرار في جسدها حتى ....في حين فرضت الطبيعة البايلوجية المتمثلة بالرغبة في الجنس ,آليات تحققها فصدحت في انفاس سيدتها( حنا ن الهاشمي) وكما هو حال الطبقات البرجوازية ,فانها بعد ان قادها الضوء المائل لترى زوجها في وضع الخيانة ,مارست سلطويتها الفارغة لترمي الخامة الى الشارع ,ولئن الحاجة للاخر هو ما استقر في التركيبة النفسية للسيدة الدمشقية,ابنة المجتمع المحكوم بتقاليده الشديدة والمزيفة في اعمها الاغلب,راحت تبحث عن التعويض في جسد ثرية مثلها ,الا انها احست بالفراغ الكامن في داخلها وربما هي مساحة النرجسية المتفجرة,التي جعلت منها في نهاية الرواية في بحث دائم عن الخادمة’يؤكده المقطع الاخير(صعدت الى سيارتها وانطلقت بسرعة,افزعت سرب حمام,راح يطير عاليا,واصلت الاندفاع,مخلفة,ورائها سحابة من الغبارالخفيف.)ان الحالة النفسية للسيدة بعد فقدانها للخادمة ,ازاحت عنجهية التملك والاستحواذ,التي اورثتها,العقدالماضوية,للطبقة,ان رد الفعل الضعيف للخادمة’والتي عبرت عن فطريتها ككائن انساني ,من خلال الرواية هي طبيعة الادمي ,الذي يحتاج الاخرمهما اختلف طبقةً,ولوناً,وجنسأً, كما قالت الروائية بضرورة التعامل مع العلاقات المثلية الجنسية كحالة من الرؤية التي تستلهم ظهورها واسبابها ,وبالتالي
ايجاد متنفسات حقيقية لعلاقات صحية,ولعل اولى العلاجات المهمة هو رفع الحيف والظلم عن المراة ,التي اظهرتها الرواية تعيش الاستلاب مهما كان وضعها الاجتماعي. وفي الختام ربما يقول الاخرون ان موضوع الرواية استهلاكي او هو وجود حالة الانتشار,الا ان الحقبقة التي تضرب بشكل عاصف كل ذلك ,انها بضوئها الضئيل الذي اسس لبداية النهاية كسر حواجز الصمت والقى بالتابو الشرفي في الهاوية.





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن