اصدار جديد

دينا سليم حنحن
dina_saleem2@yahoo.com

2007 / 10 / 31

• (سادينا) عمل مشترك جديد يجمع بين قلمين في الغربة.

صدرت مؤخرا للروائية دينا سليم والشاعر سعد حمزة رواية مشتركة عن دار ناجي نعمان في لبنان.
(سادينا) عمل ابداعي مميز، لا يخلو من التجديد، فهو دعوة الى محفل الغرباء والغربه، وهو برهان أكيد على أن الشبكة العنكبوتية يمكنها أن تقرّب البعيد وأن تجمع أصحاب القلم وأن تخلّد الكلمة في المنفى. لم يعد المنفى مخيفا، ولا الموت فيه خسارة ، كما أنه لم يعد قبرا منسيا لمن ترك وطنه.
(فسادينا) اسم ساحة اللقاء، كما أنها أسم فتاة عاشت على مرّ العصور تنتظر حبيبا تائها، غير سائمة وتأبى أن يغادرها الجمال. رواية شعرية، أو ربما هي ملحمة غنائية تستفيق على ألحانها المدن الغافية على مرّ العصور.

البطل (ساد) يغني أغنية حب جماعية :" يا وطن الحب، يا وطنا انتظرته وغامرتُ بالجوازات، دخلت حدود روحك وأنا السندباد. وجهكِ، بعض ثروتي تبدأ من كنز روحك، وهذا الجمال! أنا على مشارف أسئلة البحر، وليس عندي من جواب!
صمتت (سادينا) أمام سؤاله، فأعاد الكلام: إزحفي بهواكِ الى نهديّ، وانهضي بنهديكِ الى قوامي، افرشي جسدك على جسدي، وافركي نعومتك بخشونتي، لا تخشي غيرة ضعيفي النفوس، ولا تغضبي من طول الانتظار، افرجي عن غضبكِ، ارميه للريح، واتركي ما أنتِ فيه من سئم ونحيب.
تجيبه (سادينا): هذا نصفكَ الشرقي يمطر أشياء في محطات مغبرة، وبوجهكَ الشرقي أنتَ النازل من دمع الانتظار تلملم أوراقكَ المبللة. ماذا يفعل الهارب الى المعرفة مثلك غير الانتقال الى الضفة اليابسة؟ هو الاختيار، هو الرحيل الى نصفك الغربي، الذي جفّت فيه أنهار الذاكرة، رحت ترمي في الهواء الطلق ما تركه الاعصار أوراقا منكسرة، ماذا يفعل بشريّ معتوه مثلك في مناطق التوديع بلا تذكرة... فيصرخ مقاطعا:
- أنا نصف كرة أرضية حلّ بها الجفاف
تنتظر مطر الآلهة
أي جنون هذا يعصف في جسد يقف في مركز التلويح
لا محطات له، ولا قطارات تأتي
غير هذا التقيوء المريح
في عالم ماتت فيه الصحوة العابرة...

حلّ مساء آخر، وبقي قربانا للوحدة، لم ينكسر صوته أمام العتمة، فسألها باحثا: هي بحر الظلمات
الى أين
أو لي بذات تنتظر ذاتا
هو الطريق الى الشمعة
ولكن
ماذا أفعل بخسوف الأنات
يا الهي
ترجّل من هذا الوقع
ليس بيني وبينك سوى كفر المسافات
لا علامة لي بالصاعد
ولا بالهابط
أنا محدد
ولي حب هذه الطرقات
اياك أن تطرق أبواب الزمان وتوقظني من وهمي
اياك أن تعيرني الى خطأ البدايات
يا بحر
انتَ طفولتي وكهولتي
خذ اسئلتي
واعطني ما فات..."

وكان اهداء الروائية الفلسطينية دينا سليم بسيطا جدا، فهو ثالث اهداء لها بعد صدور روايتها (تراتيل عزاء البحر) هذه السنة أيضا، والرائعة (الحلم المزدوج) سنة 2004 عن (دار العودة بيروت):

" تقيّدني الكلمة إن لم أزرعها في كتاب
وها أنذا الآن أحرر أسري من بعضها
أهديها لكَ عزيزي القاريء"

بينما جاء في اهداء الشاعر العراقي سعد حمزة:
" لا نملك إلا ساحة واحدة جميلة نتجوّل فيها، نكتب على أرضها ذكرياتنا الأولى ومشاكساتنا وما سقط من جيوب عمرنا المسفوح في الحروب التي لا معنى لها، ولم يتبقَ لنا سوى بعض حروف أسمائنا التي ستظل شاهدة بعد الرحيل".

• يمكن الحصول على نسخ من دار نعمان للثقافة http://www.naamanculture.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن