فيصل القاسم والمحافظون الجدد والحوار المتمدن

وضاح أبو سنان

2007 / 12 / 22

طلع علينا فيصل القاسم، صاحب برنامج الإتجاه المعاكس في تلفزيون الجزيرة، يكتب في إحدى الجرائد القطرية بالطبع يهاجم " مواقع ألكترونية يسارية بنكهة المحافظين الجدد " مستبطناً في هجومه موقع " الحوار المتمدن " بادعاء أن بعض الذين يكتبون فيه يروجون للسياسات الأمريكية.

قرأت ما كتبه القاسم أكثر من مرة فلم أجد فيه فكرة واحدة ذات معنى لكأن القاسم يكتب بأحرف تخرج من فتحات أخرى في جسمه وليست من عقله حيث لم يصب القارئ منها سوى القرف والبصاق والقيء، ونحمده إذ وفر علينا كوننا من القراء الدائميين ل " الحوار المتمدن " الخراء والفساء وما إلى ذلك من هذا الكلام .. حسب كليشيه القاسم.

لم يعرف العرب المحافظين الجدد الأمريكان قبل غزو العراق وإسقاط النظام الدكتاتوري فيه ثم القبض على صدام وإعدامه. لئن كان هذا ما أساء لفيصل القاسم فإنه بذات الوقت أحسن كثيراً للشعب العراقي ويسّر له انتخاب الحكومة التي يرغب فيها وأعاد لمنفعته ثرواته التي اعتادت عصابة صدام على هدرها في سياسات معادية للشعب من مثل قمع قوى التحرر وتقتيل العراقيين في مقابر جماعية.

لعل القاسم لا يفطن بسبب مصالح خاصة أنه ما كان المحافظون الجدد ليستطيعوا تسيير الجيوش الأمريكية من الولايات المتحدة في غرب الكرة الأرضية إلى العراق في شرقها لغزو العراق واحتلاله لو أن الشعب العراقي كان مع نظام صدام أو لم يكن معادياً بقوة لنظام صدام. ولذلك ليس للقاسم وغير القاسم أن يسبوا المحافظين الجدد إلا لأمور أخرى تسيء إليهم غير غزو العراق. بعض هؤلاء يتحجج بالقضية الفلسطينية بالرغم من أن السياسة الأميركية الجديدة بخصوص القضية الفلسطينية قد أصبحت أفضل بكثير من السياسات السابقة فالرئيس بوش الإبن هو أول رئيس ينادي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ودبموقراطية.

أسباب فيصل القاسم والنظام المخابراتي السوري بالإضافة إلى نظام الملالي الإيراني في معاداة الولايات المتحدة الأميركية هي ذاتها الأسباب التي تمنعنا من رفع أصواتنا عالياً في معارضة السياسات الأميركية بعيداً عن عدائها للنظامين الإجراميين في سوريا وإيران. وهل فيصل القاسم هو قائد العمليات في حرب الدفاع عن هذين النظامين الفاسدين؟؟

خطاب فيصل القاسم غير متمدن وجانب التوفيق محرري "الحوار المتمدن" في نقل ونشر هذا الخطاب الذي لم يتعدّ السباب والشتائم ومختلف العبارات الجارحة. وطالما أن الشيء بالشيء يذكر فإنني أتذكر أننا كنّا نتبارى أثناء عزلنا في السجون في أن يتكلم أحدنا ثلاث دقائق متواصلة فقط دون أن يأتي المتباري بجملة مفيدة واحدة وكان الفشل حليفنا دائماً واليوم يدهشني حقاً فيصل القاسم فقد استطاع أن يتكلم عشر دقائق متواصلة دون أن يأتي بجملة واحدة ذات معنى. ولعل مدير محطة الجزيرة يهنئ فيصل القاسم على مثل هذه الملكة الخاصة جداً ويزيد في راتبه.






https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن