فى الرد على شيخ الأزهر ووزير الأوقاف .

أحمد صبحى منصور

2007 / 9 / 25

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا :
فى الهجوم على القرآنيين يردد دائما شيخ الأزهر وأتباعه عبارات مكررة أو ( أكليشيهات ) محفوظة ، طالما رددنا عليها بالقرآن و بالتراث ، ولكنهم لا يقرءون و حتى لو قرأوا فسيعجزون عن الرد.
ومؤخرا ردد وزير الوقاف د. زقزوق نفس الأكليشيهات المحفوظة ، إذ قال حسبما ورد فى جريدة ( المصرى اليوم ) (إذا سمعنا ما يقوله هؤلاء «القرآنيون» لوجدنا أنهم يناقضون أنفسهم لأنهم لا يطبقون ما جاء في القرآن الكريم من أمر المولي عز وجل لكل المسلمين بطاعة الرسول صلي الله عليه وسلم لقوله تعالي «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول» و«من يطع الرسول فقد أطاع الله».
وتساءل: كيف يصلي ويحج ويزكي هؤلاء القرآنيون دون الاعتماد علي السنة النبوية، إذا كانوا يؤدون الفرائض أصلا؟ وقال: النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن مجرد مبلغ للقرآن وإنما مبين وموضح لما جاء فيه، لقوله تعالي «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم».
وأكد زقزوق أن هناك جهوداً كبيرة بذلها علماء الإسلام لجمع وتدقيق الأحاديث النبوية ومعرفة اسنادها ومدي صحتها مستشهدا علي ذلك بما قام به الإمام البخاري الذي أمضي كل حياته في جمع ٦٠٠ ألف حديث ثم قام بتنقيتها وإخراج كتابه «صحيح البخاري» الذي احتوي علي الأحاديث الصحيحة وعددها ٩ آلاف حديث بعد مجهود مضن في تنقية كل هذا الكم. ) (http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=76876 )
ثانيا
وكل ما قاله هذا الوزير و شيخ الأزهر تم الرد عليه بالتفصيل فى كتب و مقالات منشورة فى موقعنا ومواقع أخرى ، وعلى سبيل المثال : مقال ( الى شيخ الأزهر لمجرد العظة والنصح والارشاد ) (http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=12 ) وبحث ( الاسناد فى الحديث ) (http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=20 ) وكتاب ( القرآن و كفى مصدرا للتشريع ) وهو كتاب مطبوع وهو أيضا ضمن سلسلة مؤلفاتى المنشورة على موقعنا
http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?page_id=2
ثالثا
وفى عجالة سريعة نقول ردا على الشيخ زقزوق :
1 ـ أننا نصلى ونحج ونؤدى الصدقة و نقيم كل الفرائض أو ما يسمونه بالسنة العملية او السنة الفعلية ، وهى بالتواتر من ملة ابراهيم . ولنا فى ذلك كتاب منشور فى موقعنا عن ( الصلاة فى القرآن الكريم )
http://www.ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?page_id=6
الفارق بيننا وبينهم انهم بؤمنون بالسنة (القولية ) التى كتبها البخارى و غيره بعد موت النبى محمد بقرنين وأكثر من الزمان ، وقد ناقشنا هذا الاسناد المضحك فى بحث ( الاسناد ) المشار اليه ، وقد سبق نشره فى مصر خلال التسعينيات مرات عديدة ، ولكنهم لا يقرءون. ونحن نؤمن بان السنة القولية للنبى محمد هى ما جاء فى القرآن فى كلمة (قل ) التى تكررت فى القرآن لتؤكد كل ما يلزم المسلم .
2 ـ وهكذا فاننا الذين نطيع الرسول و ليس اولئك الذين يدافعون عن أحاديث تطعن فى الرسول عليه السلام ، وهم يحافظون عليها من النقد ، ويتهموننا بانكار السنة وازدراء الدين حين ننسب تلك الأحاديث الى من كتبها مثل البخارى وغيره ، ونقطع صلتها بالنبى عليه السلام وفق منهج علمى لا يستطيعون الرد عليه.
3 ـ أما قوله (: النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن مجرد مبلغ للقرآن وإنما مبين وموضح لما جاء فيه، لقوله تعالي «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم».)
فقد رددنا عليهم فى كتاب ( القرآن وكفى ) موضحين منهجهم فى اقتطاع الآيات القرآنية من سياقها ، قلت :
(يقول تعالى ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون﴾ (النحل 43: 44).
يسىء الناس فهم قوله تعالى ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم..﴾ والسبب أنهم يقطعون هذا الجزء من الآية عما قبله ويتخذونه دليلاً على وجود مصدر آخر مع القرآن، وعندهم أن هناك ذكراً نزل للنبى يبين به القرآن الذى نزل للناس. وحتى نفهم الآية الفهم الصحيح علينا أن نتدبر السياق القرآنى، فالله يقول عن الأنبياء السابقين ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر﴾ أى أن الله تعالى أرسل الأنبياء السابقين لأهل الكتاب وأنزل معهم البينات والزبر- أى الكتب- ثم يوجه الخطاب للنبى فيقول ﴿وأنزلنا إليك الذكر﴾ أى القرآن ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ أى لتوضح لأهل الكتاب ما سبق إنزاله إليهم من البينات والزبر لعلهم يتفكرون.
إن كلمة (الناس) فى قوله تعالى ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ لا تدل هنا على عموم البشر وإنما تفيد حسب السياق أهل الكتاب الذين نزلت فيهم الكتب السماوية السابقة فاختلفوا فيها وحرفوا فيها بعض ما جاء بها.
واستعمال كلمة (الناس) لتدل على طائفة معينة أشار إليها السياق ـ ورد فى القرآن كثيراً كقوله تعالى ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا﴾ (آل عمران 173).. وكقوله تعالى ﴿يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون﴾ (يوسف 46). فكلمة الناس هنا لا تعنى عموم البشر وإنما تعنى طائفة معينة ورد ذكرها فى السياق القرآنى الذى يتحدث عن الموضوع.
وبالنسبة لقوله تعالى ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ فإن المقصود بكلمة الناس هو أهل الكتاب طالما تتحدث الآية عن الأنبياء السابقين وما أنزل الله عليهم من البينات والزبر وأهل الذكر الذين لديهم علم بالكتب السماوية السابقة.
وتقول الآية عن سبب من أسباب نزول القرآن ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ فوظيفة القرآن لأهل الكتاب هى تبيين الحق فى الكتب السماوية السابقة بعدما لحقها من تحريف وتغيير وإخفاء وكتمان، وفى ذلك يقول تعالى ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين﴾ (المائدة 15). ويقول تعالى عن دور القرآن فى توضيح الحق لبنى إسرائيل ﴿إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون﴾ (النمل 76). ويقول أيضاً ﴿وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلم يتفكرون﴾ (النحل 43: 44).
والآية السابقة فى سورة النحل فسرتها آية لاحقة فى نفس السورة. يقول تعالى ﴿تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم. وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه﴾ (النحل 63: 64). وكل ذلك يؤكد أن القرآن هو الذكر الذى نزل على النبى ليبين لأهل الكتاب ما نزل لهم من قبل واختلفوا فيه.. وذلك يعنى أيضاً أن الذى نزل على النبى كتاب واحد وذكر واحد وقرآن واحد لا مثيل له ولا شىء معه.) انتهى النقل ..
4 ـ أما قوله (أن هناك جهوداً كبيرة بذلها علماء الإسلام لجمع وتدقيق الأحاديث النبوية ومعرفة اسنادها ومدي صحتها مستشهدا علي ذلك بما قام به الإمام البخاري الذي أمضي كل حياته في جمع ٦٠٠ ألف حديث ثم قام بتنقيتها وإخراج كتابه «صحيح البخاري» الذي احتوي علي الأحاديث الصحيحة وعددها ٩ آلاف حديث بعد مجهود مضن في تنقية كل هذا الكم. ) فنرد عليه بتساؤل عن مدى الخطأ البشرى الذى وقع فيه البخارى ؟ ولماذا اجتهد من جاء بعده وخالفوه إذا كان قد جاء بالقول الفصل فى جمع الحديث ؟ ولماذا يظل الخلاف هو السمة الرئيسة فيما يسمى بعلم الحديث ؟
وننصح القارىء بالرجوع الى باب ( لهو الحديث ) الذى يقوم بتجميع نصوص أحاديث البخارى التى تطعن فى الله تعالى ورسوله وكتابه ودينه (http://www.ahl-alquran.com/arabic/sendcom.php
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2356
وأخيرا
فان كل ما يقع فيه المسلمون من تخلف وارهاب و تطرف يقف خلفها حديث كاذب منسوب للنبى محمد عليه السلام ، او تأويل فاسد للآيات القرآنية.
وكل المحبين لله تعالى ورسوله ـ ممن أطلق عليهم الأمن المصرى ـ لقب ( القرآنيين ) يعانون فى سبيل إظهار حقائق الاسلام فى دعوتهم السلمية ـ ودون أن يفرضوا رايهم على أحد ..
أما موظفو الأزهر فهم يتقاعسون عن أداء واجبهم الذى فرضه عليهم قانون الأزهر نفسه والذى يوجب عليهم ( تجلية حقائق الاسلام ) والمعنى أن هناك حقائق للاسلام خافية يجب تجليتها ، وهناك أكاذيب لبست ثوب الحقائق يجب فضحها.
وحين قمت بواجبى القانونى فى جامعة الأزهر فصلنى نفس أولئك الشيوخ وأدخلونى السجن !!..
فمن هو الذى يعانى فى سبيل تجلية حقائق الاسلام ، ومن الذى يخدم الظلم و يدافع عن القهر ويعجز عن تجلية حقائق الاسلام ، بل يضطهد من يفعل ذلك من المجتهدين المسلمين المصلحين ؟
وهل منذ أن تركت الأزهر عام 1987 انصلح حال الأزهر أم إزداد تخلفا تحت قيادة أولئك الأشياخ حتى وصلت فضائحه الى العالم كله خلال (سنة رضاع الكبير ) و التبرك ببول النبى ؟؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن