فضيلة الشيخ ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم المحترم

مثنى حميد مجيد
muthana_alsadi9@hotmail.com

2007 / 9 / 15

تحية عراقية مندائية خالصة لكم
شكرآ على تواضعكم وصبركم وحلمكم وتكرمكم بالإجابة على ماورد في مقالتي وبودي أن أوضح لكم إني كاتب مقالة سياسية بما تفترضه الأحوال أحيانآ من التطرق الى الجوانب الدينية والإجتماعية حسب مقتضى الحال ، ولا أنتمي الى أي تنظيم أو جمعية أو حزب بأي شكل ولا أتبع أو أجامل أي فرد أو جهة ولا أتلقى أي عون إلا من الحي الأزلي وهدفي من الكتابة ، كما أستطيع الإدعاء لنفسي ، هو مشاركة شعبي العراقي في محنته فقد بلغ سيل الماسي الزبى والصمت على هذا البلاء الذي يلحق بشعبنا هو مشاركة في الجريمة الكبرى بحقه.
وكأي إنسان يحاول الكتابة بدافع نزيه و بأقصى ما يستطيع بوازع من ضميره فأنا أخطيء وأصيب ذلك لأن الحقيقة مستقلة عنا ولا تنتمي إلا الى الحي القيوم وحين يتبين لي الخطأ بالأدلة أعتذر إذ ليس أكرم من إنسان يعتذر ويصلح الخطأ وحين لا يجد تلك الأدلة ما عليه إلا أن يعزز موقفه ويثبت عليه.بهذه الروحية أقدم لكم ردي على محتوى رسالتكم وكما يلي.
أولآ.لم أجد في رسالتكم الكريمة ما يفند من أن ممارسة رجل الدين للسياسة أمر هو في غنى عنه ويدخله في مطبات تؤثر سلبآ في أدائه لواجباته الدينية بل وجدت تأكيدآ لهذه الممارسة الخاطئة ، وقولكم أن دخولكم في أمور السياسة حيادي ولا يميل الى كتلة أو جهة سياسية يفنده المنطق العلمي إذ لا حيادية في السياسة وهو أحد مباديء علم السياسة وهذا مادلت عليه زيارتكم لرئيس الوزراء ونقلكم تحيات الصابئة له في العراق والعالم في وقت يعاني هو فيه من إحتمالات سقوط وزارته ، أليس هذا موقفآ سياسيآ واضحآ مهما كانت التبريرات ؟ فعلى أي أساس تقيمون موقفكم غير زج الطائفة في مطبات الطائفية التي تدمر حياتنا ووطننا وتشق المجتمع العراقي. وقد ورد في رسالتكم ما يلي.
3 ان مصافحتي للسيد للمالكي ويده ملطخه بدماء الشعب العراقي كما تدعي فهذا السوال توجهه بالحقيقه للقوى الوطنيه التي لازالت في سدة الحكم وتدعمه بقوه لا ان توجهه لرئيس طائفتك الذي يحاول جاهدا الحصول على شي لابناء طائفته يكون عونا ومتنفسا لهم في هذا الوقت الحرج جدا.انتهى.
إن كل المحللين السياسيين الموضوعيين يؤكدون أن القوى المتحكمة في الساحة السياسية العراقية هي القوى الطائفية فكيف شخصت فضيلتكم القوى الوطنية هذه التي تدعم المالكي بقوة كي أوجه لها السؤال عما إذا كانت يداه ، كما أدعي ، ملوثتين بدماء الشعب العراقي أم لا وهل زيارتكم للمالكي تأتي بناء على هذا التشخيص لحكومته وبناء على معلومات لديكم تؤكد نظافة يديه ؟ إنني ألتمس العذر منكم على توجيه كل هذه الأسئلة لكم ذلك لأنني أكتب المقالة السياسية ولا أفهم من زيارتكم للمالكي وهو يعاني من مشاكل كبيرة حتى في الأوساط التي تؤيدة إلا موقفآ إيجابيآ ومساندآ له ومن حقكم شخصيآ أن تقفوا المواقف التي ترونها صائبة وتراهنون على من يروق لكم من قادة الطوائف والإحتلال شرط أن لا تزجوا أبناء الطائفة بموقفكم الشخصي وقناعاتكم السياسية الخاصة.إن كوننا طائفة صغيرة ومستضعفة لا يبرر الركض وراء القادة السياسيين والزعماء بحجة الحصول على ـ شيء ـ لأبناء الطائفة فحقوقنا لا تطلب أو تستجدى على أبواب هؤلاء القادة بل بمشاركة شعبنا وقواه الديمقراطية الحية والحقة ولأن حقوق الصابئة المندائيين المغبونة تمامآ وحقوق كل عراقي مظلوم وجريح يدعمها الباري عز وجل فهو الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه أحد فكيف بهؤلاء المتصارعين على المحاصصات والمناصب وأموال الشعب. أما القادة السياسيين فلا يجدوننا غير لقمة عابرة تحلوا لهم أحيانآ في صراعاتهم على المناصب وكي يتزينوا ويتمظهروا ، بمثل هذه الزيارات من قادة الأقليات ، بغير مظهرهم الطائفي والعنصري الذي تلبسهم وتلبسوه تمامآ.
ليس هذا نقدآ لكم يافضيلة الشيخ الجليل إذ ليس من المطلوب والمفترض أساسآ من فضيلتكم أن تكونوا رجل سياسة وإذا كان هذا مفروضآ عليكم في النظام الداخلي الخاص بشؤون الطائفة فهو ما يجب تغييره الأمر الذي سيجعلكم في منأى وغنى عن إنتقادات ومزاعم ومداخلات أمثالي من المتعاطين للسياسة وسيوفر لكم الجهد والوقت لمهماتكم الروحانية والإنسانية التي هي الأصل.وحين كتبت مقالتي كتبتها كعراقي أولآ وليس كمندائي وهي موجهة وناقدة لكل قادة الدين في العراق أن يتركوا السياسة للسياسيين إذ يكفي ما في العراق من خراب ودمار .
ثانيآ.تقولون فضيلتكم في معرض إجابتكم على جهودكم في تقديم العون المادي والإنساني لفقراء المندائيين ـ اما الاموال التي ذكرتها فلم نستلم انا او احد الاخوه المخولين من قبلي دينارا واحدا في العهدالسابق او دولارا واحدا في العهد الحالي مخصصا للفقراء وان كان لديك شي للاثبات فاظهره الامر لايتعدى صندوق زكاة انشي في عهد السيد بشار حربي درويش المحترم سكرتير مجلس العموم وبجهوده مع الاخوه في مجلسي الشؤن والعموم ومباركتي للموضوع وتستلم التبرعات من الافراد والاخوه في الجمعيات بوصولات وتوزع على الفقراء في السنه 4 مرات على الاعياد المباركه وشكلت لجنه لهذا الغرض اما موضوع الاموال التي صرفت على السفرات والموتمرات فاني وبشهادة الجميع لم ارهق ميزانية الطائفه بشي ذا قيمه وانما كل سفراتي وحضوري للمؤتمرات من مالي الخاص او مدفوعه من الساده اصحاب المؤتمر و للاخوه في مجلس شوون بغداد اعطاء تفاصيل اكثر حول هذا الموضوع ـ إنتهى
يتبين بشكل واضح من قول فضيلتكم أعلاه ـ اما الاموال التي ذكرتها فلم نستلم انا او احد الاخوه المخولين من قبلي دينارا واحدا في العهدالسابق او دولارا واحدا في العهد الحالي مخصصا للفقراء وان كان لديك شي للاثبات فاظهره ـ يتبين إن كل الأموال التي كنتم تحصلون من الدولة في العهد السابق أو العهد الحالي لم يكن للفقير المدقع الفقر في زمن الحصار ولا للمشرد في هذا العهد أي حصة فيها وأنا أشكر فضيلتكم على هذا الإيضاح إذ ليس لدي أي ـ شيء للإثبات ـ غير إعترافكم الضمني هذا بتخصيصكم كل الأموال الحكومية للإدارة وبناء القاعات وتكاليف المؤتمرات وطبع النشرات والكتب .إن ما أستطيع إثباته مبني على واقع الحال وهو أن كل ما كان ومازال فقراء المندائيين يتلقونه هو أقل من نزر وشحيح إزاء صعوبات العيش إلى درجة رفض بعضهم له لشكليته.ألا يتناقض عدم تخصيصكم لأي ـ شيء ـ من الأموال الحكومية للجائع والمحروم والمشرد مع الحماسة والعواطف الإنسانية التي تبدونها في نهاية رسالتكم الكريمة أم إن الحكومة كانت تلزمكم بعدم إعطاء أي أولوية لهؤلاء المساكين؟ .
ثالثآ. لقد وجدت إنكم ، لسبب لم أفهمه ، لا تجدون فرقآ ، أو هذا ما يبدو لي ، بين الصدقة ـ زدقا ـ و الزكاة ـ زكوثا بقولكم ـ اما الموضوع القديم الحديث الصدقه الزكاة الهبه سمها ماشئت فقد كثرت اقتراحاتنا وندائتنا واخرها النداء الموجه من الاخوه في اتحاد الجمعيات المندائيه والجمعيه المندائيه في سوريا ولكني احيل اليك هذا المقترح والى جميع اخوتي في الخارج هو دولار واحد فقط على كل مندائي في الشهر وهو مقترح سهل التنفيذ ولا يدخل في باب حساب المدخولات والمدخرات والارباح ونسبة الاستقطاع ـ إنتهى .
لا شك أنكم والحق يقال تمارسون عملكم في ظروف صعبة للغاية تخلقها شرذمة معزولة من المنافقين والجهلة المدعين للدين والناصيروثا والذين يرفضون طروحاتي هذه لكم ويسخرون منها ويعتبرونها بلا أساس ديني أو شرعي ومعاناتكم في هذا الشأن تعكسها عبارتكم الانفة وميلكم الى ـ المقترح سهل التنفيذ ـ الذي لا يمس قدسية رأس المال لمثل هؤلاء وبعضهم من المرابين الذي يدعون الورع والتبحر في الدين... كل هذا مفهوم وجلي ولكن ليس المطلوب منكم فضيلة الشيخ أن تجهدوا أو تكلفوا أنفسكم بحساب أموال ومدخرات وارباح هذا أو ذاك من المندائيين بل أن تفتوا وتطلبوا ـ أنتم ـ منهم ذلك اعتمادآ على ـ قوة الدين ـ على مكانتكم الدينية وسلطتكم الروحانية وذلك بتحديد نسبة ، هي على الأرجح بين خمسة وعشرة بالمائة كما يحددها المسلمون والمسيحيون ، يلتزم بها وبتسليمها لكم ، أو لأي رجل دين ، أي مندائي يبلغ رأسماله درجة محددة من النمو ولنقل 80 ألف دولار وبعكسه لا ينال بركتكم أو بركة أي رجل دين مندائي ولا يعتد دينيآ ولا تقبل منه أي ممارسة دينية ويبطل لوفانيه كونه لم يزكي ماله ويطعم أهله الفقراء الأحياء .وبهذا تعطون ما لله لله وما لقيصر لقيصر وفق قانون لا يساوي بين عطاء المقتدر وعطاء الضعيف وما أكثر الأغنياء الكرماء من أهلنا وما أكثرالشرفاء الساهرين المؤمنين منهم والمنتظرين أي دعوى للبذل والجود بل والتضحية.إن كلمة زكوثا الزكاة هي من أكثر الكلمات تكرارآ في كتابنا الكنزاربا فكل نصوصها تبدأ بأسوثا وزكوثا وتنتهي بهيي زكن فعلى أي أساس يقيم أبناء المرابين المنافقين دعواهم الباطلة في تمويه الحقيقة الدينية البهية والمشرقة في كتابنا المقدس ؟أما أن يتبرع الجميع بدولار واحد لكل فرد فهذه هي الصدقة وهي طوعية ومباركة وتشمل كل فئات الناس لكنها مع أهميتها لا تصل الى أهمية الزكاة الدينية والإجتماعية الكبرى والمؤثرة.
رابعآ.إن إنجرار بعض المندائيين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وراء بعض ممثلي الأقليات الأخرى في الإجتماع مع بعض أعضاء الكونغرس بحجة تسهيل الهجرة أمر يضر الطائفة ولا يعبر عن إرادتها وغريب عن تقاليدها العراقية الصميمة المتوارثة فقد رفض أجدادنا المعونة من الإستعمار البرتغالي ورفضوها من الإنكليز وعلى رأسهم العلامة أبونا غضبان الرومي رحمه الله في بدايات القرن العشرين وقدموا التضحيات في مقاومة الإستعمار الإنكليزي فعلى أي تقاليد يقيم هؤلاء تحركاتكم.
وبدلآ من تلبيتك لدعوة هؤلاء التي تأتي لإمتصاص نقمة الأقليات العراقية من قبل بعض أعضاء الكونكرس المنتدبين لهذه الغاية والتي لن تجدي نفعآ بل تحمل الخطر للأقليات أدعوك لنشكل وفدآ من المندائيين والذهاب على الفور الى محكمة لاهاي لجرائم الحرب والإبادة الجماعية.لن نوسط سناتورآ لن نطرق باب سيد من سادة البنتاغون ولا غيرهم ، بل سنذهب بقوة الحي ومعنا كل الوثائق والبينات وشهادات الشهود وأسماء المجرمين وعلى رأسهم بوش ورامسفيد وكل مجرم صغارآ وكبارآ لنقدم دعوى كاملة متكاملة عن إبادة شعبنا الصابئي المندائي نيابة عن شعبنا العراقي الجريح وإخوتنا في لجنة حقوق الإنسان المندائية هم خير عون في هذا الأمر وقد وفروا مادة متكاملة وشاملة وموثقة يمتدحون عليها ، ودعوتي لك ليست سياسية بل تقع ضمن أقدس مهام فضيلتكم كرجل سلام وحامل للراية البيضاء وسعفة النخيل.بقوة الحي ستفتح هذه المحكمة أبوابها لنا لأننا شعب صغير وعريق وأصحاب قضية عادلة وعلى حافة الإبادة التامة وسيسمع صوتنا كل العالم والبشرية المسالمة ويطرق حتى الاذان النخراء للسفيه بوش وإدارته .علينا أن لا نتمسكن لهذا وذاك من الطغاة صغر أو كبر حجمهم فالقوة في الحق وهذا هو طريق النور الذي يجب أن نسلكه وإدخرنا التاريخ له.علينا أن ننزع جزة الخراف التي يريدها لنا أبناء الظلام ونطالب بحقوقنا الإنسانية بقوة الصدق التي لا تخيب والمباركة من قاهر المستبدين والظلمة ، وبقوة الحي سنربح القضية وستسمع صوتنا كل الشعوب المظلومة ، راجيآ منكم قلبيآ قبول دعوتي. سنحمل بيناتنا ونبلغ شهودنا ونحمل رايتنا البيضاء ومعنا كتابنا الكنزاربا المقدس متكلين على ملك النور الحي الذي لا يجفل أو يخيب محبية وسنربح ، نربح لأن هذا هو الطريق الصحيح.
مع أزكى التحيات لكم فضيلة الشيخ.
وعذرآ من فضيلتكم إن كنت قد أخطأت بحقكم فأنا أعرف سعة ونظافة قلبكم وصبركم وإلا ما كلفتكم ذات يوم بعمل طعام اللوفاني لابائي وأجدادي لكننا نحن العراقيين للأسف صارت لهجتنا خشنة لعظم المصاب الذي يرزح تحته وطننا النازف العريق القديم
والزكاة للحي.
وهيي زكن.
مثنى حميد مجيد
..........................
ملاحظة.إحترامآ لفضيلة الشيخ ستار جبار حلو لم أتطرق الى شلة النكرات من كتبة الكواليس المظلمة وشتائمهم التافهة وتعابيرهم المبتذلة السوقية في موقع الدكتور صهيب الرومي لكني أعدهم ، وكما وعدت الدكتور صهيب ، إن إستمروا بنفاقهم الجبان المبتذل بكتابة مقالة وبأسمائهم الصريحة وكل تعابيرهم التي تحمل نتانتهم مع نبذة لصفاتهم وأوصافهم القبيحة مثلهم سأجعلهم فيها أضحوكة ليس للقريب والبعيد فحسب بل ولأقرب الناس إليهم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن