كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ...... الجزء الرابع (( العملية الابداعية ))..... القسم الخامس

سيروان شاكر
sirwan_sh_a@yahoo.com

2008 / 2 / 23

مازال ربطنا بالعالم الخارجي هو الاخلاق والادب والثقافة والفكر في ثمار الشخصية التي تبحث عن قيم جديدة وبمقومات معينة في حكم الجمال تعود ترجمتها الى الصور الذهنية المحبة للتغيير والتجديد ليكون عالما ابدعه يد وفكر الانسان .
مايزيد من عدم رضا الاشخاص او المتذوقين في الفن هو ما يشاهدونه من صور مأ لوفة في عالم الحقيقة دون المشاركة في بعض الاحيان لعالم الفنان من خلال منظور او رؤية الفنان المبدع ، فعلى المجتمع او المتذوق الكوردي المحاولة في المشاركة لتغيير اسس النهج التقليدي في ذهنهم والكشف عن خفايا الواقع في عملية نضج ونمو مناسبة لتحتل في مخيلتهم الروعة والجمال بين الواقع المتواجد حوله والفكر المتحضر الذي يحاول العثور في الارتباط بين الاشياء المدركة من قبل الفنان والعلاقات التعبيرية للمجتمع ووضع اسس امام الصراع الذي ينشب في ذهن الفنان والمشاهد في كوردستان ليشكل جانبا اساسيا من الطبيعة الحية والجوهرية تخضع قوانينها باصول الموضوعات الانسانية بصياغة ابداعية يكون لها التاثير الجمالي على وجدان المشاهد او المتذوق .
لقد حاول الفنان الكوردي الخروج عن القواعد الاساسية في الفن التقليدي باضافة اساليب ذات فكرة تتضمن تعبيرا مزدوجا عن المعاني الموجودة في هذا الاسلوب او العمل الفني وهذا كله بالاعتماد على حس الفنان الكوردي الذي مازال يبحث عن الجديد في عام الفكرة الابداعية والخروج بمبادىء اساسية لعالم الفن التشكيلي ليناسب النمط الاجتماعي في العملية الحسية والذي بدوره يدرك الظواهر الطبيعية والجوهرية وينظمها بشكل معرفي للمشاهد او المتذوق .
ان النظريات المعرفية التي تعتمد اساسا على المدركات يجب ان تكون مطرزة بالترابطات الاصيلة يتقبلها الذات والمجتمع مع الحفاظ على الخصوصية الفكرية والانسانية في مفهوم التطور الايدولوجي ، حيث قدم الفنان الكوردي المناهج المعرفية في حالات وجدانية قد تعرضت لمواقف ذات اهمية خاصة له و للمجتمع الكوردي وتأثر اهتماماته لها بعد عملية التفاهم المنظم والالتقاء المعبر بين الحدث والفنان، كل هذا جعل من خياله الابداعي يمر بمرحلة جديدة يخدم بحثا انسانيا قيما في مواجهة مرحلة جديدة من الحياة في عالم الابداع الفني ، علما ان الصياغة الجيدة للعالم الفني قد امتلكت مفاهيم جديدة ومعان، اعطت الفنان الكوردي رغما للظروف التي مر بها تصورات هي بمثابة تكوين ادراكي وتحدي لمفهوم الرؤية الجديدة والتي من خلالها تكتسب ابعادا ذات صلة بعالم الانسانية والتحضر .
ان كوردستان اليوم تمر بالعمليات الحية لواقع الفن التشكيلي بقصد تحقيق التصور الوهمي وتحويله الى شكل اصيل خاضع للادراكات الحسية والملموسة في النشاط الابداعي ، لقد حققت كوردستان انجازات كبيرة في العملية الابداعية رغما للتحولات السياسية والاجتماعية التي مر بها المجتمع الكوردي او الفنان الكوردي حيث اصبح الميزة الاساسية لفنهم هو امتلاك طابع ذات سمة خاصة تنسجم مع مبدأ تحقيق مسار جديد لتاريخ ظهر من اجل فك الترابطات المعقدة والسعي نحو تمثيل الفكرة في رموز ابداعية عن طريق النشاط الفني و الانساني في مضمونه، وهذا لا يتطلب تفسيرا انه فقط يتطلب ادراكا واضحا وكليا للصورة المعطاة وهذه الصورة بحاجة الى ان نركبها قبل التذوق وهي مسوؤلية المجتمع او المشاهد فهم يجب ان يشاركوا في تركيبة الصورة بشكل صحيح ليكون بذلك عملا ابداعيا .
وفي هذا القسم سنتناول اراء اخرى من الواعين في مجال الابداع والذين لديهم افكارقيمة حول هذا المجال وقد واجهنا الدكتور- نوزدار صلاح الدين ببعض الاسئلة حيث له دراسات وكتابات حول الفن التشكيلي متحدثا الينا ، ان العملية الابداعية في اي مجال لاتأتي الا بعد ان تتهيأ له الاسباب اللازمة ليتطور الاسلوب الفني وتصبح ميزة خاصة بالشخص ومنها قد يتطور الى الابداع ، فبالنسبة للفنان يجب ان يكون ملما بمجاله ومحيطا بجميع خفايا الاسلوب الذي يعمل عليه ولابد لدرجة من الذكاء ليدخل مرحلة الابداع فالحرفي الفني الذي يشكل اعمالا فنية بالممارسة ونسخا لاعمال اخرى تعلمناه من الصغر قد يكون عملا جميلا ولكن ينقصه الابداع وهي خلق صورة جديدة ، لذا فالذكاء مهم حتى يحول العمل الفني الى الابداع ، ويجيب قائلا ليس ضروريا ان يكون الابداع نتاج لشخصية مرهفه او مترفة بل على العكس نرى اكثر المبدعين تنقصهم ابسط متطلبات الحياة ، لذا ان الابداع نتيجة لايمان الشخص باسلوبه وعمله الحثيث على تطوير هذا الاسلوب سواء كان مترفا او فقيرا ليس القصد الوضع المادي لايؤثر ولكن الخيال يكون انشط في حال الحرمان ، وايضا لابد وان يكون الفنان المبدع يعاني من صراع بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه المقصود هنا الصراع الفكري وهو جوهر التطور ويؤكد ايضا على ان مفتاح الابداع هو تغيير القديم او الواقع التقليدي الى اسس سليمة وليس ضبطا عشوائيا .
الفنان المبدع ظاهرة نادرة فعلا فمتطلبات الحياة تؤثر على اغلب الناس وقليل منهم من يقدرون على الموازنة بين الحاجة الضرورية التي تشده للواقع وتحبط من عزيمته وبين السمو بنفسه نحو العمل الدوؤب والدراسة المستمرة ، و الابداع في الفن ليس خارجا عن كل قانون بل يجب ان يخضع للاسلوب والالمام الكامل بكل خفايا الاسلوب لتتهيأ بعدها الارضية اللازمة للابداع ، يقول د. نوزدار ان العمل الابداعي ليس الهاما منزلا من السماء، فالفنان ليصل الى الابداع يجب عليه البحث والدراسة والاطلاع الواسع والايمان والاخلاص والتعب واجبار النفس على تحمل المشقات في العمل من اجل فنه وليس من اجل مكاسب مادية لان العمل الابداعي لايقدر بالمال ، ان كل شخص ميسر لما خلق له .
ان الابداع ليس مرتبطا بأمة او مجتمع دون اخر ولكن الوسائل المتوفرة تختلف عن الاخرى ،ومستوى تطور المجتمع ينعكس على كل المجالات ومنها بالاخص الفن ، فالذي يبدع في بيئة معينة بوسائل بدائية لايجد غيرها يختلف عن الذي يبدع في بيئة متطورة ، هنا يبين د. نوزدار على ان الوسائل يجب ان تتوفر في كل مكان وزمان حتى يتمكن الفنان من الخوض في مواجهات ابداعية جديدة ذو قيمة اكثر ، وفي رده على اسئلة اخرى يجيب ، ليس ضروريا ان يكون ابناء المبدعين مثل ابائهم فهناك عدة عوامل تؤثر على الشخص منذ نشاته ، فالبيئة التي خلقت الشخص المبدع ربما يختلف عنها ولكن يمكن الاستفادة من ذويهم في روح الابداع، بالاضافة الى دور الذكاء فهو احد العوامل الرئيسية في الابداع وفي سؤال اخر حول الفنان الكوردي او الحركة الفنية في كوردستان ، يجب على الفنان الكوردي الاندماج مع الفن بشكل جيد وان يتمرس باسلوب معين دون التعددية في الاساليب وان يطور نفسه من خلال مخطط فكري جيد لأعماله الفنية ولكن يحتاج الفنان الكوردي الى التوجيه الصحيح في بعض الاحيان ، ولخلق فنانين مبدعين في كوردستان لابد من الشمولية في سد كل الثغرات التي تؤخر مسيرة الفن الابداعي والمعالجة للنقاط السلبية والعوائق والنظر اليها بجدية وتهيأة المصادر المهمة لهم، والأخذ بالاراء يعتبر هذا من العلامات الضرورية للنهوض الى الحركة الفنية العالمية ، وان الاستمرارية في الابداع يتطلب الدراسة المكثفة للادب والفن والفلسفة بالاخص، والممارسة وتحمل كافة الظروف من اجل الفن لان الفنانين هم قادة المجتمع نحو التطور .
وفي رأيه ايضا حول الفنان الكوردي ان معظم الفنانين تراه ناقلا لافكار تقليدية او ثابتا على منهجية تعلمها والبعض الاخريعبر عن الفن ببواعث لافكار جديدة تكشف عن الخيال في بحر اللاوعي بطريقة مدركة من خلال الفن التشكيلي ويهدف بذلك لبناء شخصية مهيأة للدخول الى عالم الفن شريطة وجود فرص سانحة ومتاحة امامه، وأهمية البيئة التي يعيش فيها كأن تكون متطورة متفتحة بأفاقها عكس الضيقة في المفاهيم وان يمتلك من الحساسية العالية او الكافية فيما يخلف شكلا عن شمولية فكرالبشر لانه لسان حال المحيطين به او المجتمع وهو من يرسم همومهم بلوحة او يعبر عن شكل تمثال او يعزف لحنا يعبرعن اشجانهم ومن الواضح والجلي للعيان مدى تأثر الفنان والفن بشكل عام في كوردستان بالظروف التي مرت بها، فمن الالحان الثورية واللوحات التي كانت تخفي بين الوانها الغضب ايام النضال الى الحان الفرح والسرحان في الخيال الفني المبهج ايام التحرر من ظلم المستبدين والاعداء ، نرى كل ذلك واضحا لمسيرة الابداع في كوردستان .
يحتاج الفنان الكوردي الى الدعم المعنوي والمادي حيث انه يوجد لديه طاقات مكبوتة لو اتيح له الفرص المناسبة والطرق الفنية الصحيحة فانه حتما سيدخل الى العالمية لانه قد امتلك من الثقافة والاطلاع بحيث يمكنه في ايجاد اسلوب معين وان يؤمن بالمنهج الذي يتبعه ويسير عليه كي يؤدي رسالته باخلاص تام ليصل بكل سهولة الى الخلق الفني ويؤكد ايضا دور العائلة والمدرسة في تنمية المواهب الشخصية للابداع بالاضافة الى حرية التعبير عن رأيهم بطروحات جديدة مناسبة ليتمكن من الجرأة في البحث والتغير نحو مجتمع متمدن ذو فكر متطور وايجاد الحلول اللازمة للعوائق التي يتعرض لها اثناء عمله وتوفير الفرص اللازمة للابداع كي تدخل كوردستان في الحركة الفنية المعاصرة .
اذن على الفنان الكوردي العمل على تطوير مضمون اعماله الفنية والشكل الذي يعبر عنها ويخرجها للمشاهد او المتذوق شريطة ان تتوفر فيها الشروط اللازمة للفن الحقيقي ، وان الفنان قد لاق من الدعم في اغلب المجالات ولكن تبقى نهضة الفنانين بيدهم .
كان هذا جملة من النقاط قد ابدى بها الدكتور نوزدار الكاتب الفني حول تطوير العملية الابداعية حيث اشار انه يجب على الفنان اتباع المنهج الاساسي في انعكاس جوهر الواقع برموز يتضمن الربط الانساني بين ماهو مفقود او مخفي وماهو موجود في الواقع الاجتماعي بطريقة تتفق لحقيقة واقع الفرد او الفنان وتحليلاته تاخذ بصيغ المجتمع والوجودية التي تؤمن بالحاضر و المستقبل وترفض العوائق والمتاهات الماضية والارضية الوراثية والاجتماعية بشكل مباشر ، وحقيقة العملية الابداعية هو تحطيم قيود المجتمع الخاضع لمناهج التقليد والتطرف الفكري والدعوة نحو تطور العلم والخبرة الفنية وانتقال القوانين السائدة الى عصر وعهد جديد بصيغ والوان زاهية جديدة شريطة وجود الاخلاق والقيم الانسانية .
وفي حديث اخر لنا مع سوزان صباح المدرّسة في معهد الفنون الجميلة بدهوك حول العملية الابداعية في الفن تقول.. ان الابداع الفني ينتج عن الاحاسيس الداخلية للانسان وتظهر في مجالات عديدة علمية، ثقافية، فنية وتنتج ايضا عن صراع قوي بين الفنان و المجتمع ، فالفنان المبدع هو ظاهرة نادرة في العالم تحديدا ونرى ان الفنانين كثيرين ولكن المبدعين في الفن قليلين ويعتبر الابداع خارج عن كل القوانين المحددة وان المبدع الفني نتيجة للخبرات المكتسبة وليس لها علاقة بالعمليات الوراثية وتعتمد ايضا على الثقافة والذكاء وفي رأي سوزان صباح مدرّسة السيراميك حول الابداع في كوردستان فانها تجد حضورا جيدا وايجابيا ، الفنان الكوردي له ابداعات كثيرة هنا في كوردستان من خلال اللوحات والمنحوتات والاعمال السيراميكية واعمال فنية اخرى حيث استطاع ان يقلل السلبيات في الفن وذلك بالعمل المستمر ومتابعة المصادر الجيدة على الصعيد العالمي واستخدام الوسائل والافكار المبتكرة والمختلفة في الاعمال الفنية وجمعها في مضمون هادف نحو الانسانية .
الفنان الكوردي فهم الفن والتعبير عنه بصورة ابداعية حيث عبر عن اعمالهم الفنية بواقع جميل وحتى المأسي التي تعرض لها عبّر عنها بطريقة درامية مبدعة حيث ان للبيئة دور اساسي في تكوين شخصية الفنان المبدع وايضا الدوافع الانسانية وغيرذلك جعلت من الفنان الكوردي يسعى بالوصول الى مفاهيم صحيحة .
تؤكد سوزان ايضا ان للعائلة الفضل الكبير في بناء فنان مبدع ومن ثم دور المدرسة ويلي ذلك الظروف الاجتماعية .
لقد دعمت الجهات المختصة الفن بكل الوسائل المتاحة رغم الظروف العصيبة في بعض الاحيان، فيجب على الفنان الكوردي ان يعبر عن رأيه بصراحة وان لاينسى الظروف التي مربها وعليه العمل المكثف في بناء كوردستان جديدة من الناحية الفنية وتؤكد ايضا ان دور الدولة او الحكومة كان كبيرا في بناء الحركة الفنية المعاصرة لتصل بذلك الى العالمية وظهرت بشكل سريع .
كان هذا خلاصة التعبير لفكرة الفنانة سوزان صباح حول الفن حيث انها تجد واقعا مرئيا لاجدال عليها واحساسا لايمكن عزله عن القضايا الانسانية والاجتماعية وهو مبدأ العقل الصافي في بناء المفاهيم الفكرية وتصورها في وعي مكامن الجمال.
اما هيلين خيري فهي احدى الفنانات الكورد في مجال الرسم تبدي برايها حول مفهوم الابداع وعملياته، فتجيب على بعض الاسئلة، ليس شرطا لوجود الابداع الفني بوجود شخصية متكاملة قيادية، فالابداع ناجم عن فكر الانسان بالطبيعة وما يدور في الطبيعة من الجمال و الاراء الميتافيزيقية والخروج عن القيود الموضوعة امام الانسان فالمبدع مهما تعظم شأنه فهو انسان وتؤكد بمقولتها حول الفنان الفاقد احد الحواس المهمة مثل بيتهوفن عندما فقد حاسة السمع وألّف السمفونية التاسعة .
تقول هيلين خيري ان هناك ارتباط وثيق بين الابداع والانسان خاصة ذو المشاعر والاحاسيس المرهفة فلا تتصور ابدا وجود عمل فني دون مشاركة الاحاسيس ويخرج هذا العمل على شكل صورة مبدعة او قصيدة شعر او قطعة موسيقية فلابد للمبدع ان يخاطب مشاعر المتلقي او المشاهد او المتذوق ويؤثر فيه ، وتقول ايضا ان الابداع يحصل نتيجة لحرمان الفنان لبعض الاشياء المهمة ذاتيا امثال ( فان كوخ وسيزان وكوكان وغيرهم ) فظهرت ابداعاتهم، وتقول ان الابداع ظاهرة نادرة فمن السهل ان نجد الكثير من الفنانين او الاطباء والمهندسين وغيرهم ولكن من الصعب ان نجد المبدعين في مجالاتهم ،يجب على المبدع عدم الالتزام بالقوانين السائدة بشكل كبير لانها تحاصر مجال الفكر والحرية لديه لأن الابداع يحصل في نتاج فكر حر وموهبة الهامية تطلّعه الى افاق جديدة تكون مكتسبة من الطبيعة فطرة .
ان الابداع متاح لكل انسان بفكر وتأمل وتجسّد هذه الافكار والتأملات في اشكال ابداعية ،كرسم لوحة او تأليف مسرحية فهي ليست محتكرة على نخبة معينة او مجتمع معين ولا يشترط ان يكون وراثيا بشكل مباشر وانما يجب ان يكون التوجيه من جيل الى جيل بشكل صحيح حسب رأيها، وان توفر المناخ المناسب بالاضافة الى العمليات الذكائية حيث تساعد الفنان في تطوير اعماله وتساهم في العمليات الانسانية ، وحول رأيها في كوردستان فانها تقول رغم الظروف والمأسي التي تعرض لها شعبنا الكوردي الا انه ظهر مبدعين حقيقيين في مجال الفن التشكيلي بالاضافة الى الظروف الاجتماعية التي تؤثر على العملية الابداعية الناتجة من عوامل دينية أوسياسية ....الخ .
اذن ان الابداع في كوردستان يتطلب المزيد من العمل وبذل الجهد من اجل ايجاد المناخ المناسب والاستقلالية الكاملة في التفكير لوضع وتنشئة جيل جديد يعبر عن نفسه ويؤكد على وجوده والتواصل بين هذه الاجيال في مجال الابداع والتي اثبت وجودها في كوردستان .
تؤكد الرسامة هيلين مرة اخرى ان للبيئة دور مهم في تنشئة المبدعين الكورد ونجد ذلك في لوحات معظم الفنانين الكورد في مجال طبيعة كوردستان بشكل خاص ولوحات الطبيعة بشكل عام وايضا الاعمال الاخرى التي تعبر عن مأسي كوردستان حول تعرضها للاخطار واحداث حلبجة والانفال وغيرها من المأسي.
لقد اثبت الفنان الكوردي حضوره على الساحة العالمية بفرض نتاجاتهم الابداعية وفرض اعمالهم بشكل منظم في هذه الساحة وبنجاح جيد ولكن يبقى على الفنانين الاخرين اكتساب المفاهيم الفنية وتطويرها لمستقبل فني ناضج وايضا تشجيع الفنانين على العملية الابداعية للوصول الى الهدف المنشود .
ان وجود الحس الابداعي والفكري عند فنان كورد يجعله ان يستمر في العمل الفني لغرض الوصول الى الجديد في المفاهيم الفنية والنوعية في الفن وان يفهم التطورات الابداعية على الصعيد العالمي وان يستوعب الحركات الفنية مساهمين فيها شكلا ومضمونا وان كوردستان يجب ان تكون متكاملة من الناحية الفنية بشكل خاص .
ان هذه الاراء حول العملية الابداعية انما تعبر عن الشعور القومي والشعور بالمسؤولية تجاه المسيرة الفنية الصحيحة لدى هيلين خيري فهي ترمز على ان الفن يجب ان يسلك مساره الصحيح وان يتضمن العناصر الرئيسية في الشكل والمضمون وحتى البعد التاريخي والمنظور المستقبلي للتحليلات الانسانية العديدة والتفاعل مع الحالات الاجتماعية المعاصرة والابعاد الشخصية في تأمل بصري وصولا للعلاج عن طريق الفن التشكيلي .
واخيرا ان العملية الابداعية هي حاصلة في تغير ايجابي والارتقاء الذاتي والفكري من بين المجتمعات الاخرى وتنظيم حياة ذاتية واجتماعية .






https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن