تغير -العلم العراقي- ... جاء بعد إصرار البارزاني

شفان شيخ علو
shivan-alsheex@hotmail.com

2008 / 1 / 22

"العلم العراقي" رمز للتوحيد ام للتجزئة لا شك ان العلم في اي بلد رمز لمكوناته ورؤيته الحضارية وبهذا المعنى تغير علم العراق الملكي بعلم ثورة 14 تموز حاملا دلالة وجود الشعب الكوردي فيه برمز واصفرارالشمس الدال عليه بلاد الاكراد بلاد الشمس المشرقة بالعدل والمساواة بكل من عليها ,خلاف ذالك هو علم البعث الحالى يقضي على التنوع وترمز نجومه الثلاث والوانه الى اهداف وشعارات البعث الذي من خلاله رسخ مفهوم العداء بين مكونات الشعب العراقي, ففي ضلال هذا العلم ذبح الشعب العراقي ابتدائا من الشمال الى الجنوب ولم يكن نصيب الوسط مهملا.......
أزمة "العلم العراقي"،إذا صح التعبير أن نسميها أزمة الأصح أن نقول:العلم ألبعثي ، الذي يعبر من خلال تكوينه عن مفاهيم عنصرية شوفينية .
هذا العلم الذي يرفضه أبناء كوردستان ومعهم الكثيرين من أبناء الشعب العراقي ،الذين يعارضون بقاء هذا العلم في العهد الديمقراطي الفدرالي ، هذا العلم الملطخ بدماء الشهداء. هل من المعقول أن يوافق أي كوردي أو أي عراقي شريف على أن يرفع ثانية على مؤسسات ودوائر إقليم كوردستان العراق؟ .. بعد أن منع الرئيس البارزاني من رفعه في مؤسسات الإقليم الرسمية .... البرلمان الكوردستاني لم يتحرك ويأمر بمنع رفع العلم كرهاً لقطعة القماش بل لسبب محتواه،الذي من خلاله أبيد الآلاف من الكورد تحت هذا العلم ،ولأفتقاده أية إشارات تجسد تكوين الشعب العراقي,ولأن الدستور اقر أن يكون للعراق الجديد علم جديد يجسد تكوينات الشعب العراقي . فالعلم الجديد لابد أن يكون موحد للعراقيين ولا يلغي أو ينسى أي طيف من أطياف العراق ... وهومطلب دستوري و قانوني شرعي ...
الكورد منذ فترة يدعون لاتخاذ علم جديد كي يتمكن الإقليم من رفعه ، ولكن للأسف هناك من يعرقل هذا المطلب الدستوري و يرفض أي تغيرات على علم البعث ,وسائلهم الإعلامية التي تنعق في كل يوم وتتحدث عن الكورد ومطلبهم الدستوري لتغير العلم ألبعثي وقلبهم للحقائق بادعائهم إن الكورد برفضهم هذا إنما يؤسسون إلى الانفصال عن العراق .... عندما يطالب الكورد بهذا الحق نشاهد هؤلاء يقفون موقفا صلبا ومعاندا ضده ،بل الأكثر من ذلك يقفون ويرفضون الدستور الجديد بمجمله ، والسبب في ذلك وحسب تصوري إن التغير الذي حصل في العراق جاء ضد رغباتهم وطموحاتهم التي كانت مبنية على البقاء والسيطرة على مقدرات الشعب العراقي وعدم القبول بمشاركة الكورد في الحكم ،...
إن إصرار البارزاني على تغير العلم الحالي وصلابة موقفه هو موقف منسجم مع طموحات الكورد ورغبتهم جميعا بعدم رفع علم الطغيان في اقليم كوردستان, ويعبر عن وعي حضاري رفيع المستوى لعراق فدرالي ديمقراطي تعددي معاصر ً.... وبالفعل تمت الموافقة على تغيره بشكل مؤقت لغرض رفعه في سماء الإقليم أثناء انعقاد جلسة للبرلمانات العربية الشهر المقبل، وهذا التغير جاء نزولا لرغبة السيد رئيس إقليم كوردستان بأن يسرع البرلمان العراقي باتخاذ قرار بهذا الشأن .
فالتغير جاء على أساس لابد للكورد أن يكون لهم تمثيلهم بشعار هذا العلم ....
هكذا عودنا البارزاني على الإصرار والثبات على الموقف والحق الدستوري الشرعي ... فهو راعي للحق الكوردي ، ومن يتابع تحركات هذا الزعيم يجدها تصب في مصلحة الكورد والعراقيين بشكل عام ، أثبت للجميع إنه مع وحدة العراق الجديد ومع ما جاء به الدستور العراقي ، واحترامه والالتزام بما اتفق عليه لأن الشعب العراقي قال كلمته فيه وصوت عليه من هنا يمكننا القول بأن الكورد سعوا بصدق وأمانة للبقاء مع وحدة العراق وما قبول القيادة السياسية للكورد برفع العلم العراقي بعد التغير الذي حصل عليه إلا دليلاً واضحا ً على إن الكورد لم يكونوا طلاب انفصال كما تدعي بعض الأطراف . ... كلما يطالب الكورد بحق دستوري نرى الجهات المعارضة تتهم وتصب جم غضبها على القيادة السياسية في الإقليم، ويستخدم الإعلام المغرض لحث الآخرين للحقد على إلأقليم وشعبه.
إننا نرى إن الدستور اليوم كثير من فقراته معطلة ومغيبة بسبب بعض السياسات المغرضة لكثير من الجهات التي ترى في تطبيقه هو قتل لأحلامها في السيطرة على العراق جميعا وبقاء حكومة مركزية متسلطة بأيديهم ، والفقرة التي تثيرهم وتغضبهم هي مسألة الفدرالية وتطبيقها في العراق الجديد فهي تعني لهم بأن كلمتهم لا يمكن أن تأخذ صداها لكل العراقيين وإن نجمه سوف لا يتعدى حدود منطقته وهذا هو خلاف أحلامه وتطلعاته وهي العودة إلى حكومة مركزية قوية ماسكة بكل مقدرات هذا الشعب ويكون العراق في النهاية تحت رحمته وإشارته وهذا لا يمكن أن يحدث في ظل الوضع الجديد الحاصل الآن في العراق .
لا القيادات الكوردية ولا القيادات الأخرى لبعض الجهات والأحزاب السياسية المختلفة توافق على العودة إلى الوراء وإلى حكومة مركزية تسيطر على كل شاردة واردة ، فهذا بالنسبة للكورد وقياداتهم قد انتهى ....
بالعودة إلى إصرار البارزاني في تغير العلم العراقي ، عندما نتعمق أكثر في الأسباب التي دعته إلى هذا الإصرار ، نرى إن الأمانة التي يحملها رئيس الاقليم والتي أودعها الشعب الكوردي له لم تكن أمانة يمكن لآي شخص سياسي أن يتحمل مسؤولية الحفاظ عليها فخلال العام المنصرم لم يكن الوضع جيدا في العراق أو في إقليم كوردستان وهنا أشير إلى الوضع الخارجي والتحديات التي يعيشها أبناء إقليم كوردستان العراق ، فالتحدي الأول كانت تلك التهديدات التركية المتكررة للإقليم وشعبه وما تبعه من قصف وتشريد أبناء المدن والقرى المجاورة لتركيا . فكيف تعامل البارزاني وكيف كانت تحركاته السياسية الإقليمية والدولية والداخلية ، فهو يعلم بأن هذه الأمانة التي أستأمنها عليه الشعب الكوردي ليست بالمسالة السهلة ، لهذا تعامل بكل قوة وحذر وصدق مع أزمة تركيا وحزب العمال الكوردستاني ، فكانت الدبلوماسية الهادئة والمتحركة هي سيدة الموقف بالنسبة له ولكن بالمقابل لم ينسى أن يذكر الآخرين بالحق في الدفاع عن شعبه وأرضه والمكتسبات التي حصلت في الإقليم إلا أن التركيز كان عاليا على التحركات المدروسة التي تمثل أعلى مستوى الدبلوماسية وكسب التعاطف الدولي إلى الشعب الكوردي وسحب البساط من تحت أقدام الأتراك في نهاية المطاف .... والمسألة الأخرى كيف تحرك البارزاني في الفقرة الخاصة بالاستفتاء على مستقبل كركوك وغيرها من المناطق الكوردية التي تقع خارج حدود إقليم كوردستان الحالي فكان تحركه بنفس الروحية والمستوى مع الحدث الخارجي مع الجارة تركيا فكان إصراره على حل هذه المسالة الدستورية بتوافق واحترام ما نص عليه الدستور العراقي فيما يخص المادة 140 منه بل على احترام كل فقراته ولمصلحة العراق ومصلحة شعب كوردستان وافق الكورد بالتأجيل لتطبيق هذه الفقرة وإعطاء المجال والفرصة للتباحث والاتفاق فرصة كبيرة حتى لا يقال إن الكورد وقياداتهم هم جزء في إثارة مشاكل سياسية أو قانونية وغيرها من الأقاويل التي نسمعها ليل نهار فهو أصر على هذا الحق ومن خلال تصريحاته المستمرة بأن حل قضية كركوك هي المفتاح لحل الكثير من القضايا وهي إحدى الأسباب المهمة في استقرار العراق وتطوره ، فهو من هذا التحرك كان يسعى إلى لم الشمل العراقي وحل كل القضايا بهدوء ...
أما تحركات رئيس إقليم كوردستان في مجال لم الشمل العراقي وجمع الأطراف المشاركة في العملية السياسية ومن هم خارج العملية السياسية وإصراره على حل الخلافات بشكل توافقي حيث كان حاضرا في اغلب اللقاءات والاجتماعات إن كانت ثنائية أو جماعية ،وكانت نصائحه وتدخلاته في الوقت المناسب سبب في حل الكثير من الإشكالات والأزمات وكانت محطاته المستمرة بين أربيل و بغداد لأجل التوافق وتهدئة الأوضاع . من أجل حل المشاكل وضمان حقوق الجميع . وحتى لو كانت هناك تنازلات فأنه يصر على إن التنازل لابد يكون من الجميع وليس على طرف واحد فقط، أيضا كان في كل لقاءاته مع كل الأطراف يدعوا إلى احترام رغبة الشعب العراقي في نتائج التغير الذي حصلت في العراق بعد سقوط الطاغية ، وهذه النتائج التي ترتبت بعدها دستور عراقي يقر بأن يكون العراق ديمقراطي فدرالي ، ولهذا لم تكن أطراف كثيرة في العراق تدعوا مثل السيد رئيس إقليم كوردستان وإذا كانت هناك دعوات أخرى لم تتعدى أن تكون أصواتها خجولة مجاملة أكثر مما هي دعوات صادقة للاحترام الدستور ...
فهذا الإصرار والثبات في المواقف نابع من صدق النية في أن يكون العراق وشعبه واحد ومن احترامه لدماء الشهداء التي سقطت على درب التحرير والحرية وهذا كان الجزء المهم والكبير من الأمانة الملقاة على عاتقه ...
من خلال هذا الإصرار والثبات في الدعوات في تطبيق ما جاء ونص به الدستور لا نستطيع أخراجه من دائرة بأن الكورد وقياداتهم ,, هم الجزء الرئيسي في استقرار العراق وهم من أشد المطالبين بالقانون واحترامه وهم يرفضون كل الدعاوى التي تقول بأن الكورد مع الانفصال وفي كل يوم يثبت أنهم مع وحدة العراق مع إن الانفصال هو من حقهم إذا ما أرادوا ذلك ، فالكورد هم الجانب المهم والمطمأن في سير العملية الديمقراطية وتطبيق الفدرالية وعلى الجميع أن يسير بنفس المسيرة التي اتخذها الكورد لهم كإستراتيجية هدفها استقرار وأمان العراق والوصول بالشعب العراقي إلى بر النجاة والاستمتاع بما جاءت به الديمقراطية والحرية .
وفي الختام نقول إن الحجر الذي رماه رئيس إقليم كوردستان في أفواه المتصيدين بالماء العكر يستحقونه لأن دعواتهم تصب في إشعال الشارع العراقي وتجزئة البلد ، وقبول السيد رئيس إقليم كوردستان برفع العلم العراقي مع التغيرات في شكله ومضمونه يصب في وحدة هذا الشعب وتهدئة الوضع السياسي الساخن .... وعلى العاقل أن يميز بين الرجال وأفعالهم وأقوالهم وأيهم كان مع العراق ووحدته ومن هم الذين يقفون ضد وحدته .... فكل ألإصرار من قبل السيد البارزاني كان يصب في مصب الاستحقاق الدستوري ووحدة العراق وبقائه واقفا متطورا يتمتع بكل معاني الحرية والديمقراطية ......



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن