الكون بين نظرية الاحتمال التصادفية والفلسفة العلمية

علاء هاشم مناف

2007 / 10 / 21

ان القوانين الحتمية للإحتمال – هي تعبير دقيق عن ، حركة الزمن باطار قانونه الرياضي .. وهي القوانين التي تؤكد الامكان ، من القوانين ، والمواضيع في منشأها المباشر في اطار من العلاقات الخارجية وفي شروطه الحسابية في منطقه الرياضي وهو تأكيد لحالة المشاهدة في الحياة اليومية .. وهذا ما أكدته القوانين العلمية (في أية تفاعلات كيميائية عند غياب التبادل مع الوسط المحيط تبقى الكمية العامة للمادة ثابتة (قانون حفظ المادة)) .
لقد تموضع علم الاحتمالات في المنهج الرياضي .. وكانت هذه العملية قد أزيل عنها الستار ليصبح هذا العلم في اطار المنهج التطبيقي للفيزياء الذرية وعلوم الحياة .
فالحالة لحد الآن تحت الدراسة ، من الناحية التجريبية ، وبالعكس عند الرياضيين .. فواقعة القوانين تبقى ناقصة دون ان تصبح قضية كلية .. ان خصوصية الحالات هذه وامكانية وقوعها تختلف باختلاف المناهج النظرية .. والمنهج النظري المنطقي يؤشر قياس العلاقة والترابط بين القضايا .. لابين الشيء الذي يحدث والتكرارية ، تؤكد حالة القياس .. تنتج في درجة التكرار في حالاتها النسبية ، والاشارة الى الحالة الإحتمالية .. وهي تشكل المصدر الرئيسي للإحتمال .. وهي مصادفة .. وتنسب الى (كاردان المقامر) والعملية تبدأ بالملاحظات التي تؤكد الوقائع ، المباشرة ، والانتظام لا يمكن ان تراه بشكل مباشر .. لكنه يبدأ بالمكانية لعدة ملاحظات ، وهذا التعبير العلمي يفصح عن معناه القانوني في تنوع جميع ، الأوضاع ، والانشطة للإنسان في هذه الحياة ، وهي المعادلة في المواجهة للعمليات العشوائية ، في مفاهيم نظرية للحوادث التي تقع في مكان غير محدد بالعدد .. لكنه ثابت في الزمان .
ويطل علينا القرن التاسع عشر .. ويعلن عالم فيزيائي هو (جوستاف كير شهوف) بأن العلم لا يحق له أن يبحث في (لماذا .. عليه ان يبحث عن الكيف)( ) في هذا الموضوع كان الاتجاه في البحث عن العوامل (الفيزيقية مجهولة للحدث) وهي المسؤولة بشكل مباشر عن (الحوادث التي تحدث .. وبالتالي سنها بقوانين ثابتة ، هذا من ناحية تطور المذهب الفلسفي في صيغه المثالية التقليدية عند (هيجل وغيره من المثاليين) ويعّرف (بروديك) في وصفه للعلوم الفلسفية .. (بانها شكل من أشكال الكلام عن العلم والمعرفة) وهو الفرق في عملية الإختلاف في المنطق العلمي وكما حصل في (الفيزياء والكيمياء) وان التعامل في تطبيق النظرية الإحتمالية في (الفيزياء والهندسة) وتنظيم صيغ الإنتاج ، بان هذه الاحكام الاحتمالية لها خواصها الموضوعية المحددة لأهم الظواهر التي يتم دراستها ، فالافتراض ان الحدث – أ – باحتمال – ب – عند المباشرة بتحقيق المجموعة
– ج – فان الاحتمالين – أ – عند تحقيق الظرف – ج – يعد بحد ذاته منطق غير معرفي من ناحية مقدار الإحتمال .. وهو بالتالي يكون إدعاء يغني المضامين ولكن يحتاج الى سند موضوعي وبالتالي يحتاج الى فحص اذا كان يأخذ كافتراض .. هذه القضية محصورة في اطارها الفلسفي من خلال توضيح هذه العلاقة .. هذه المسألة بقيت دون حل لأنها في نتائجها قضايا .. متناقضة .. فهي في إطار المنطق الفلسفي المادي فهي تبقى قياس ذاتي في تحقيق درجات معينة في الأحكام الاحتمالية عند الشخص المختص الذي يولي درجة ، الثقة في وقوع الحدث الإحتمالي .. فهو قد يسجل الاحتمالات المتساوية في نتائجه في التجربة .. في حالة الإنعدام التام للمعرفة .. وهي التي تجري كحوادث في ظروف غير مدروسة ، وفي حالة الملاحظة في (مثلث باسكال الحسابي) هو الحل في الاجزاء الصغيرة ، ولكن اذا أخذ مسار أبعد في الأرقام ما بعد (الرياضيات والجبر) .
وكان القرن العشرين ، هو الحد الفاصل في نشوء الأزمنة الحادة بين علم الرياضيات والعلوم الطبيعية .. ففي مجال العلوم الطبيعية ، تصاعدت الأزمنة واخذت ذروتها في عملية الانهيار التي حصلت مع انهيار (فرض الاثير نتيجة أولية لتجربة ميلكسون – ومورلي) (Michel – Sonmorley)( ) وكان التحديد في السرعة الضوئية في محورين متعامدين في الفضاء .. كذلك حدث هذا في مجال الرياضيات في ايجاد قوانين (هندسية) (غير إقليدية) الى جانب (قوانين اقليدس) فكان هذا الموضوع هو الطفرة النوعية ، وهو التوجه الفلسفي الى (الكانتية) وهو التوجه الذي نحى المنحى العقلي أي التحول الى مجال التفكير والابتعاد عن الأبنية الفيزيقية .. فعملية الظهور تتمحور في الظهور عند رمي الأشياء المادية ، ولو تم تخصيص الوجه B – A وهما رمزان عاديان للنظرية تظهر بعد ذلك اربعة حالات تتساوى في B – A – AB – AA – B – B وفي الحالة الأخيرة تكون غير متوافقة عند (دالمبير) Dalembert وله رأي آخر .. هو انه لو بين الوجه المراد تبيانه في أول وهله فلا حاجة الى رميات متعددة ، وبقيت الحالة في النظرية مرهونة بثلاث وتتكون من (A – A – B – B – B) وكان لابلاس قد صاغ نظرية باسمه لتحديد الاحتمالات في تقنية العلّل .. وكان (هيوم) قد أيد هذه النظرية لكنه نفى (العلّة) بالمصادفة ، فهو الذي جمع (بين العلة والمصادفة) فهو يؤكد وجود الإحتمال من المعادلة الدقيقة في المصادفة وهو يقول (كلما زاد هذا التعادل وتجاوز المصادفة زاد (الاحتمال) زيادة نسبية) ان الاحتمال (التصادفي – العشوائي) والذي يكمن في – A – مجموع الحوادث التصادفية الاولية المتنافرة ، والتي أسست الاحتمالية في – A – ولنفرض ان عدده – S – وهو مجموع الحوادث في العدد المتكون في (المصادفات العشوائية) ولنرمز لها بالحرف – H – ونرمز للإحتمال في R – A تكون النتائج R (A) A/S .
فالدراسات الحالية للبروتونات السالبة الشحنة .. هذه البروتونات السالبة يتم تشخيصها ، وانتاجها ، من خلال عملية إبطاء سرعة (البروتونات الموجبة) الشحنة .. وهي جزيئات مضادة .. تكمن قوتها في داخل (البروتونات الموجبة) والعمل على التحقق مما إذا كان هناك فوارق بين المواد العادية والجزيئات المضادة لها .. هذا الموضوع قد أشار اليه العالم البريطاني ، (بول ديرك) الى ان هناك احتمال لوجود جزيئات مضادة لهذه الاجسام تحمل شحنة مضادة لها كان هذا في العام 1927 ، إنطلاقا من الصيغ النسبية لنظرية اينشتاين .. هذه الجزيئات يتم انتاجها بشكل مستمر في المختبرات الفيزيائية .. فهي وقودا محددا على سبيل المثال لاطلاق صاروخ نفاث او تزويد مدينة بالطاقة الكهربائية لمدة محددة .
والمشكلة التي تحير العلماء ، هي الحالة العشوائية التي تعيشها هذه الجزيئات في الطبيعة لان الجزيئات المضادة منها غير موجودة .. واذا تم إنتاجها ، وهذه عملية معقدة جدا في هذه الحالة يكون الانسان ، قد حقق طفرة كبيرة في مجال الفيزياء ، وبالتالي هي صيغة غير عملية ، لان عملية انتاج الطاقة لا يمكن ان يولد طاقة أكبر من تلك المستخدمة لإنتاجه وعليه .. فان البروتونات المضادة (السالبة) تكون معدومة في الطبيعة والملاحظ .. أن لكل جزيئة للمادة تكون جزئية مضادة لها في نفس الوقت .. وتكون متساوية في الوزن في كلا الحالتين .. ودوران الجزيئة حول نفسها تحمل في دورانها شحنة كهربائية معاكسة وعندما تلتقي الجزيئة بنقيضها تفني الوحدة منها الاخرى ، بعد ذلك يحدث إنبعاث ، من خلال هذه العملية (كمية من الطاقة الهائلة) .
والسؤال المطروح الآن على نظرية الإحتمال .. ما هذا الكون المؤلف من مادة بدون توازن في أواصره الفيزيائية .. في حين ان الكون عند تكوينه تشكل من جزيئات .. وجزيئات مضادة بكميات متساوية خاصة عند الانفجار الكوني الأول ؟
ان ابطاء سرعة البروتونات السالبة الشحنة ، الى عشر سرعة الضوء .. يتم في هذه العملية ، إعطاء الجزيئات سرعة غير عادية حتى لجعلها تصطدم بعضها بالبعض الآخر والنظر الى النتائج بشكل عملي عند عملية التفتيت لكلا الحالتين ، والاستخدام الأشمل للبروتونات السالبة في الحقول المغناطيسية او تلابسها بالذرات العادية( ) .
ويجري العلماء عدة تجارب .. باضافة (البوزيترونات) المضادة للألكترونات السالبة .. على البروتونات المضادة لإعادة تكوين الجزيئات الرئيسية (للهيدروجين) وهنالك اختبارات لدمج جزيئات البورتونات المضادة مع أجزاء كبيرة من ذرات (الهيليوم) .
في العام 1995 قام (البروفسور وولتر اولرت) من إكتشاف ذات مضادة (للهيدروجين) ابتداء من جزئيات مضادة ، تشكل تلك الذرات في البروتونات المضادة (والبوزنترونات وكانت النتائج واحدة على أربعة مليار جزء من الثانية قبل ان تزول عند الاحتكاك مع المادة العادية .. كذلك في التجارب الحالية في الإبطاء للسرعة في البورتونات المضادة .. يجب ان تكون ذرات (الهيدروجين بطيئة) ويتم حصرها ومراقبتها للمقارنة مع جزيئات (الهيدروجين) .
أن المشخص في الوقوع عند تلاقي ثلاث من الخواص ، وهي تدخل في تكوين التشابك في الحوادث المضادة للجزيئات السالبة فهي تتساوى بعد إبطاءها في الحركة ، وتساويها في الإحتمال كما في التجارب السابقة ، الذكر وجعلها مفهوما تجريبيا ثابتا في عملية الاحتمال .
هذا الجانب ، يعد جانب دقيق في المنهج التجريبي بصيغته العامة او الى رده الى نوعه الأول – والثاني من عملية الاحتمال .. فهي صفات واحدة في الجزيئات .. فكل من هذه الحالات هي مراتب من المعارف العلمية .. وكلها علل مضادة .. وهي عند (هيوم) (العلل الخافية) التي تعوق عملية الوصول الى إتمام دقائق المعرفة بصيغ المعرفة المختلفة .. وهي محاولة لتكثيف وبرمجة هذه (العلل) في عدة وجهات ظاهرة .. وبتغيرات تؤكد صيغة الإحتمال ، وبأنها مرتبة من مراتب القيمة المعرفية والعلمية .
بقلم : علاء هاشم مناف
المراجع
1) كارناب ، (الأسس الفلسفية للفيزياء) ، ص172 .
2) سويف مصطفى ، (علم النفس) ، ص95 .
3) العالم محمود أمين ، (فلسفة المصادفة) ، ص47 .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن