الشوفينيون الحاقدون يصابون بالهيستيريا

أحمد رجب
ahmad44rajab@hotmail.com

2003 / 12 / 12

 منذ السقوط المخزي للنظام الدكتاتوري التعسفي الجائر يحاول مطاياه من الشوفينيين الحاقدين إستعادة مجدهم الذي فقدوه عند هروب " بطل التحرير القومي " عن طريق قتل العراقيين وتخريب مرافق الخدمات العامة وكيل المديح للرئيس المخلوع صدام حسين، وتكثيف الجهود من أجل تجميل وجهه القبيح وسيماء نظامه الإجرامي البشع، والإيحاء وكأنّه كان كل شيء للعراقيين، وأنّ العراق لم يبق عراقاً بدونه !. في الماضي كانت للنظام بالرغم من الحصارعلى البلاد بسبب سياسات رأسه العفن صدام حسين الرعناء إمكانات مالية كبيرة سخّرها للصرف على ملّذاته، وملّذات ولديه الشريرين وأقاربه، ولشراء ذمم البعض من ضعاف الأنفس من العراقيين ، والعرب والأجانب من أمثال: مصطفى بكري وعبدالباري عطوان ومعن بشور وليث شبيلات ومحمد المسفر، وجورج كالاوي والمجنون فلاديمير جيرنوفسكي وآخرين. وقد بات معروفاً لدى العراقيين كلهم بأن النظام البعثي قبل الإطاحة به، وبأوامر من صدام حسين نفسه لجأ إلى تنظيف البنوك وسرقة أموال الشعب العراقي، والدليل على ذلك الأرقام الحقيقية التي توّفرت بعد الإستيلاء عليها عند إعتقال حثالات من العناصر المتنفذة في النظام المقبور، وآخرها إعتقال " رجل " في سامراء يوم الأثنين 8/12/2003 وكان بحوزته 1,9 مليار دولار.
يحاول الشوفينيون الحاقدون من البعثيين والقوميين العروبيين إثارة وتأجيج الصراعات العرقية والقومية بين العرب والكورد ومختلفالقوميات الأخرى في العراق، أو اللجوء إلى خلق التوتر بين السنة والشيعة، أو بين المسلمين والمسيحيين، وهم يبغون في مسعاهم الدنيء هذا إشغال أبناء العراق وزرع البلبلة والشقاق بينهم كي لا يتمكّنوا من تنظيم أنفسهم والوقوف صفاً واحداً لبناء الوطن الذي خربه الرئيس الهارب ونظامه القذر خلال عهدهم الأسود.
والحقيقة التي يجب أن تقال هي : أنّ لإعضاء البعث  تجارب كثيرة في ميدان زرع الفتن والأحقاد، فقد كان هذا نهجهم لسنوات عديدة، وهم يستفيدون اليوم من حالة الإنفلات الأمني والوضع الذي خلقوه لتمرير نفاقهم ودجلهم ونشر أكاذيبهم كمحاولة منهم بسط " قدراتهم " على الساحة العراقية من خلال إثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة، التي من شأنها زعزعة الإستقرار داخل الوطن وأبتعاده عن تبني الديموقراطية، وبالتالي أن لا يصبح العراق بلداً ديموقراطياً يحترم حقوق أبنائه ويقدر قدراتهم. إنّ البعثيين الذين تحوّل حزبهم " العربي الإشتراكي " إلى دمية في عهد أمينه العام صدام حسين يحاولون اليوم الإيحاء للناس بأنّ " رمزهم " موجود بينهم، وهو يقود فلول البعث المتبقية، وزمر المخربين ضد قوات الإحتلال عن طريق إعطاء صورة مجّسمة لماضيه " البطولي المشرق "، و " إيمانه القوي " بالعودة إلى السلطة !!. بعد عمليات النهب والسرقة المنظمة التي جرت أمام الناس عقب سقوط النظام، والتي قام بها أعضاء حزب البعث وعناصر من المخابرات والاجهزة القمعية الأخرى التي طالت مرافق الدولة، استطاع صدام وزبانيته من الإحتفاظ بمليارات الدولارات، للإستفادة منها في اليوم الأسود، وها هو يومهم الأسود قد حلّ، وهم يقومون بأعمال إرهابية وجبانة كتمويلهم للعمليات الإجرامية والسيارات المفخخة وقتل الأبرياء وحرق الأخضر واليابس. وفي هذه الأيام يقوم الشوفينيون بقراءة خاطئة للوحة السياسية في العراق ويختلقون الأكاذيب المختلفة ويغالطون أنفسهم عندما يصّرون مثلاً بأنّ الكورد لا يؤمنون بدولة العراق ولا بحدوده، ولكنهم يصّرون على الفيدرالية، وهذا يعني حسب مزاعهم " تمزيق " البلاد
وصولاً إلى الإستقلال التام.
وتوجد جماعات شوفينية أكثر حقداً تصّر على أنّ ما أقترفه النظام الدكتاتوري الشمولي من تغيير الطابع القومي للمدن الكوردية، وكركوك نموذجاً، كان خطة مدروسة لكي ينعم العراقيون بالعيش الكريم سواسية ودون فوارق بين هذا وذاك، وتصل الوقاحة بالبعض منهم ليزعم بأن الكورد أقلية في المدن الكوردية التي جل سكانها من الكورد، وبنسبة 90% ـ 98%. إنّ العراق يشهد الآن تحوّلات كبيرة وسريعة، فمن جهة تم الإعلان عن
التوجه لتشكيل محكمة عراقية لمحاكمة الأراذل من البعثيين المجرمين الملطّخة أياديهم بدماء الشعب العراقي، وأجتثاث "جذورهم" المهزوزة من المجتمع العراقي، وتحظى هذه الخطوة بتأييد ومباركة العراقيين جميعاً، ممن ذاقوا الأمرّين في عهدهم الحالك، ومن جهة أخرى يحاول بعض المرتزقة من خلال التصريحات الجوفاء إعادة تنظيم " حزب " البعث الفاشي تحت واجهات أخرى، وتؤيد هذا التوجه بلا شك زمر موتورة من حثالات البعث ومن المتشرذمين الذين استفادوا من نظام صدام حسين البائد.
وتنضم فضائيات العهر العربية كما يحلو للبعض تسميتها كالجزيرة والعربية إلى جوقة المطبلين لعودة حكم الطاغية صدام حسين، وتنشر سمومها في كل مكان، وتقف ضد إرادة الشعب الذي ناضل بصلابة ضد النظام وأعوانه، وقدم التضحيات الجسام، وتعمل على تضخيم الأخبار المتعلقة بالمخربين والقوى الظلامية، وتنظم لقاءات ومقابلات مع عناصر يتيمة تؤيد تلك الفئات الضالة، وتنقل أخباراً كاذبة وملفقة لتشويه سمعة العراقيين.
إنّ الحاقدين يريدون الشر للعراق والعراقيين، ولكنهم في النهاية والتي إقتربت سيجرّون أذيال الخيبة والخذلان، وإنّ عليهم أن يدركوا بأنّ رئيسهم قد ولّى إلى غير رجعة ولن يعود.                                
10ـ12ـ2003



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن