العلمانيون والاسلاميون . . . صراع لا ينتهي ..

جوزيف شلال
josefshalal@yahoo.de

2007 / 9 / 11

ان من يقف ويؤيد ويساند الاتجاه الاسلامي او الاسلاميين او الاسلامويين ! او من يرفع الشعار البائس - الاسلام هو الحل - في بعض الدول الاسلاميه والعربية خاصة . يقولون حينما ينجح حزب اسلامي في انتخابات ما . وكما حصل في الجزائر وافغانستان وفوز حماس في فلسطين . واخيرا الاحزاب الاسلاميه في العراق . والغريب في الامر انهم لا يعترفون بالخط الديني الذي جاء في العراق وكذلك عن طريق الانتخابات . لماذا ! هذا ليس موضوعنا الان .
بانهم لا يحصلون الفرصه الكافيه ومزيدا من الوقت لكي تقوم ببناء الدوله والمؤسسات ونظام ديمقراطي مثالي . ونحن نعرف في قاموسهم لا يوجد كلمة ديمقراطيه وان وجدت فليس هناك اتفاق عليها . لناخذ مثالا من هذه المنظمات والاحزاب الدينيه التي وصلت الى السلطه . حماس . . المراقب للاوضاع يعرف جيدا بان نجاح او وصول التيار الحماسي من حماس الى السلطه في فلسطين . كان لعاملين رئيسيين . اولهما فساد السلطه الفلسطينيه وهذا معروف للجميع وللقاصي والداني . وفشل السلطه في تقديم الخدمات للمواطنيين . وفشل السلطه كذلك في كبح الجماعات المتطرفه والتي كانت السبب في افشال عملية السلام والحكومه والسلطه الفلسطينيه .
العامل الثاني . الدعم المالي والعسكري والمخابراتي من قبل بعض الدول وخاصة ايران .
حماس لم تقدم شئ جديد منذ وصولها الى الحكم . وساختصر هنا دون الدخول في التفاصيل . قامت حماس ومن معها وبمساعدة اطراف خارجيه - اقليميه بانقلاب على السلطه الشرعيه . عدم الاعتراف ببنود منظمة التحرير الفلسطينيه . التنصل وعدم الاعتراف بما اتفق سابقا مع اسرائيل والمعاهدات والاتفاقيات مع المجتمع الدولي .
احتلال قطاع غزة والقيام بعمليات قتل ومداهمات والتنكيل ببعض مجموعات الشعب الفلسطيني . ان مجيئ حماس في منتصف عام 2006 ولغاية احتلالها لغزة في 14 / 6 / 2007 لتاسيس امارة او دوله اسلاميه وعلى الطريقه الطالبانيه - الافغانيه . هذه المنظمه شنت حوالي 7 معارك من القتال الدموي مع السلطه الشرعيه في البلاد . وسقط في هذه المعارك بين الاعداء لكثر من 750 قتيل والالوف من الجرحه والمعوقين . وهذا القتل من القتلى يعادل عدة مرات ما قامت به حماس من قتل للاسرائيليين منذ تاسيسها . في غزة تم تحطيم رمز - الجندي المجهول - ليس لسبب ما وانما التمثال مخالف لعقيدة حماس الدينيه . وهذه المشاهد في غزة وفلسطين هي طرق معروفه في تاريخ مثل هذه الحركات الاصوليه عبر التاريخ الدموي لها . هل يعقل من حركه دينيه تعرف الله بان تلقي شاب اسمه محمد السويكري من الطابق 18 . الم يتذكروا معاملة هتلر لليهود ! هذه الحركه قامت بما كان يسمى بالانتفاضه . وهنا اذكر ان مجمل ضحايا الانتفاضه الثانيه كانوا 5100 قتيل . واكثر من 5000 جريح ومعوق وهذه احصاءات السلطه . ودون تحقيق مكسب واحد لا على الصعيد الفلسطيني ولا حتى الى السيطرة الكامله لحماس على ارض فلسطين .
انا اقول هنا من الصعب ان تؤمن هذه الحركه بالعمليه الديمقراطيه ولهذا شاهدناها قد رفضت كل القرارات الدوليه ومنها الاستفتاء على وثيقة الاسرى . واجراء انتخابات مبكرة . وحل الحكومه . وفرض حالة الطوارئ . وفوق هذا وذاك تريد من المجتمع الدولي والعالم الاعتراف بها ! .
اذن اقول ليس من حل هنا الا لنظام عادل بعيدا عن الطائفيه الدينيه والانتماء العرقي والمذهبي وابراز فقط دور المواطنه والوطن للجميع والدين لله . وهنا ياتي دور النظام العلماني العادل والمحترم من قبل الجميع . العلمانيه لا تقوم او تكون موازيه مع الخط الاسلامي . لان هناك فارق كبير بين هذه الافكار وتلك . الحاله العلمانيه هي حياة مدنيه والثانيه دينيه بحته .
ولهذا اقول لمن يرفض العلمانيه وهو لا يعرفها . ان بالامكان لكل مواطن او شخص ان يكون متدينا وعلمانيا في نفس الوقت . اي ليس هناك تناقض بين الاثنين . اي بمعنى اخر للتوضيح فقط . انه ليس كل علماني هو ضد الدين . او كل متدين هو ضد العلمانيه .
وعندما نرفع شعار . العلمانيه هي الحل . اي انه القادر لحل كافة المشاكل والصراعات الدينيه والمذهبيه والاشكالات الاخرى من السلبيات في عالمنا .
هناك الكثير من لا يعرف معنى او المقصود بمصطلح العلمانيه الصحيحه . وراينا من يحاول من الاسلاميين تشويه الحقيقه . لاصرارهم على انها اي العلمانيه تقوم بفصل الدين والامور الدينيه في الحياة والممارسات اليوميه ! اي الغاء واقصاء الدين عن الحياة والمجتمع . وهذه خدعة وخديعه من خدع الاسلامويون .
العلمانيه هي فصل المؤسسات السياسية والامور العامه عن المؤسسة الدينيه . وكذلك بين رجل الدين ورجل السياسة .
واقول هنا بلا تردد ان العلمانيه هي . التاكيد على حرية الدين والتدين والعقيدة والاعتناق . وعدم فرض الدوله والحكومه لدين معين على الشعب . اي ان هناك حريه
في الاختيار والتبني . والمؤسسات تكون محايدة وعدم التدخل ولجميع انواع الممارسات الغير قانونيه . اي ان الحياة العامه السياسيه ومن خلال الممارسه ان تستند على البراهين والادله والقوانيين .و ليس الى تاثيرات او تجاذبات دينيه من قبل رجال الدين والمراجع الدينيه المختلفه .
وهذا ما نشاهده ونراه اليوم والان حاصلا في دول اوربيه واميركا وفي اي دوله ونظام تتخذ العلمانيه طريقا . ومن هنا نرى في هذه الدول وجود عملية التدين والاحتفالات بالاعياد والمناسبات والحريات الدينيه الاخرى . ولم نلاحظ تدخل الدوله واجهزتها ورجالاتها الامنيه وحتى رجال وعلماء الدين بممارسة نوع من الاجتهادات والعادات او التقاليد لطبقه او لشريحه دون غيرها او سواها . بل على العكس نرى ان هناك تقبل الاخر ونشر مفاهيم اخرى ومعتقدات غريبه احيانا . وكل هذا وبعيدا كذلك عن اجهزة القمع البوليسيه والمخابراتيه والامنيه وتدخل رجال الدين . ولدينا احصائيات تقول بان الدين والمتدينيين لا يزيدون او يقلون في الدول او الانظمه التي تطبق العلمانيه وبين اخرى لم تطبق هذا المبدا . وبينما راينا في الاتجاه المعاكس الاخر . ان الحياة وكافة المجالات تسير نحو الافضل والامثل والاحسن في الدول التي طبقت العلمانيه والديمقراطيه الصحيحه . ..
اذن هنا نرجع ونقول . ان هؤلاء الاسلاميون ليسوا سوى مجموعه من الفوضى الهدامه اينما وجدوا سواء في العراق او فلسطين او مصر او ايران .
والعلمانيه اليوم اصبحت حاله ضروريه وهامه وخاصه في هذا العالم الحديث من العولمه والانفتاح وانتقال المواطن الى دور المواطنه. وفي عصر يشهد مزيدا من التطرف والارهاب . والصراعات الاثنيه والقبليه والقوميه وما نشهده هذه الايام خير دليل على ما قلناه ونقوله . . . !





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن