الشخصيات المريبة-1-

عايد سعيد السراج
alseragsham@yahoo.com

2007 / 12 / 19

هنا أيضا نسلط الضوء على شخصيات عميقة و إشكالية في تاريخنا القديم و لازالت تؤثر في تاريخنا الحديث و الأبعاد الاجتماعية و الإيمانية , لذا سوف نحاول تسليط الضوء على ذلك في الدراسة التالية 0
حياته في البصرة :
(00تقدم لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر, فبالنظر إلى هذا يكون مولده في سنة إحدى وعشرين هجرية, لأن عمر توفي قتيلاً في سنة ثلاث وعشرين , وقد ذكروا أنه توفي في البصرة في مستهل رجب سنة عشر ومائة, فيكون قد عاش تسعين سنة إلا سنة واحدة فهو خليق بأن يعد من المعمرين0
ويظهر أن الشطر الأكبر من عمره قضاه في المدينة بقطع النظر عن المدة التي أقامها في وادي القرى والتي ليس لدينا ما يعين مقدارها بالضبط0 وهناك ما يستنبط منه أنه قضى في البصرة زهاء أربعين سنة, ففي السيرة الحلبية : قيل له ( أي للحسن) : يا أبا سعيد, إنك تقول قال رسول الله, وإنك لم تدركه , فقال لذلك /1138/ السائل: كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله فهو عن علي بن أبي طالب, غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً , أي خوفاً من الحجاج (1) , فيفهم من هذا أنه في أيام الحجاج كان في البصرة, والحجاج إنما كان والياً على العراق من قبل عبد الملك سنة خمسين وسبعين هجرية , فإذا فرضنا أنه ذهب إلى العراق في السنة التي ولي فيها الحجاج العراق لزم من ذلك أنه قضى في البصرة خمساً وثلاثين سنة, وإذا فرضنا أنه ذهب إليها قبل ولاية الحجاج كانت أيامه في البصرة أكثر من خمس وثلاثين سنة0 وهذا هو ما قلناه تقريباً من أنه قضى هناك زهاء أربعين سنة0
علمه وفصاحته :
كانت للحسن البصري عند المسلمين منزلة في العلم عالية لا تقل عن كنزلته في التقوى0 ونحن إذا ألقينا على هذه المنزلة نظرة فحص واختبار , رأيناها في مجال العلم لا تتعدى الرواية سواء في الأحاديث النبوية أو في الأخبار الإسرائيلية , فليست هي بمنزلة تستحق الإعجاب0 على أن العلم في ذلك العهد كان بوجه عام مقصوراً على الرواية لا غير , وإن شئت فقل مقصوراً على الرواية المجردة من العقل بالمرة, لأن الرواية المصادمة للمعقول كانت مقبولة لمجرد صحة إسنادها لا غير0 ولا ريب أن العلم الحاصل من رواية كهذه لا يصح أن يسمى علماً وإن هم إلا يطنون0 ومن آثار علمه ما ذكروه من أنه كانت له حلقة في مسجد البصرة وأن واصل بن عطاء ( رأس المعتزلة) , كان ممن يحضرونها وأنه لما أثبت منزلة بين المنزلتين أمره الحسن باعتزال مجلسه فاعتزله هو وبعض أصحابه وألفوا لهم حلقة أخرى في ناحية من نواحي المسجد/1139/ فسموا من ذلك بالمعتزلة كما تقدم ذكره آنفاً 0 ولنقف هنيهة عند هذه الحادثة بل الكارثة التي يصح أن نعتبرها أو معول من المعاول التي أوجدتها الاختلافات الدينية لهدم الإسلام وتقويض صرح الوحدة الإسلامية , ذلك الصرح الذي بناه محمد بسيفه وقرآنه في ثلاث وعشرين سنة من حياته النبوية0
وقفة عند حادثة الاعتزال :
قبل أن ندخل بهذه الحادثة في مختبر التحليل نقول بإجمال واختصار : إن أكبر معجزة لمحمد هي أنه أوجد بسيفه وقرآنه من قبائل العرب المحتربة في الجزيرة أمة واحدة لها غاية واحدة, تمشي كنفس واحدة في طريق واحدة, وجعل عنوان وحدتها توحيد الله بلا إله إلا الله, وهو لم يقصد من توحيد الله إلا وحدتها , وغفر لها كل ذنب سوى الإخلال بوحدتها إذ قال:( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (1) , وأخذ يوماً بيده عوداً فخط به الأرض خطاً مستقيماً وقال هذه سبيل الله , ثم على جانبي الخط المستقيم خطوطاً منشعبة منه وقال هذه طرق الضلال , وهو يريد بذلك إفهام أمته أن سبيل الله واحدة, وأن وحدة الأمة إذا اختلت بقي إسلامها قشراً لا لب له وجسماً لا روح فيه كإسلام المسلمين في زماننا هذا0
بعد هذا فلنتكلم عن حادثة الاعتزال التي حدثت في حلقة الحسن البصري في مسجد البصرة فكانت أول انشقاق مذهبي / 1140/ حدث في الوحدة الإسلامية فنقول:
نعلم من هذه الحادثة أن الحسن البصري كان في حلقته هذه يتكلم في المسائل الدينية من أصول وفروع وعقائد, وأنه كان يتعمق في البحث عنها إلى درجة تدعو إلى الاختلاف فيها بالرأي والنظر, كما تدل عليه مخالفته واصل بن عطاء في إثباته منزلة ثالثة بين منزلتي الكفر والإيمان للمسلم الذي يرتكب كبيرة من الكبائر, فلا يكون مؤمناً يستحق الثواب بالنعيم المقيم ولا كافراً يستحق الخلود في نار الجحيم0
وقد كان الحسن البصري ومن حوله في غنى عن البحث في هذه المسائل التي ما أنزل الله بها من سلطان, ولا جاء من رسول الله بها كلام أو بيان, ولم يتكلم عنها المسلمون في عهد رسول الله ولا في عهد الخلفاء الراشدين من بعده0 وأية فائدة للمسلم في اعتقاده بأن مرتكب الكبيرة يكون في منزلة بين الكفر والإيمان , بل هو الداعي إلى الكلام في مثل هذه المسائل الفارغة والقرآن يقول بأعلى صوته:( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)(1)0
ولكن يظهر أن الحسن البصري كان يعرف من أين تؤكل كتف الإسلام وبأي معول تهدم وحدة المسلمين, فلذا كان يتعمق في البحث عن مثل هذه المسائل ليمهد بها طريق الاختلاف0 ولله دره ما كان أعرفه بأساليب التقوى التي يدفع بها الريبة عن نفسه, وما كان أشده تحفظاً من اتجاه الشبهة إليه, إذ نراه بعدما أوقع ابن عطاء في الفخ أمره باعتزال حلقته استنكاراً لقوله وتبرؤا من رأيه , فكان مثله( كمثل الشيطان إذ قال لإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين ) (2) 0/ 1141/
والذي نراه أن الحسن البصري لما أمر واصل بن عطاء باعتزال مجلسه قد رمى عصفورين بحجر واحد, الأول دفع الريبة عن نفسه وستر ما عسى أن ينكشف لبعض المسلمين من أمره, والثاني توكيد الخلاف وتثبيت الانشقاق بجعله أمراً محسوساً وأثراً مشهوداً رأي العين, ذلك لأن واصل بن عطاء بعدما قال هذا القول لو دام على الحضور في مجلس الحسن لبقي هذا الخلاف محصوراً في الأقوال والآراء, ولم يحدث منه ذلك الانشقاق المؤدي إلى مفارقة الجماعة0 ولكنه أمره الحسن بالاعتزال فاعتزل مجلسه هو وبعض أصحابه, وأحدث له مجلساً ثانياً في ناحية من نواحي المسجد, فتم للحسن البصري ما أراد من افتراق الجماعة قولاً وفعلاً0
وصارت في المسجد الواحد حلقتان, إحداهما مخالفة للأخرى فكانت هذه الحلقة الثانية بمثابة النواة للانشقاقات الكثيرة التي وقعت فيما بعد بين فرق المعتزلة وأهل السنة, حتى جاء زمان أصبح فيه المسلمون مختلفين متناكرين , ( كل حزب بما لديهم فرحون) (3) , فإنا لله وإنا إليه راجعون0
ومن المذاهب التي تستقى من أصلها من عين الحسن البصري مذهب الزيدية أصحاب زيد بن علي بن الحسين, لأن زيداً هذا كان مما أخذوا عن واصل بن عطاء الآخذ عن الحسن البصري0 فواصل بن عطاء شيخه في العلم, ففكرة الزيدية تمت بأصلها إلى الحسن البصري أيضاً0 وزيد هذا هو أخو محمد الباقر وعم جعفر الصادق , وهو الذي خرج على هشام بن عبد الملك فقتل0 وله قصة كقصة الحسين بلا فرق , إلا أن الشيعة لا تبكيه كما تبكي الحسين0 /1142/
وهل روى عن علي :
قلنا: إن علم الحسن يستند إلى الرواية لا غير0 وقد ذكروا أنه لم يرو ِ إلا بعد أربعة عشر من الصحابة كما مر ذكره , فهل كان علي بن أبي طالب من هؤلاء الذين روى عنهم الحسن0 هذا ما نريد أن نحققه فنقول:
نفى بعضهم روايته عن علي , وقال: إنه لم يسمع منه, وأثبت آخرون روايته عنه0 ورجح صاحب السيرة الحلبية (1) قول هؤلاء قال: لأن المثبت مقدم على النافي , أو هو محمول على أنه لم يسمع من علي بعد خروج علي من المدينة0 أي فيجوز أنه سمع من غلي قبل خروجه من المدينة , هذا كلامه 0 وأنت ترى أنه ترجيح عجيب, إذ كيف يكون المثبت مقدماً على النافي , والدليل إنما هو على المثبت لا على النافي , لأن الأصل في الأمور هو الانتقاء وما الثبوت إلا عارض من عوارضها , ولذا قالوا بأن الأصل هو براءة الذمة فجعلوا البينة على المدعي دون المنكر , وقالوا ليس على المنكر إلا اليمين0
وأما قوله أو هو محمول على أنه لم يسمع من علي بعد خروج علي من المدينة فمردود أيضاً كما تقدم من أن علياً لما خرج من المدينة إلى الكوفة بعد قتل عثمان كان عمر الحسن أربع عشرة سنة, وعليه فسماعه من علي قبل خروجه المدينة مستبعد لأنه كان دون البلوغ, ومن شرط السماع اللقاء الذي يستلزم المخالطة والمجالسة والمحادثة , وكل ذلك بعيد كل البعد من غلام مراهق بالنسبة إلى علي بن أبي طالب الذي هو من كبار الصحابة وأجلهم0 وكان النبي يرد من كان في هذه السن من الغلمان إذا خرجوا معه/ 1143/ في غزواته كما فعل ذلك في غزوة أحد, فالأرجح والأصح أنه لم يسمع من علي, ولكن يجوز أنه روى عن علي بالواسطة لا بالمباشرة , كما يقتضيه قوله المذكور فيما تقدم " كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله فهو عن علي بن أبي طالب"0
أقواله في التفسير :
لم أرَ للحسن البصري ما يدل على أنه من أولي النظر والتفكير وإنما منهجه في العلم هو الرواية , وربما رمى الكلام فيها على عواهنه , فتكلم لا عن دليل وأعرب لا عن حجة0 وله في تفسير القرآن أقوال يردها المفسرون في تفاسيرهم نذكر لك شيئاً منها ليكون نموذجاً تعرف به مكانته العلمية0
جاء في سورة القص قوله:( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي ما أوتي موسى , أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) (1)0 إن الكلام في هذه الآية وارد عن كفار قريش, فهم الذين قالوا لما جاءهم رسول الله :( لولا أوتي مثل ما أوتي ) , لولا هذه تحضيضية , أي هلا أتاه من الآيات والمعجزات مثل ما أتى موسى0 فهم يريدون بهذا القول من رسول الله أن يأتيهم بآيات معجزات كآيات موسى حتى يؤمنوا به ويصدقون , فأجابهم بالشطر الثاني من الآية وهو قوله:( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) , أي أنتم يا كفار قريش معاندون كعناد الذي كفروا بما أوتي موسى من قبل, فالآيات المعجزات لا تنفعكم شيئاً كما لم تنفع أولئك , فالذين كفروا بما أوتي موسى من قبل هم الكفرة الذين كانوا في زمن موسى لا كفار قريش0
وخلاصة القول إن الذين طلبوا من رسول الله آيات كآيات موسى/ 1144/ هم كفار قريش, والذين كفروا بما أوتي موسى من قبل هم الكفرة الذين كانوا في زمن موسى لا كفار قريش0 ولكن الحسن البصري جعل الذين كفروا بما أوتي موسى من قبل هم كفار قريش أيضاً, فحصل من ذلك في معنى الآية إشكال وهو أن كفار قريش لم يكونوا مع موسى لما جاء بالآيات حتى يكفروا بها , فاضطر الحسن أن يقول في حل الإشكال قد كان للعرب أصل في الذين كفروا بما أوتي موسى من قبل, أي أن كفار العرب هم أبناء الكفرة الذين كفروا بما أوتي موسى من قبل, فلذا أسند الكفر بآيات موسى إليهم, فيكون المعنى في قوله :( أولم يكفروا000) (2) أي أولم يكفر آباؤهم0
ولا حاجة إلى أن تطيل الكلام في بيان ما في هذا القول من فساد ظاهر وما في هذا الرأي من خطأ واضح, وما أدري إلى أي دليل يستند الحسن في قوله إن هؤلاء العرب هم أبناء أولئك الذين كفروا بما أوتي موسى من قبل, وهل يصح من ذي علم أن يحدث بحديث مرجم كهذا0
وجاء في قصة نوح والطوفان في سورة هود قوله:( ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) (3) في هذه الآية عدة قراءات (1) منها هذه القراءة الشائعة (" ونادى نوح ابنه 00") (2) ومنها قراءة عن علي (" ونادى نوح ابنه00") , (3) ومنها قراءة تروى عن السدي " ونادى نوح ابناه00") , أي يا ابناه أو وا ابناه على الندبة والترثى0
وعلى هذه القراءات الثلاث يكون نوح قد نادى ابنه لا ابن احد غيره , أما على القراءة الأولى والثالثة فظاهر, وأما / 1145/ على القراءة الثانية فيحتمل وجهين أحدهما أن يكون المنادى ابنه من صلبه وإنما أضافه إلى امرأته لأن ذلك جائز فإن الولد كما يضاف إلى أبيه يضاف إلى أمه أيضاً , والثاني أن يكون المنادى ابن امرأته أي ربيبه لا ابنه0
ولكن لا يجوز أن يكون المراد في الآية هو الاحتمال الثاني, أي لا يجوز أن يكون المنادى هو ربيبه لا ابنه من صلبه0 فإن قلتَ لماذا لا يجوز , قلتُ أولاً لأن القراءة الشائعة تخالفه, ثانياً لأن المقصود من إيراد هذه القصة هو بيان أن لحمة النسب لا تغني شيئاً عند الله, وأن الكافر لا ينجيه من عذاب الله إلا الإيمان فإن أبوة نوح الذي هو احد أولي العزم من الرسل لم تنفع ابنه شيئاً ولم تنجه من الغرق0
وإذا كان هذا هو المراد كله من ذكر هذه القصة وهو مغزاها وروحها , امتنع أن يراد بابن امرأة نوح ربيبه أي ابن امرأته من زوجها الأول, لأنه إن أريد به ذلك بطل مغزى القصة وزهقت روحها كما هو ظاهر لكل ذي فهم صحيح وذوق سليم, ولكن الحسن البصري أوهمته القراءة الثانية أنه ليس ابن نوح بل هو ربيبه غير ملتفت إلى ما تقتضيه القراءة الأولى والثالثة, ولا ملتفت إلى مغزى القصة وروحها, وقد تابعه على هذا الوهم كثير من المفسدين0
قال قتادة : سألت الحسن عن ابن نوح, فقال: والله ما كان ابنه فقلت إن الله حكى عنه:( إن ابني من أهلي) (1) , وأنت تقول لم يكن ابنه, فقال: ألا تراه قال من أهلي ولم يقل مني (2) , وهذا أيضاً وهم ثان ٍ من الحسن فإن أهل الرجل هم كل من ضمهم /1146/ بيته من أزواج وأبناء وأقارب فقوله من أهلي أي هو واحد من عيالي , فلا يلزم من قوله: من أهلي أنه ليس ابنه: فإن قلتَ: فما تقول فيما جاء هذه الآية من قوله تعالى:( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (3) , قلتُ : أقول ما قاله الزمخشري في الكشاف وحاصله أن الله تعالى لما رأى رسوله نوحاً متوجعاً جازعاً على هلاك ابنه قال له يا نوح إن أنسباءك في الحقيقة هم الذين وافقوك على دينك وماثلوك في اعتقادك وليسوا هم الذين تواشجوا بك في نسبك , وابنك هذا باعتبار أنه كافر ليس من أهلك 0 ولذا علل انتفاء كونه من أهله بقوله: ( إنه عمل غير صالح) , أي ذو عمل غير صالح وهو الكفر فهو على حذف مضاف , أو جعل ذاته عملاً غير صالح للمبالغة في ذمة على حد قولها "فإنما هي إقبال وإدبار " كما في الكشاف (1)0 )) يتبع 00
(1) السيرة الحلبية 2/88- (1) سورة النساء, الآية: 48 – 01) سورة النساء , الآية: 48- (2) سورة الحشر , الآية: 16- (3) سورة الروم , الآية: 32- (1) السيرة الحلبية , 2/ 89 – (1) سورة القصص , الآية: 48- (2) سورة القصص , الآية: 48 ؛ وانظر الكشاف تفسير الآية ذاتها- (3) سورة نوح , الآية: 42- (1) سورة نوح , الآية: 45- (2) الكشاف , تفسير الآية 42من سورة نوح- (3) سورة نوح , الآية: 46 –
* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب العراقي والشاعر معروف الرصافي 0



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن