بيان مساندة الكرد السوريين يقضُّ مضاجع الديكتاتورية

شاكر النابلسي

2007 / 7 / 23

-1-

منذ تمَّ نشر (البيان العالمي لمساندة الشعب الكردي السوري) في معظم وسائل الإعلام العربية، وفي الأسبوع القادم سوف ينشر بوسائل الإعلام الغربية بعد أن تتم ترجمته إلى الانجليزية والفرنسية والألمانية، ومئات التواقيع تنهال على بريد (منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) بزيورخ.
وكنا ننوي نشر أسماء الموقعين في كل اسبوع، إلا أن "المنظمة" اتخذت قراراً بعدم نشر أسماء الموقعين بعد أن علمت بأن المخابرات السورية قد جندت قواها لملاحقة كل من سيوقع على هذا البيان. وهي لذلك قد بدأت منذ الاسبوع الماضي بالتدقيق في أسماء الكرد السوريين وغير السوريين الداخلين والخارجين من وإلى سوريا وكذلك من وإلى لبنان باعتبار أن مطار بيروت يسيطر عليه ضباط من المخابرات السورية إضافة إلى ضباط من حزب الله.
-2-
ولم تكتفِ المخابرات السورية بهذا، بل هي كلفت عناصر يعملون معها، ويرتدون أردية المثقفين المزيفين، ويتخذون أسماء حركية لهم، أشبه بأسماء الإرهابيين في العراق ولبنان، بالرد البذيء والسفيه على هذا البيان، كعادتهم دائماً في مهاجمة الخصوم، دون أي نقاش أو طرح موضوعي، يمكن أن يُضيف فكرة جديدة، أو يُضيء شيئاً جديداً للموضوع، أو لأي موضوع آخر.
ولكن ليس بعد الكفر ذنب كما يقولون. فنظام الحكم في سوريا أصدر عام 1980 قرار رقم 49 يُنزل عقوبة الإعدام الفوري، ودون محاكمة، في كل من يُعارض نظام الحكم، وعلى رأس هؤلاء عناصر جماعة الإخوان المسلمين. وهكذا يجعل نظام الحكم السوري الديكتاتوري الموت عقوبة حمل رأي مخالف، من دون أن ربط ذلك بجريمة، أو جناية، أو شروع بممارسة العنف.
-3-
وعلى طريقتها الإرهابية المعتادة والمعروفة في مواجهة الخصوم، قولاً وفعلاً، قامت عناصر من المخابرات السورية، متخفية بأردية المثقفين، أو أنصاف المثقفين بالتصدي لـ(البيان العالمي لمساندة الشعب الكردي السوري) فدعت القراء إلى عدم التوقيع على هذا البيان. كما قامت مجموعة أخرى في التشكيك بالمنظمة وإصدارها لهذا البيان. في حين ردَّ البعض من هذه العناصر، سبب كتابة هذا البيان إلى عقدة اللاجئين التي تعتري من كتب هذا البيان.. إلى آخر هذه الترّهات والشعوذات التي يطلقها جهاز المخابرات السورية، كما سبق له وأطلق شخصية "أبو عدس" كقاتل مؤكد لرفيق الحريري، ولم تتوانَ "قناة الجزيرة" في بثِّ هذه الشعوذة فوراً في حينه.
-4-
من ترّهات وشعوذات عناصر المخابرات السورية، ما قاله أحدهم في ردود القراء، وهو عادة ما يرتدي ثوب المفكرين، ويتخفى تحت اسم حركي، على طريقة أسماء الارهابيين في العراق ولبنان والسعودية، وقال: "إني لأكاد أشفق عليك أيها الكاتب (شاكر النابلسي)، فهل يمكن أن نسمّي هذه التخرصات بياناً عالمياً؟ أم أنه مجرد نزق شخصي وبعض الغازات والمغص المعوي؟ ألم تسمع بمليون عراقي تستضيفهم دمشق( فهم في بلدهم وبين أهلهم) مليون من الملايين التي شردتها ديمقراطيتكم المنضبة؟ ألم تسمع بملايين الأيتام والأرامل والثكلى والجثث المتعفنة، وجيوش المرتزقة التي تعبث بأرض النهرين؟"
وشكك هذا الضابط برتبة عقيد، بصدور البيان عن (منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا). وللعلم فهذا البيان قد تمت كتابته من قبل المؤسسين القائمين بـ (منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا)، ولو كان الأمر غير ذلك لصدر بيان رسمي من المنظمة.
والعزاء للمشككين والمشعوذين والسحرة.
-5-
وضابط آخر برتبة ملازم أول علّق قائلاً وقد ارتدى رداء الرهبان القوميين: "انا لست سورياً ولا كردياً بل مواطن عربي من مركز الأمة العربية المجيدة ولا أحب النظام السوري ، ولكن يعز علي أن أرى التحريض على سوريا من شاكر النابلسي الفلسطيني الهارب من وطنه، والذي يدافع عن حقوق الاكراد كما كان في السابق يعمل لحساب الأمريكان قبل سقوط بغداد ، لا ادري ماذا يريد ، هل لديه عقدة اللاجئ، ويريد أن يدمر الأمة العربية."
وللعلم فأنا لست فلسطينياً ، وإن كان لي الشرف أن أكون كذلك. ولكني لست فلسطينياً. وبالتالي، فأنا لست لاجئاً ولم أكن كذلك.
فيا للخيبة.
-6-
وعندما أدرك ضباط المخابرات السورية الأثر السلبي الكبير لهذا البيان على مصالحهم وغنائمهم، وأن النظام سيتم فضحه غداً أكثر فأكثر من خلال هذا البيان، جنَّ جنونهم، فقال أحد عناصرهم: " هل يستطيع كل من قبض بضعة مائة أورو من الجمعيات إياها أن يصدر بياناً كونياً على شاكلة؛ يا صعاليك العالم اتحدوا ! ومتى ستفسح لي الفرصة لإصدار بيان عالمي لوجه الله تعالى ولن أتقاض عنه أورو واحدا- باسم عباد الله القراء الغلابة الذين يبتلعون مرغمين ترهات بعض الكتاب المحترمين جدا ."
ولاحظوا معي مجموعة من الأخطاء اللغوية والإملائية في هذا التعليق والتي تنم عن أن عناصر المخابرات السورية ما هي إلا مجموعة من الجهلة الذي يحكمون الشعب السوري بالحديد والنار.
-7-
إن الرد الوحيد على كل هؤلاء وعلى غيرهم من أعداء الحق والحقيقة، هو الإقبال الكبير على التوقيع على هذا البيان الذي نعيد هنا نشره، ليتمكن من لم يقرأه أن يقرأه وأن يوقع عليه :
البيان العالمي لمساندة الشعب الكردي السوري
نحن الموقعين على هذا البيان، نتضامن بكل قوة، مع الشعب الكُردي السوري، الذي يكابد سياسة النظام السوري العنصرية، منذ استولى حزب البعث الحاكم على السلطة.
ففي عام 1966 استثنى قانون الإصلاح الزراعي الفلاحين الفقراء الكُرد من الاستفادة منه. وهذا ما اعترف به وزير الزراعة، خلال مناقشة القانون في مجلس الشعب. ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم، ما زال الشعب الكُردي السوري ضحية اضطهاد عنصري متعدد الأشكال، يبدأ بالاعتقال التعسفي، وينتهي بالقتل، مثلما حدث سنة 2005 للشيخ محمد معشوق الخزنوي، الذي اختطفته مخابرات النظام، وأعدمته دون محاكمة، مدعية بكل صفاقة، بأن مجهولين خطفوه ثم قتلوه، وألقوا بجثته على قارعة الطريق.
وفي 23 أغسطس/آب من عام 1962 جرّد النظام السوري بالمرسوم رقم 93 أكثر من 150 ألف مواطن كُردي سوري من جنسيتهم، خلافا لاتفاقيات حماية حقوق الأقليات وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ثم تبعه بمرسوم آخر عام 1966 ينشئ الحزام العربي، بتوطين العرب بدلاً من الكُرد، في منطقة الحسكة، حيث تمَّ البدء بالحزام المذكور في 24 حزيران 1974 ، ووزعت الأراضي على أعداد غفيرة من العشائر العربية في منطقة الجزيرة، تنفيذاً لهذه السياسة العنصرية. ثم صدر مؤخراً خطاب وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي رقم 1682 في شباط/فبراير 2007 بانشاء الحزام العربي الجديد، والغاية منه الفصل بين الكُرد في سوريا والكُرد في كردستان العراق وذلك بإسكان 151 عائلة عربية على أراضي الكُرد، وهي سياسة تطهير عرقي واضحة.
وبدلاً من أن يتجه النظام إلى حل مشكلة الكُرد، بالاعتراف لهم بحقوق المواطنة كاملة، ومنها الحق في بطاقة الهوية، وفي جواز السفر، والحق في التنقل وغيرها من الحقوق الأساسية، واصل سياسته العدوانية التي تزداد سوءاً على سوء، منذ حوالي 44 عاماً.
نحن الموقعين على هذا البيان، ننادي جميع منظمات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي، وفي العالم كله، وخاصة منها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والمواطن، وكذلك مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بأن تقوم قوْمة رجل واحد، احتجاجاً على انتهاك حقوق كُرد سوريا، بما فيها حقهم في تقرير المصير، مطالبةً الحكومة السورية بوضع حدٍ لاضطهاد الكُرد. ونطالب المنظمات السياسية والإنسانية السورية، بأن تضع في أولوية اهتمامها الدفاع عن قضية الشعب الكُردي العادلة، فاضطهاد الشعب الكُردي هو تكملةٌ لاضطهاد الشعب السوري، الذي طال ليله وعذابه، وتحرُر أحدهما وعدٌ بتحرر الآخر من عدوان المخابرات اليومي على حرياته الأساسية.

على كافة الأحرار الراغبين بالتوقيع على هذا البيان إرسال اسمائهم ومهنهم ومكان اقامتهم على ايميل (منظمة الدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا (ميموا)MEMWA_Z@YAHOO.COM




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن