الكتاب الالكتروني جليس من نوع اخر

صابر الفيتوري
s_alfaituri@hotmail.com

2007 / 12 / 22

في معرض الكتاب الليبي هذا العام وككل عام يتجدد السؤال الذي يدور في رؤوس الكثير منا هل ما يزال الكتاب هو المصدر الأول للمعلومة والمؤسس للثقافة في عمومها وهل ما نشاهده من ازدحام مرجعه الأول حب الكتاب وهواية المطالعة ام إن ذلك صار في حكم العادة القديمة ليس الا ؟؟
لا شك في ان الكتاب يمدنا بالمعرفة لكن هل صار ذلك من الماضي وصار الكتاب اليوم موروثا قديما وجب إحيائه كأثر تاريخي علينا المحافظة عليه بعد تطور وسائل الاتصالات الحديثة وتحول العالم إلى شارع ضيق تصل فيه المعلومة والأخبار بسرعة البرق ..
فوسائل الإعلام السمعية والبصرية شهدت خلال هذا القرن ثورات تقنية كبيرة أحجمت من دور الكتاب ولم يعد المصدر الوحيد للثقافة ويبدو واضحا تراجع دوره وانخفاض نسبة مبيعاته واقتنائه بل ان البعض يقتنيه لمجرد صفه في المكتبات كنوع من العرض ومشاهدته متجمدا بلا دور وكأنه قطعة مكملة للأثاث المنزلي ..
هذا بالإضافة إلى ارتفاع سعر الكتاب نظرا لارتفاع مستوي المعيشة في بعض الدول التي تصدر المواد الخام فمن الممكن ان تجد كتابا واحدا يوازي دخل إنسان في العالم العربي لمدة شهر كامل فكيف له ان يحقق انتشارا ويقرا ويجد متلقي يتفاعل معه ..
ويمكن ووفق هذه المعطيات ان نعتبر الكتاب سلعة ليست للكادحين وإنما هو لنوع آخر من البشر وهو بكل أسف نوع لا يعير أي أهمية للقراءة ..
هل ذلك يعتبر أزمة بحق من الواجب ان توضع لها الحلول والندوات والمؤتمرات لان مسالة عدم القراءة قد تمكنت من البعض ام ان البدائل قادرة على تعوض النقص والولوج بالإنسان إلى عالم المعرفة ولكن من باب آخر ؟؟؟
المقارنة التي سأوردها هي هل كانت الأجيال السابقة اكثر ثقافة ومعرفة لان ثقافتها كانت مبنية فقط علي مصدر واحد الا وهو الكتاب كما يقول لنا كبار السن في ظل غياب التقنية الحديثة كالإذاعة المرئية ووسائل الاتصالات والانترنت أما إننا نشاهد الأجيال الطالعة علي قدر من المعرفة تفوق أجيال سابقة بل وتتفوق لتعاملها مع التقنية في كل أوجهها ..
الآمر ربما يحتاج إلى استبيان يؤكد او ينفي الآمر لكن هي نتيجة ربما حتمية فمن من الأجيال الصاعدة لا يتعامل بشكل يومي مباشر مع التقنية التي تضخ كماً من المعلومات بشكل رهيب وهل هذا يعني ان الكتاب قد تنازل عن دوره ويمكننا القول انه لم تعد هناك فائدة من وجود الكتاب أصلا ؟
وما هذه المعارض واحتفاليات إصدارات الكتاب الا محاولات لترسيخ المعرفة وحب الإطلاع لم يعد داعي لوجودها فهي من الزمن الميت على حسب تعبير البعض ؟
الحقيقة – ان الكتاب فقد دورا كان حكرا عليه لكنه يظل باقي في وجدان كل منا وان زاد التطور وبلغت الحضارة الإنسانية ذروة تقدمها فخلال معرض الجماهيرية الدولي الثامن للكتاب كان الكتاب حاضرا وكان الازدحام حاضرا لكن أين المشكلة وكيف يتم معالجتها هذا ان وجدت مشكلة أصلا ..
في المعرض كان يعرض جبنا إلى جنب مع الكتاب الأقراص المدمجة التي تحتوي علي عيون الكتب والقواميس والمعاجم و إصدارات الكُتاب كذلك بل صار بعض الكتاب المقتدرين والذين تتبناهم مؤسسات وتقف ورائهم بإمكانيات كبيرة يصدرون صحبة الكتاب أشرطة وأقراص ليزرية تعرض محتوي الكتاب صوتا وصورة وقد استغنى البعض علي الكتاب واستعاضوا عنه بالكتاب الالكتروني الذي وجد طريقه للمتلقي فتواجدت دور النشر الالكترونية العربية وكان الطلب مرتفعا لان الكتاب الالكتروني هو كتاب في شكله العادي لكنه يعرض على شاشة عرض كا شاشة جهاز الكمبيوتر مثلا حيث نكون بذلك قد حققنا امتلاك كتاب لا يحتاج إلى حيز مكاني ولا إلى من يحمله ومتواجد تحت الطلب في كل جلسة فهو خير جليس في الزمان قولا وفعلا ففي جلسة واحدة على مكتبك يمكن ان تتصفح عشرات الإصدارات وهذا النوع من الكتب الالكترونية يعزز مكانة الكتاب ولقد كان متواجدا في معرض هذا العام والدور التي تعتمد على بيع هذا النوع من الكتب هي الأكثر اكتظاظا ..
فالكتاب سيظل مصدرا أوحد للمعلومة بتغيير طفيف في الشكل وصار اكثر استجابة وفي المتناول الجميع ..
ان أولته دور النشر اهتمامها وسعت إلى تعميمه أيمانا ان الكتاب الالكتروني يحقق ذات أغراض الكتاب الورقي ..
ما لاحظته في أروقة المعرض عدم تواجد دور النشر الليبية التي تتعامل مع هذا الكتاب الالكتروني فهل هذا لأننا لا زلنا نؤمن ان الكتاب في شكله المتعارف عليه لا غني عنه ام هو عدم فهم لأهمية الكتاب الالكتروني ؟ ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن