استراتيجية الشيكابيكا وابولادن الانتيكه

فيليب عطية
free5pert@yahoo.com

2007 / 9 / 9

عندما يقول سلطان هذا الزمان واعجوبة العصر والاوان "اذا ارادت امريكا ان تستمر في العراق فلابد لها ان تدخل في دين الله افواجا "فهذا الشخص اما ان يكون عميلا او عميلا . يذكرني هذا بالبيان الاول الذي وزعته الحملة الفرنسية علي المصريين وجاء فيه"ها قد جاءكم الحاج بونبرته المحب لله ورسوله ولايريد غير ان يخلصكم من ظلم المماليك ،فاستقبلوه وايدوه ، والصلاة والسلام علي خاتم المرسلين " ومعني ذلك ان الزج بالدين في كل شاردة وواردة ليس جديدا ،ولم تنطلي تلك الحيلة علي المصريين فقاوموا الحملة التي انسحبت بعد ثلاث سنوات ليعود المماليك والاتراك ويواصلوا فسائهم وخرائهم حتي يسحقهم محمد علي الكبير في مذبحة القلعة الشهيرة ويخلص البلاد من شرورهم .
ولايدرك ابو لمعة الاصلي ان "بوش" مستعد ان يحج ويصلي ركعتين لله اذا فتح عليه ببكين وليس بغداد التي سقطت كاللقمة الطرية خلال اقل من اسبوع واحد من القصف الجوي ، ولكن لماذا نزج بالدين في قضايا لادخل للدين بها الا ان كان القصد اتباع استراتيجية رخيصة وفجة ظهرت علي الساحة العالمية منذ السبعينات من القرن الماضي ومازالت تمارس وجودها ويعتبر "شيكا بيكا " ابرز ممثليها.
ظهرت تلك الاستراتيجية ورسمت خيوطها العريضة داخل دهاليز المخابرات المركزية الامريكية ، وكان الهدف منها القضاء علي الصراع الايديولوجي واستبداله بصراع آخر وهمي وليكن "الصراع الديني " وهكذا توارت صور المناضلين العظام كلينين وجيفارا ليحل محلها صور "شيكا بيكا " و"ابو لادن الانتيكة " .
ولابأس ان يقدم هؤلاء المسوخ انفسهم للجماهير عن طريق فرقعة صاخبة ، ولتكن تدمير مركز التجارة العالمي الذي يجمع كل المحللين ان كل خيوط القصة رسمت داخل اروقة المخابرات المركزية نفسها ، ويتربع بعد ذلك ابو لمعة الاصلي علي كرسي السلطنة ويخرج بين الحين والحين ليطربنا بفتوايه واحكامه التي تلقي صدي واسع لا من رجل الشارع العادي بل ومن قمم صناع القرار في العالم سواء اكانوا رؤساء امريكا او بابوات الفاتيكان.
الامر باكمله لم يعد يقبل الاحتمال: في ظل استراتيجيتها الجديدة وضعت امريكا يدها علي افغانستان المعبر الرئيسي لهضاب آسيا الشاسعة ، واجتاحت العراق وهاهي قاب قوسين او ادني من اجتياح طهران ، والجماهير مازالت تردد هتافها المخمور الذي ظلت تردده منذ قرون : يارب يامتجلي اهلك العثمانللي .
ولايدرك الدب الامريكي ان هناك قوي اخري لم تتدخل حتي الآن لكنها من المحتم ان تتدخل عندما يتطلب الامر تقسيم الكعكة ، ولاندري كيف سيقدمون لنا الامر عندما يبعبع التنين الروسي :اسيكون الصراع حينئذ بين المسيحية الارثوذكسية والمسيحية البروتستانتية ام سيكون صراعا بين الفودكا والويسكي ؟
لم يكن الصراع العالمي يوما صراع اديان بل كان صراع مصالح ، ومن المهانة ان تستمر تلك الجماهير البائسة في هذا الشرق البائس في الخضوع للتعمية والابتزاز. يستطيع الآن اي لص مأفون ان يحقق مايشاء من الارباح والمكاسب مادام يستطيع في غمضة عين أن يشعل فتنة طائفية .
وقد قالها ماركس يوما : الدين افيون الشعوب .....وقد اصبح القول اليوم : الدين افيون الشعوب والحكومات .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن