كاريزما السياسة عند القادة العرب والدور المفقود

محمد وجدي
1serano@gmail.com

2007 / 11 / 27

تواترت الأنباء عن تهديد أمريكي لإيران باستخدام القوة لوضع نهاية للنمو العسكري والنووي الإيراني المتزايد في منطقة الخليج ، ورفض إيران المستمر السماح بوجود فرق التفتيش الدولية بصورة دائمة .
وقد جاء رد الفعل الإيراني بتصريح خرج ليعلن استعداد وقدرة إيران على ضرب إسرائيل في حالة تعرضها لأي هجوم أمريكي غربي .
هذا الموقف الإيراني الصامد إزاء تلك القوى الغاشمة المتزايدة التضخم والتسرطن كل يوم " أمريكا " يحيلنا إلى المقارنة مع حالة الهوان العربي السادرة في غيها المتأصلة شأفتها في كل موقف من مواقف القادة العرب على مر الأيام بداية من :
1- السكون العميق والصمت إزاء احتلال دولة أفغانستان الإسلامية ومعاقبة شعب بأكمله نتيجة جريمة يحتمل " وليس أكيدا حتى الآن " قيام تنظيم إرهابي يسمى بالقاعدة بضرب برجي التجارة في أمريكا .
وقد ظهرت كتابات وأصوات عديدة, تشكك في صحة إسناد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتنظيم القاعدة وبوجود تنظيم بهذا الاسم, استندوا على دلائل قوية لا يجوز ولا يمكن تجاهلها أو القفز عليها, دون ترتيب نتائج مهمة عليها, وهذه البراهين والأدلة ظهرت في العديد من الكتب وعلى شبكة الإنترنت وفي تصريحات صحفية. ولم يسمع أحد بها أو يشعر بصوتها وراح صداها سدى, لأن الصوت الأمريكي عقب الأحداث كان عاليا ولم يترك لأي إنسان مهلة للتفكير فيما حدث أو للعقل أن يزن الأمور بميزانه, وقد أرهب الأعلام الأمريكي العالم كله, حتى أن البعض ذهب إلى أن دول العالم كلها كانت خائفة من الرد الأمريكي على ما حدث. ولكن بعد أن هدأ الصوت والعاصفة, وتحرر العقل من طغيان الأعلام وهوسه. ظهر نور الحقيقة, وأدرك العالم أنه كان واهما وأغمض عينه وعقله عن الحقيقة تحت تأثير الميديا الأمريكية وقت الحادث.

ومن هذه الكتب, كتاب (الحرب والعولمة الحقيقية وراء 11سبتمبر) من تأليف مايكل تشودوفيسكي, وكتاب مايكل بارنتي بعنوان(مصيدة الإرهاب-11سبتمبروما بعده) وكتاب(جيمس ريد جواي) بعنوان (الأسئلة الخمسة التي لم تتم الإجابة عليها) وكتاب(11سبتمبرينكشف-تحدي الحقائق وراء الحرب على الإرهاب)من تأليف كل من هانشال ورولاند مورجان, وكتاب (11سبتمبر2001الخديعة المرعبة) تأليف تييري ميسان, ويأتي على رأس هذه الكتب, كتاب بعنوان (بيرل هاربر الجديدة: أسئلة مقلقة حول إدارة بوش و11سبتمبر) لمؤلفه (ديفيد راي جريفين) وكتاب (نفيس صادق) الحرب على الحقيقة. ويتآزر مع هذه الكتب العديد من المقالات في الصحف العالمية, منها مقال وليام بنش في صحيفة(فلادفيا ديلي نيوز) في 11سبتمبر 2003م, بعنوان (لماذا ليس لدينا إجابات على الأسئلة التي فجرها هجوم 11/9حتى الآن), وجريدة (نيويورك تيمز)بتاريخ 29/نوفمبر 2002م, وجريدة نيوزويك في 15/9/2002م ومقال (جوك وناسون) في مجلة نيوزويكأوبزرفر)في 21/فبراير2004م. كما يعضد ما سبق أيضا, العديد من المواقع على الإنترنت والمذكورة في كتاب تييري ميسان وأهمها موقع بول تومسون والمسمى(time line (.
راجع لمزيد من التفصيل :
http://www.mn66.com/vb/archive/index.php/t-2623.html
2- السماح وتمرير وتشجيع خائن خفي أحيانا ومعلن أحيانا على احتلال العراق وتبرير وجود القوات الاستعمارية فيها حتى تلك اللحظة .
وقد نشرت جريدة العربي الناصري فضائح عن الدور الخفي للأمير بندر بن سلطان ومبارك الابن في التمهيد لضرب العراق واحتلالها ، وقد تناول كتاب " خطة هجوم للكاتب الأمريكي "بوب وودورد" الدور الذي لعبه المذكوران في الخيانة العربية وتسليم العراق لقمة سائغة في فم الغرب
انظر
http://al-araby.com/articles/907/040...-907-inv01.htm
وما زالت الأسئلة تدور حول كيفية السماح بمرور قوات التحالف من قناة السويس حال اتجاهها إلى الخليج ... وما زال خبر عبور ست سفن اميركية محملة عتادا ومعدات عبرت اليوم الثلاثاء 25-3-2003 قناة السويس باتجاه منطقة الخليج. والسفن الاميركية هي "كايب دوكاتو" و"كايب واشنطن" و "كايب دوغلاس" و "كايب اورلاندو" و"كايب هنري" و"كايب ادموند".
وقد رد الرئيس المصري بأن اتفاقية القسطنطينية تبيح عبور أي سفينة ما دامت قد أدت الرسوم ما لم تكن في حالة حرب مع مصر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
3- وجود القواعد العسكرية في الخليج بصورة غير محددة الأجل مما يلقي ظلالا حول توجه السياسة الخليجية وقدرة الساسة وولاة الأمور فيها من عدمه على إدارة أمورها دون تدخل أمريكي صهيوني بها .
وليس من دليل أكبر على تورط القيادات الخليجية في الخنوع إزاء الإدارة الأمريكية من هذا الرصد البسيط لعدد القواعد المستخدمة في ضرب العراق وأماكنها في الدول الخليجية :
انظر الإحصائية هنا
http://www.2s2s.com/vb/t10614/
4- السودان والجنوب السوداني والظلال الملقاة حول التدخل الصهيوني في الجنوب تحت غطاء الأمم المتحدة .
ففي دراسة للدكتور رفعت سيد أحمد لكتاب وثائقي صدر عام2002عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب للعميد في المخابرات الإسرائيلية موشي فرجي
والكتاب بعنوان(إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان)يوضح الكاتب أن بن غوريون أسس الانطلاقة لفرضية رئيسية أقام عليها " الإسرائيليون " تعاونهم ودعمهم اللا محدود للأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي ونصها تركز في قوله:"نحن شعب صغير وإمكانياتنا ومواردنا محدودة ولابد من اختزال هذه المحدودية في مواجهةأعدائنا من الدول العربية من معرفة وتشخيص نقاط الضعف لديها وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات الإثنية والطائفية حتى تضخم،وتعظم هذه النقاط إلى درجة التحول إلى معضلة يصعب حلها أو احتواؤها"وهكذا أصدر بن غوريون أوامره
إلى أجهزة الأمن للاتصال بزعامات الأقليات في العراق والسودان وإقامة علائق مختلفة معها وقد سبق ذلك خلق محطات اتصال في كل من
إثيوبيا-أوغندا-كينيا-زائير،وكان القرار الإسرائيلي بدعم حركات المقاومة وفق تعبير المؤلف و جون جارانج كان صلة الوصل الرئيسية قُدم له الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي،وانتشرت شبكات الموساد في شمال العراق وجنوب السودان وجمعت المعلومات عن الأوضاع العامة في كل من الحيزين الجغرافيين،ومعلومات خاصة عن جارانج الحاصل على درجة الماجستير من جامعة إيفا في الولايات المتحدة الأمريكية وفور انتهاء دراسته تلقى دورات عسكرية فيها إضافة إلى دورة عسكرية خاصة في كلية الأمن القومي الإسرائيلي .http://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=7751 )
كل هذا يتم الآن بشكل أوسع تحت غطاء كثيف للأمم المتحدة " أو الأمريكية " في غياب عربي شديد الغرابة على اتفاقيات تبيح تقسيم السودان وتعطي حق الانفصال للجنوب عن الشمال !!!!!!!!!!!!!!!!
5- الصمت إزاء التهديدات المتوالية بضرب سوريا – وخاصة الصمت المصري " رغم وجود اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسوريا " ... وليس هذا فحسب ، بل عدم وجود أدنى استنكار تجاه الغارات الإسرائيلية المتوالية على سوريا " حتى وإن كانت وهمية " ، والأنكى خروج تصريحات عربية مستنكرة لما يحدث من تعاون عسكري بين سوريا وإيران ، واتهام سوريا وقيادتها بخيانة العروبة والارتماء في حضن عدو " رغم أنه من المفترض أن إيران دولة إسلامية !!!!!!!! " .
6- الأخبار والتقارير المتواترة التي تؤكد تأكيدا جازما وجود قواعد عسكرية أمريكية في مصر ، مع نفي على استحياء من القيادة المصرية
وحسب الكاتب والصحفي الأمريكي وليم أركِن في الجزء الخاص بمصر في مجلده الضخم "الأسماء المشفرة: حل شيفرة الخطط والبرامج والعمليات العسكرية الأمريكية في عالم ما بعد 11 سبتمبر"، فإن العلاقة الأمنية حميمة جداً بين المخابرات المصرية و"السي أي إيه"، وتعتبر مصر "أحد الشركاء العرب الصامتين، الذين يستضيفون القوات الأمريكية خفيةً، ويتعاونون مع المؤسسة العسكرية والأمنية الأمريكية، ويدعمون العمليات الأمريكية دائماً تقريباً" (الصفحة 110).
وحسب زعم أركِن، كانت توجد وقت أحداث 11 سبتمبر قاعدتان عسكريتان تابعتان للقيادة الوسطى في مصر، بالإضافة لعشرين مرفق عسكري مصري تحت تصرف القيادة الوسطى الأمريكية. وقد خزن العتاد الأمريكي بصمت في مصر، وأبقيت قواعد جوية وبحرية بأفضل حال لحساب القوات الأمريكية، منها قاعدتي القاهرةشرق والقاهرة غرب الجويتين،
وفي عام 2001، منحت مصر حق المرور لأكثر من 6250 طلعة جوية أمريكية، ولحوالي 53 رحلة للبحرية الأمريكية. وتقوم البحرية والغواصات الأمريكية بزيارات منتظمة للإسكندرية/ رأس التين وللغردقة وبور سعيد والسويس.
ويضيف أركِن أن التعاون ازداد عقب تحول مصر إلى داعم أساسي للحرب على "الإرهاب" بعد 11 سبتمبر، حيث كان السيد حسني مبارك أول رئيس عربي يعلن دعمه لعملية الحرية المستمرة (غزو افغانستان)، ويقدم حق العبور للسفن وللطائرات

" للزيادة راجع : http://www.freearabvoice.org/arabi/k...ona/3Egypt.htm " .
7- الصمت لسنين طويلة تجاه ما حدث في ليبيا من غارة جوية عليها وفرض حصار قاسي على شعبها لسنين إزاء جريمة ملفقة كان الهدف من ورائها ابتزاز القيادة الليبية للتنازل عن مواقفها الصلبة تجاه الصلف الأمريكي والعنجهية الغربية .

والسؤال الآن :

هل يذكرنا الموقف الإيراني المطروح في أول الموضوع بشيء مما فقدناه من كرامة ؟؟؟ هل يدفعنا لتطهير أنفسنا من الخيانة والخنوع ؟ أهناك أمل في مجرد – أقول مجرد – محاولة السعي لاستعادة الدور الإسلامي الذي أؤتمن عليه العرب فلم يحفظوا له ذكرا ؟ .
أم أن التاريخ قد أغلق كتابة تاريخ العز العربي إلى الأبد وأبي إلا أن نبقى في مزبلة التاريخ التي – سامحوني – سوف تتأذى من رائحتنا بعد حين ؟؟؟؟

الثاني والعشرين من سبتمبر " أيلول " 2007



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن