مؤتمر انابوليس والخروج من عنق الزجاجة...

سعد الطائي

2007 / 11 / 19

يجمع المحللون والمراقبون السياسيون بأهمية مؤتمر انابوليس لرسم خارطة الشرق الاوسط لحقبة قادمة طويلة وحافلة بالتغيرات المتوقعة والتي كانت بعيدة المنال لوقت قريب مضى ...
من الواضح ان الموتمر سيكون مركزا على التوافق الخليجي والمتمثل بالزعيمة الكبرى المملكة السعودية والقبول بالامر الواقع من حيث دخول اسرائيل من الباب الرئيس لدولنا العربية وبقوة لتثبت موقعها في الوسط العربي والاسلامي للشرق الاوسط الجديد...وهذا المطلب الاسرائيلي الملح يوكد مصداقية دول وشعوب المنطقة في اختيارهم السلام كمقرر استراتيجي لا عودة عنه...
ان التغلل الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط حقيقة واقعة ولا جدال فيها ولكن الموتمر سيكون الافتتاح الرسمي للحقبة القادمة والمطلوبة من قبل الدولة العبرية لبناء الحيز الاقتصادي الذي تبشر به للمنافسة مع الحيز الامريكي والاوربي والاسيوي..
اذا كانت الامور تسير بشكل مفروض على الوجود العربي وعلى غير رضى كامل بل مع كثير من الشك في نوايا الطرف الاسرائيلي...ولعدة اسباب موضوعية وذاتية ..يتوجب الحد الادنى من التنسيق بين القوى الفاعلة للانظمة العربية..
ان حقائق كثيرة على ساحة الشرق الاوسط تلعب دورا في رسم مستقبلها السياسي والاجتماعي وحتى المذهبي ..لعل منها التغير السياسي في العراق وسقوط الفكر القومي الفاعل على الساحة السياسة العربية بالضربة القاضية على يد الجيش الامريكي وبروز نمط سياسي ديمقراطي للحكم يحاول جاهدا تثبيت اقدامه في مواجهة الاعداء والخصوم... أضافة للمد المذهبي الشيعي وبقوة على الساحة العربية ومحاولة كسب ارض جديدة لبسط النفوذ وبشكل متسارع..البرنامج النووي الايراني المرعب للعرب قبل الدولة العبرية ....ان الحقائق تدل الى ظرورة التنسيق بين الاجهزة الامنية للدولة العبرية والانظمة العربية للحد من التهديدات التي تجتاح المنطقة ..
ان التحاف القديم و المستتربين الدولة العبرية والانظمة العربية المحافظة والمعتدلة ان الاوان لكي يخرج للعلن والاحتفال به رسميا ...وطبعا بمباركة العراب الامريكي الحليف الاستراتيجي للقطبين وحلفاء الغد ...
من هذا المنطلق فان القوى السياسية الفلسطينية والعربية عموما يجب ان تعي حقيقة المرحلة القادمة قبل ان ببداء القطار بالمسير ..وقبل فوات الاوان



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن