المرأة -الاسلاموية- والتسلق على أكتاف منجزات المرأة المعاصرة

عبد الخالق السر
caricaelsir@hotmail.com

2008 / 2 / 12

أعني بها هنا تحديداً المرأة ذات الصبغة الأيدلوجية الاسلاموية أي المنخرطة بشكل ما في تنظيمات جماعات الإسلام السياسي وفق أيدلوجيا دينية معينة تنافح عنها بشكل رسمي ومعلن. وهي بشكل كامل ذات خلفية أكاديمية نتاجها التعليم الوضعي.
ويتبدى منذ الوهلة الأولى ،ووفق هذا التعريف، الواقع المتناقض الذي ترزح فيه المرأة الاسلاموية حين تحاول أن تلعب دوراً حركيا مهما في صميم الواقع الاجتماعي تحاول فيه أن توهم –على مستوى الظاهر- أن هناك دورا حيويا تلعبه المرأة المسلمة وفق الشروط الإسلامية معاكس للمفهوم الانطباعي عن المرأة المسلمة. ولا مشاحة في ذلك بالطبع ، ولكن مكمن التناقض هو أن يتم ذلك عبر آليات الخطاب السائد ذو المرجعية القروسطية والمعادي للمرأة بالكامل، والمدجج بكامل ثقافة الذهنية الذكورية المستمدة أصلاً من واقع اجتماعي يميز تمييزاً حاداً بين الرجل والمرأة ، ويتراوح فيه دور المرأة ما بين رقيق وعورة وحاضنة في أحسن الأحوال!!. إذن هي مرجعية تشريعية وفكرية تتماهى تماماً مع واقع الحال في تلك العصور ويؤطر المرأة تماماً مع وضعيتها الاجتماعية السائدة وقتئذ. ومن نافلة القول أن كل ما أضافته هذه المرجعية في تلك الفترة، هو تقنينها للظلم والاستبداد الواقع على المرأة وبموجب الحق الإلهي هذه المرة. ومن المعلوم أن هذا الحال استمر على ذات النمط حتى أواخر القرن التاسع عشر وبذات الإيقاع وربما استطال الحال سوءاً بتعاقب الأنظمة والمرجعيات الثقافية التي تستند عليها.

ولكن، هل هذا هو واقع الحال اليوم؟؟ بالطبع لا. فثمة أمور كثيرة حدثت في العالم المعاصر وخصوصاً مع بوادر الهجمة الأوربية الشرسة على العالم في أواخر القرن قبل الماضي. الشاهد أن رياح عصر التنوير هبت على العالم وحركت كوامن الرغبة في الانعتاق من ربقة التخلف الاجتماعي- السياسي للدول التي كانت تحت هيمنة الإمبراطورية العثمانية، وكان نتاج ذلك ما اصطلح عليه بعصر النهضة أواخر القرن قبل الماضي وأوائل القرن العشرين.
أتى عصر النهضة بمفهوم جديد للإصلاح الديني قوامه الإصلاح الاجتماعي عبر إجراء حاد يفضي إلى خلخلة المعايير القيمية الدينية المستمدة من فقه القرون الوسطى، وتصحيح المعادلة الاجتماعية المختلة والمؤسسة على التمايز الجنسي الحاد والمقصي للمرأة والمكرس للنفوذ الذكوري بالمطلق. وكان رواد هذا الاتجاه هم: الكواكبي، الطهطاوي، الأفغاني، محمد عبده، قاسم أمين. والأخير اضطلع فيما بعد بالتنظير الكامل للمفهوم الاجتماعي الجديد عبر كتابيه "تحرير المرأة" و "المرأة الجديدة". والثابت أن احتكاك جماعة النهضة بالحضارة الأوربية كان له الأثر الواضح في سعيهم الدوؤب لايجاد صيغة دينية جديدة تجعل من إمكانية مشاركتها في النهوض المرتقب للمجتمع الإسلامي واقعاً حقيقياً معاشاً. وكان من المهم أن يكون الحل دينيا هذه المرة، ومن واقع استنباط مفاهيم جديدة للفقه الديني يخرج به من عنت الواقع وتخلفه خصوصا فيما يتعلق بالتأبيدة الدونية التي ترزح تحتها المرأة المسلمة.
ولست هنا بصدد ، هل كان النهج "التوفيقي" الذي استخدم وقتها من أسباب اخفاقات المشروع ككل وعودة السلفية من الباب الخلفي ممثلة في تلاميذ الشيخ محمد عبده أم لا. ففي ذلك سال حبر كثير وما زال. ولكن ما يجب تذكره جيداً أن تلك كانت المحاولة الأكثر جرأة لاخراج المرأة من وهدتها. كما أنه – للمفارقة – ذات الوضع المتشظي الذي تعيش فيه المرأة الاسلاموية اليوم، من واقع كونها تسعى لإنصاف المرأة المسلمة في مرجعية تأبد من دونيتها في ذات الوقت!!.

الثابت أن مسعى جماعة النهضة برغم كل شيء- كان له الفضل الأكبر في السعي لتحرير المرأة ومحاولة عتقها من ربق عبودية التقاليد البالية والمتشحة لبوس الدين والمستمدة شرعيتها من تفاسير فقهه التقليدي 0 وقد تبلور ذلك في الخطوة التاريخية الحاسمة التي سمحت للمرأة بالانخراط في التعليم الحديث والذي كان حكراً على الرجل فقط . واكتملت جرأة هذه الخطوة بالسماح لها بالالتحاق بالتعليم العالي عبر جامعة القاهرة الوليدة وقتها0 وكان أثر هذه الخطوة عظيماً على أرجاء الوطن العربي وتلقف الحادبون على إنصاف المرأة القفاز ولم يكن السودان بمنأى عن ذلك. فكان الشيخ بابكر بدري رائد تعليم المرأة في السودان أحدهم.

كان لابد من هذا السرد التاريخي كخلفية تساعدنا على إبراز التناقض الذي تعيش فيه المرأة "الاسلاموية" للدرجة التي يبرزها كمهرج مبتديء لا يتقن أصول اللعبة في حين يسعى جاهداً للإتيان بحركات معقدة وخطرة في آن!!.

أبرز ملمح يمكن استشفافه من تجربة المرأة الاسلاموية هي أنها نتاج تعليم نظامي وضعي شأنها في ذلك شأن الرجل الاسلاموي ولكن يكمن الفرق في أن الأخير وباستناده على ذات المرجعية القروسطية لا يجد حرجاً في ذلك، بل لا يعدم التأصيل له حين يضغط مؤكداً أن طلب العلم- أي علم- ولو من الصين فريضة إسلامية تستوجب الأجر. ولكن ذلك ليس هو واقع المرأة والتي من المستحب أن تظل جاهلة أمية لأن التعليم يفسدها ويخرجها من الطوع!!. كما أنه لا يجب عليها الخروج طيلة حياتها إلا مرتان فقط: من بيت أبيها لبيت زوجها ثم إلى القبر!!.
الشاهد أنه رغم أنف المرجعية القروسطية وكل سدنة السلفية المتطرفة صنع الحراك الاجتماعي واقعه المتسق مع حركة التاريخ ، وبات تعليم المرأة واقعاً معاشاً لا مهرب منه في جل العالم الإسلامي ، وهو واقع لم يترك لهؤلاء السدنة من ملاذ سوى الالتفاف عليه والبحث عن مخرج صدق في كلاسيكياتهم يشرعنون به هذه الخروج السافر!!. فهل وعت المرأة الاسلاموية لحقيقة شخصيتها المعاصرة وكيفية تكونها؟ قرائن الأحوال تقول لا. فهي ومن منطلق التبعية الكاملة للأيدلوجيات الدينية السائدة ارتضت إن تقوم بدور المعول لهذه الجماعات الإسلام- سياسية بشقيها "المتمدين" و "السلفي" لضرب محاولات النهوض الاجتماعي والتحرر من هيمنة السلطة السياسية الاستبدادية المفضية إلى تبعية إمبريالية ، تمثل السلطتين السياسية والدينية في العالم الإسلامي سدنتها المخلصين وعبيدها الأوفياء.

علينا أن نستشهد ببعض النماذج حتى يستقيم التحليل. من المعروف أن جماعات الإسلام السياسي تستبطن كرهاً عميقاً لجماعة النهضة وخصوصا قاسم أمين ، ويحملونهم مسئولية خروج المرأة عن الطوع. وطبعاً هم يتحايلون على ذلك بمفردات مستهلكة من شاكلة : انحراف، فساد، انحلال .... دون أن يجرؤ على قول الحقيقة من أنهم لا يريدون من أعماق قلبهم للمرأة أن تتعلم أو تعمل حتى تتوفر لها أسباب استقلاليتها كشرط لازم لتحقيق كرامتها وإنسانيتها. إذن من الطبيعي والمفهوم أن يجد هؤلاء في قاسم أمين خصماً يجب أن يكال له الذم والسباب منذ اكثر من مائة عام وحتى راهن اللحظة دون توقف. ولكن، ما بال المرأة الاسلاموية أن تقف مثل هذا الموقف العنيف من رجل كل جريرته أنه كرس حياته القصيرة لكي يصنع لها واقع حياتي يليق بها كانسان في المقام الأول، وهو واقع تقتات من ثماره اليوم وما كان لها أن تحلم به ناهيك عن تحققه . لم يلزمن الاسلامويات صمت الحملان إذا هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها قاسم أمين ورفاقه من عصر النهضة من طرف الاسلامويون، وهو صمت لو تم كان سيكون مفهوما في جو الابتزاز الديني الذي تعيشه. ولكن الشاهد أنها ضالعة بقوة في هذه الحملة ، وأنظر في هذا الصدد كتابات الدكتورة عائشة عبد الرحمن "بت الشاطئ" عن قاسم أمين في المواقع الإسلامية السلفية. وتكمن المفارقة المؤسية في أن بت الشاطئ ما كان من الممكن أن يتوفر لها أن تعبر شارع جامعة القاهرة ناهيك عن التدريس بها لولا قاسم أمين . أنظر مثلاُ هذه الفقرة من مداخلة للاخت "بنت الاحفاد" – وهي عضوة بموقع سودانيز أون لاين - في أحد البوستات بذات الموقع : "اجد الناس فى البورد غريبه الاطوار, يدافعون عن الفحش والزنا والسفور وكل ماهو ضد الاسلام

يفعلون كل ما يستطيعون لإلغاء الدين من كافه حياتهم ويروجون لمعادى الإسلام والمسلمين من أمثال محررى المرأه قاسم أمين وغيرهم.....". لست بالطبع في حاجة للتعليق على التجريد والبساطة التي كتب بها هذا التعليق، ولكن المدهش في كل الأمر هو هذا التناقض في المواقف والذي يعبر عن إشكالية عميقة في فهم رؤانا ومواقفنا اتجاه الواقع الذي ننتمي إليه للدرجة التي تجعلنا عاجزين عن عقلنة الأشياء. فلقب "بنت الأحفاد" يشيء بنبرة الاعتزاز والامتنان للانتماء إلى مؤسسة تعليمية راسخة "كلية الأحفاد الجامعية" كان وما زال منوطاً بها الارتقاء بالمرأة، ويرجع الفضل في ذلك إلى الشيخ الرائد بابكر بدري صنو جماعة النهضة إن لم يكن متأثراً بهم. والذي عانى ما عانوا من سدنة الفقه واعداء المرأة. ما الذي يجعل تجربة بابكر بدري مثمنة في وجهة نظرها وتجربة قاسم أمين مغضوب عليها سوى الذهول عن الحقائق البدهية والركون إلى استلاب الجماعات السلفية؟ إن تغييب مثل هذه الحقائق البسيطة قد يعزى - في رأي- إلى المكون المعرفي القائم على التلقين – أسوة في ذلك بالاسلاموي- مما يفقدهن القدرة على الاستقراء والاستنتاج ، كما أنه يعكس إحساس عالي بالدونية وقدرة على التآلف مع المظالم. وينعكس هذا في إحساسهن بالامتنان لهذه الحرية المنقوصة بفعل المتاريس الفقهية والمصممة خصيصا عبر سلسلة من الفتاوى المنهمرة بلا توقف.

لا شك إن الحرية الممنوحة غير تلك التي نتاج نضال مرير لتثبيت الحقوق كما هو ماثل ومعبر عنه في التاريخ الناصع لحركات التحرر النسوية0 وهذا ما يجعل المرأة الاسلاموية لا تجد نفسها في التنظيمات المصادمة ، بقدر ما تجد نفسها حيث تبادل الأدوار الانتهازية مع الأنظمة السياسية الفاسدة علمانية كانت أم ثيوقراطية0 وهي في هذا الدور ربيبة أنظمة الإسلام السياسي البراغماتية التي ارتضت إسناد أدوار حقيقية للمرأة من باب المنفعة الآنية أكثر من إيمانها بفاعليتها كانسان0 فجماعة الأخوان المسلمين "منبع جماعات الإسلام –السياسي" (اشتركت في خمسينات القرن الماضي في مؤتمر الهيئات الإسلامية إلى عقد لمعارضة حق المرأة في العمل السياسي، ودعم هذا الاتجاه فتوى طويلة من الأزهر في حدود عشرين صفحة انتهت إلى عدم أحقية المرأة في العمل في الولاية العامة)"1"0 ومع ذلك فان المرأة في تنظيم الأخوان المسلمين اليوم تشارك في الولاية العامة دون أن يواكب ذلك أي مراجعة فقهية أو حتى اعتذار0 وفي السودان وجدت الجبهة الإسلامية نفسها مضطرة لتفعيل دور المرأة في صفوفها بعد أن بات الحضور الفاعل للمرأة على كافة الأصعدة الحياتية حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، بقدر ما أنه يمكن الالتفاف عليه وتقويضه بيد المرأة كما هو حاصل اليوم0 وفي تقديري إن مرد هدا الخضوع من جانب المرأة الاسلاموية هو التكوين النفسي والفكري الذين يجعلانها لا تحسن الدفاع عن مواقفها الأيدلوجيا في أي فضاء نسوي تحرري لأن الأمر في هذه الحالة يستدعي مواجهة الذات في المقام الأول ومواجهة المنظومة الفقهية التي تحط من قدرها كانسان ولا تعترف لها سوى بدور الأنثى0 والفئة السلفية من المرأة الاسلاموية تمثل الوجه الحقيقي للتدجين الكامل الذي تعانيه0 فهي تقوم بدور محدد يتمثل في تجويز وشرعنة العادات والثقافات المعززة للهيمنة الذكورية، كأن تشرح للنساء مزايا النقاب وفضل العباية السوداء على الملونة وحكمة الجلوس في البيت ومفسدة الخروج للعلم والعمل0 كما لا تنسى أن تؤكد أن المرأة عورة ، ومن عجب أن يتم كل ذلك في الجامعات!!0 وعموما الاسلاموية السلفية تتسق تماما مع قيم المجتمع البدوي الذي تنتمي إليه ولذلك لا يتأشكل عليها الأمر حتى بعد الحصول على درجة علمية رفيعة من التعليم الوضعي0 وهن في الغالب ضحلات المعرفة بما يدور خارج إطارهم الاجتماعي المحكم الاغلاق0 تستحضرني هنا قصة دارت رحاها في مدينة ملبورن، عندما أتى أحد السلفيين إلى استراليا في رحلة دعوية بصحبة زوجته المنقبة مستهدفا الجاليات المسلمة ليحثهم على التمسك بـ"الدين الصحيح" !0 وهو هنا يستهدف الجاليتين الإرترية والصومالية وبعض من الجالية الأثيوبية "الارومو"0 المهم تم الحشد المطلوب من النساء والذين سوق تقوم بمخاطبتهم زوجته لتذيع عليهم المقرر المحفوظ عن نوعية الزي وحرمة مخالطة الأجنبي إن كان في مجلس علم أو عمل طالما أن دور العلم ليست مفصولة "شرعيا" كما الأمر في بلادها!!0 وأنه من الأفضل أن تجلس المسلمة في بيتها ويصرف عليها ولي أمرها!!0 هكذا بكل بساطة وعفوية يقال هذا الأمر لمجتمعات لاجئين قد تكون المرأة فيه هي وحدها الناجية من مذبحة قضت على كامل أسرتها ، وقد تكون أحيانا هي الوحيدة التي أتاحت لها الظروف الخروج دون أن يوفق بقية أهلها ، وبذلك تكون العائل الوحيد لهم والسبب الإلهي في أن يعيشوا بكرامة 0 وهذا هو تقريبا واقع 90 % من الأسر الصومالية و70 % من واقع الأسر الإرترية ، ولكن أنى لمثل هذه أن تفهم مثل هذا الوضع المعقد والمأساوي وهي التي يتفنن واقعها الاجتماعي في تفريخ أولياء الأمور؟!!0 ولأنها عبارة عن جهاز تسجيل فقد عجزت عن الإجابة عندما أوضحن لها الحاضرات إن هذا مستحيل في ظل الظروف والأعباء الحياتية التي لا يوجد من يقوم بها نيابة عنهم، بل اكتفت بالقول: "ما أدري أيش أقول ، بس أكرر وأقول الاختلاط حرام حرام"!!0
أما اسلاموية الإسلام السياسي السوداني فهي بركونها للتناقضات والبراغماتية التي ترزح تحتها تنظيماتها تبدو انتهازية في تسنمها للوظائف القيادية دون أن يصحب ذلك حرجا في أنها ما زالت تحتاج إلى محرم في سفرها!!0 ولأنها ليست مجبولة على الحرية وتعتبر في قرارة نفسها إن ما تمتع به الآن منحة ، لذا لا تجد في نفسها الجرأة لاثبات مواقف واضحة ضد الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة باسم الدين، حتى وان كان موقعها الرسمي في أجهزة الدولة هو الدفاع عن حقوق المرأة!!0 فهي مثلا وبمختلف مواقعها القيادية والتنظيمية والوظيفية فشلت في أن تسجل موقفا واضحا ضد قرار والى الخرطوم بمنع بائعات الشاي وعاملات محطات البنزين من مزاولة مهنهن وقتها0 أما موقفهن من الختان فهو أقل ما يقال فيه أنه مؤسف0 كما أن صمتهن إذا ما يحدث للمرأة "المسلمة" في دارفور فهو الفضيحة بعينها0 وبالطبع سيكون من العبث أن نذكرهن بما تعرضت له المرأة الجنوبية "الكافرة" طيلة الحرب الاهلية التي دارت رحاها هناك0

الحقيقة التي لا مراء فيها أن المرء الاسلاموية لم تحقق جزءاً من كرامتها وإنسانيتها إلا من خلال الإرث النضالي الطويل لحركات تحرر المرأة بمضافرة حركات حقوق الإنسان وتنظيمات المجتمع المدني ،وهو طريق طويل من الدم والدموع توج بانتصارات أعادت للمرأة جزءا كبيرا من اعتبارها الإنساني وكرامتها0 المرأة الاسلاموية اليوم تقتات من هذا الإرث ، لأنه ليس في مرجعيات التنظيمات إلا ما يشيء بعكس ذلك، (فعند دخول أول دفعة من الفتيات الجامعة المصرية كان ذلك يوماً اسود عند بعض المتعصبين للدين رأوا فيه علامة من علامات القيامة تؤذن بسقوط الإسلام 0 وتحت عنوان "مخلوق يتحدى العرف العام" قال الأستاذ محمد عطية خميس وهو أحد زعماء قادة شباب سيدنا محمد في مصر في كتابه "مؤامرات ضد الأسرة المسلمة" عن أحمد لطفي السيد الذي أقدم على ما لم يقدم عليه غيره خلق الله! اقدم على قبول الفتيات طالبات في الجامعة المصرية يجلسن بجانب الفتيان في الدروس والمحاضرات ويختلطن بهم في أفنية الجامعة ومكاتبها"ص96".)"2"0هذا فضلا عن الحبر الذي اهرق ويهرق حتى اللحظة في تثبيت عجز المرأة عن الاضطلاع بأية أدوار حقيقية في الحياة سوى الإنجاب والأعمال المنزلية0 ومن عجب أن بعض من هذا الهراء ينال عليه البعض شهادات علمية رفيعة من ما يسمى بالجامعات الإسلامية!!.
ختاما أرى أن المرأة الاسلاموية وحدها القادرة على حل هذه التناقضات الماثلة للعيان حين تواجه حقيقة وضعها الفقهي الذي يؤطرها في مفهوم الأنثى - العورة وهو مفهوم لا يتسق مع الأدوار الحياتية المعقدة التي انتصرت لها المرأة المعاصرة وتماهت مع منجزاتها المرأة الاسلاموية دون أن تكلف نفسها مشقة حل هذا المعضل الفقهي الذي يسلبها هذا الحق، حتى لا يبدو الأمر نوعا من الشيزوفرينيا0



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن