مهنة الوظيفة وحرفة الأدب

صالح جبار
aboehab2006@yahoo.com

2007 / 10 / 13


من المعلوم , مابين المهنة والحرفة تشابك وترابط يصعب فكه ... لأن ممارسة مهنة ما تعني احتراف ذلك العمل ... ليصبح يما بعد جزء من شخصية مزاولها .. فنرى في مجتمعنا كثير من العوائل أصبحت حرفة إبائهم وأجدادهم لقب تشتهر به عوائلهم مثل – الباجه جي – الكاهجي – الحداد – الصباغ – الصراف – وغيرها كثير ..

لكن امتهان الوظيفة العامة , والتي لها شروطها وآليات عملها , حيث الدوام الممل , والروتين اليومي .... يجعل الرتابة عاملا مهما في حياة من يتعاطاها , لهذا نرى إن الدولة شرعت , بعدم جواز الجمع بين الوظيفة وعمل ثان
لكي يبقى الموظف أسير مهنة معينة لايغادرها ...

ولكن المشكلة لاتكمن في هذا الجانب , إذ ليس من السهل على من احترف الأدب إن يمتن الوظيفة .. لأن التقاطع بينهما حاد .... خصوصا إذا كانت الوظيفة ممارسة الصيرفة .. فالعملية تبدو بغاية التعقيد ...
فكيف يمكن الجمع بين صرامة الأرقام الحسابية , مع الخيال المتأجج للأدب ...؟؟!!
أنها معاناة شديدة , لايمكن الاستهانة بها ... ولكن السؤال الذي يطرح الذي يطرح نفسه :
هل الأدب والثقافة عندنا تعيل عائلة ...؟؟!!
بالتأكيد إن الجواب هو النفي .. لسبب واضح وصريح إن الثقافة والأدب
سلعة ( متشبع خبز .. ) ويجب على الأديب إن يبحث عن لقمة عيشه في مجالات

أخرى تدر عليه رزقا كفيفا لا يسمن ولا يغني من جوع .. ألا وهي وظيفة صارت عزيزة هذا الزمن
وحتى تشبع أفواه عائلتك يجب أن تتخلى عن صعلكة الأدب , وإلا مت جوعا على الأرصفة
. أو منتحرا في مدن الغربة أو تصبح منبوذ أ بلا مأوى فمن يجرئ على ذلك ؟
سوى عشاق الوهم ...

لهذا حينما احترفت الأدب كنت اكتب على تضاريس الماء أبجدية العشق حين يهوى في مسارات
الوله ولعل النجم حين يغفو .. يراني في مقامه احمل رمانتين في كف واحدة ....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن