حرية التفكير

فدوى أحمد التكموتي
a2000-tag@hotmail.com

2007 / 9 / 9

هل يمكن أن يصل الفكر إلى الحرية دون المساس بالمسلمات البديهية (الله , الكتب المنزلة , الأنبياء ) أم لابد من أخذ ما قاله العلماء كأنه كتاب منزل من الإلاه,وما دور الفكر إن لم يكن النقاش والحوار والوصول إلى الحقيقة هدفه؟إن الفكر البشري يأخذ بالمسلمات بطبيعته , فالارقام مسلمات والحروف الأبجدية مسلمات , ويبقى الإجتهاد العقلي هو الهدف المنشود , لكنه يختلف بإختلاف ما يراد الوصول إليه ,فهناك من يريد أن يصل إلى أن فكره هو الصحيح ولابد من الأخذ به وأن الأفكار الأخرى ماهي إلا شطاطات لابد من تجاوزها ومحوها, فمثلا رأي الفقهاء المسلمين في قضيةمعينة هل لابد من الأخذ بها و إعتبارها ضمن المسلمات تلك أم لا ؟البعض يذهب ويقول لابد من الأخذ بها مستدلين بذلك على الحديث النبوي الشريف (من إجتهد وأصاب فله أجران ومن إجتهد وأخطأ فله أجر واحد ) ولكن ألم يكن هذا العالم أو ذاك بشر و أن هذا الأخير موصوف بالنقص وغير منزه عن الخطأ , فلماذا الضرورة الأخذ برأيه فقضية ملك اليمين (الجواري والعبيد )في القرآن الكريم سورة النساء الآية 3 (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى و ثلاثا ورباعا فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة, او ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) , فسروها أنه يمكن للرجل الذي يجمع بين أربع نساء أن يتخذ إحدى جارياته كزوجة ولكن بدون عقد صحيح ,ما هو إذن موقعها وكيف يمكن تفسير النتائج المترتبة عن هذا الضم ,فالقانون الوضعي يستند إلى الدلائل والوثائق التي ثتبث أو تنفي حجية الدعوى كذلك الشأن بالنسبة للديانات فقد حرمت الزنا والإسلام إعتبرها من أكبر الكبائر, فهل هذا التفسير يمكن الأخذ به, فربما يقولون أن هذه الآيةنزلت في ظروف معينة وفي بيئة معينة وزمن ما ,فهذا صحيح ولكن أليس القرآن صالح لكل زمان ومكان , و بالتالي في فتواهم وتفسيرهم وأخذ عامة الناس بهذه الأفكار دون التفكير فيها سيوقدوهم إلى الزنا و الفهم الخاطئ للدين, كذلك الشأن بالنسبة لزواج المتعة فالبعض أحله بدعوى الزواج الشرعي لمدة محددة أفضل من الزنا , ولكن الزواج (ميثاق ترابط وتماسك شرعي بين رجل وإمرأة غايته الإحصان والعفاف مع تكثير سواد الأمةتكفل للمتعاقدين تحمل أعبائها بطمأنينة وسلام وإحترام ) من مدونة الأحوال الشخصية المغربية, كما أنه في الإسلام ميثاق غليظ يربط بين الرجل والمرأة على نية الإستمرار, فهل يمكن نقاش هذه الأفكار أم إعتبارها جاهزة كالكتب المقدسة المنزلة من عند الإلاه, وكذلك الأفكار الإشتراكية من يحملها يقال عنه علماني وملحد ومن لايؤمن بهايعتبر فكره مشبوعا بالفكر الرأ سمالي الذي يتنافى مع الفكر الإشتراكي , فهل هناك فكرحر ؟ وإذا وجد فماهي مدى الحرية التي يحققها , فجميع الأفكار خاضعة للنقاش والحوار للوصول إلى الحقيقة النسبية لأن ليس هناك مطلق , فالكل نسبي في هذا الوجود.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن