بغل الطاحون و تمظهرات عقدة الخصاء

حمزة رستناوي
hrastanawi@gmail.com

2007 / 6 / 27

للروائي السوري "عبد العزيز الموسى"


يمتلك الإنسان شعورا بالدونية, و ذلك يتطلب الاستعاضة المستمرة و تأكيد الذات التجاوزي , بإمكانات

الرغبة اللا متحققة في علاقة الوعي الفردي بالواقع الاجتماعي " حسب أدلر " و سيكون هذا مقدمة لبناء نموذج تحليلي لشخصية عبد الفضيل "فضلو" بطل رواية " بغل الطاحون" لعبد العزيز الموسى
و سأتناول البعد الجوَّاني لشخصية عبد الفضيل, و البعد الاجتماعي للمرحلة التاريخية, من خلال سلسلة نجاحات عبد الفضيل الظاهرية, و انكسارات و تصدعات الذات العصابية المنوطة بهذه النجاحات, و كيف ينتهي بها المطاف إلى فعل تدميري اصطلحنا على تسميته بالجنون.
بغل الطاحون هو التجسيد الروائي الخاص لما اصطلحنا على تسميته في علم النفس بعقدة الدونية inferiority complex فالمهندس عبد الفضيل نموذج لاضطراب شخصية تجبُّني اتكالي " أنت سلسلة ورطات يا فضلو , تشي و تداهن و ترائي, لتتلجَّأ بهذه المواصفات مما ينقص هناءة عيشك يا فضلو " شخصية لا ترغب في الصدام " أنت لم تُخلق للرفض , ألا تلاحظ الالتذاذ المبهم بالتشفي منك في عيني السنونو لو أنت رفضت " ص21
فعبد الفضيل يخشى الرفض و الانتقاد, نقَّاد لنفسه كثيرا, قليل الاعتبار لذاته و الثقة بنفسه " لماذا تنمي في داخلك ذرائع الناس و تعتبرها مشروعة و تقزِّم ذرائعك أنتَ, لا تتهرَّب من جنازة أمكَ فاطمة الحسن , و لكن من نفسك العاجزة المذعورة ! تخاف أن تسجَّل عليكَ ملاحظة تعتبرها نقيصة سلوكيَّة تجاه مرؤوسيك ! " ص74
يخلو تاريخه من صداقات حميمة , علاقاته إما علاقات منفعة قائمة على المقايضة " أبو مطاوع و مريام و العقيد و أبو إبراهيم و أبو دعاس" أو قائمة على الابتزاز الاقتصادي " أولاده و ابنه راسم" أو الابتزاز الجنسي " مومسات بدرية و المقهى الصحراوي"
شخصية عبد الفضيل لن تتعين كفاعل إلا بزواجه من ربوه ابنة عاصم بيك, و خلاصه من تمثيل المسرحية التي أعدَّتْ من قبل أقرباء و أصدقاء أعداء, عبد الفضيل أداة تنفيذية لمخططات الآخرين, يسمح لهم بإدارة شؤونه, فهم يضعون القرارات الهامة, و هو دائم الخوف أن يتخلى هؤلاء عنه, فهم مصدر عذاباته, و رغم ذلك تبقى اعتماديَّته عليهم
" أعرف يا فضلوا, ما سعيت عن الإخلاص و التفاني في عملك, إلا للبحث عن صيغة لإقناعهم بأنك المتفوق المطيع, تسترضيهم...لست حرا ً يا فضلوا , و سواء كان الآغا أو عفت أو ربوة ... فأنت متورط , أنت الذي أوطأ القوانين لمستوى حذاء عفَّت , يهمُّكَ الرضا و الأمن " ص67
و لكن من أين تأتي عقدة الدونية عند المهندس عبد الفضيل؟!
و هل عبد الفضيل إلا حصيلة خبرات و مواقف و تجارب أدت بشكل موضوعي لتوصيفه ببغل الطاحون , و سأحاول تبين مقدمات عقدة الدونية في شخصية عبد الفضيل
1- النسب المطعون به
عبد الفضيل ابن فاطمة الحسن الفلاحة زوجة عبود وكيل أغا بزراتا, عبد الفضيل الابن غير الشرعي للأغا من فاطمة الحسن؟
" فالكل يعقدون مقارنات بين سجيتك اللينة البضة و سحنة أولاد الآغا من زوجته الحلبية"
و هذا ما يجعل الآغا يوصي بتزويجك يا عبد الفضيل من ابنة أخيه " عفت هانم" بعد أن ربَّاك و صرف عليكَ و صيَّرك مهندسا ً و مسئولا ً مرموقا ً.
2- المنبت الطبقي الوضيع
والدكَ كان أجير عاصم أغا , و زوجتكَ عفَّت هانم تتشاوف عليك بماضيها و عراقة نسبها, و كلما ازدادت أهميتك ,عيَّرتكَ بمنبتكَ المتواضع الحقير" الفلاح ابن الفلاحة" و الفلاح عند الآغا , و مهما كان متهم... بل سافل و حقير
3- تجارب و خبرات الطفولة
حيث تلعب الخبرات الطفولية الصادمة دورا ً محوريا ً في تشكيل الشخصية الاتكالية و عقدة النقص عند عبد الفضيل. على اعتبار أنَّ كل إنسان يحس النقص, و هذا الإحساس يتأتى من أننا كلنا كنا أطفالا ً لا حول لنا و لا قوة, و كذلك من الكبت الجنسي الذي يتعلمه الطفل لرغباته الشبقية و خاصة تجاه أمه " أنت يا سيد عبد الفضيل لا تريد إلا أما ً ترضعك, توسدك صدرها, و تحكي لك حكايات بنت السلطان..." ص72
حيث توقف تطور شخصية عبد الفضيل في المرحلة الفموية" oral stage"
" حسب فرويد" وكذلك الاعتمادية المطلقة على الأم في الإرضاع و الحماية و الإمداد العاطفي.
تختلط عقدة الدونية المحركة لسلوك عبد الفضيل بعقدة الخصاء castrantion complex و التي يحاول عبد الفضيل التخلص منها عن طريق المبالغة في توصيف قدراته الجنسية و محاولة إيهام الآخرين بأنه الفحل الذي لا يجارى"أنتَ تغشُّ نفسكَ الخائبة و تحاول أن تبدي لمن حولكَ أنَّكَ الفحل الذي لا ينهك, فتعمد لمطاردة أكثر من امرأة في آن واحد, أنتَ تعرفُ خسرانكَ لأنَّ همَّك أن توحي برجولة مزورة, توسع دائرة وهم ذكورة عاتية في حين لا تقصد إلى ترميم نفسك, تكشُّ عنها مشاعر الفشل و الخيبة المذلة لتقصيكَ ما أمكن عن الصَّغار و الدونيَّة"
ص71
يرتبط قلق الخصاء بالكبت الذي يتعلمه الطفل لرغباته الشبقية تجاه أمه" عقدة أوديب " حيث تتحول الطاقة الشهوانية التي لم تجد المنصرف الأصلي لها إلى طاقة عدوانية تجاة الأب ,و إنَّ عقدة الخصاء هي تطور طبيعي لعقدة أوديب بعد البلوغ, فتهديدات الأب و خوف الابن قد تجعل الابن يتعين به و يقلده في سلوكه و مشاعره.
عبود والد عبد الفضيل أجير عاصم أغا في بزراتا" قبل الثورة" يفهم أنها نصف ساعة من النفاق كل بضعة أشهر للآغا, و يتمكن بعد ذلك برقاب الفلاحين و أرضهم و بقرهم و نسائهم ,و كذلك عبد الفضيل المدير العام لمؤسسة كبرى" بعد الثورة" ألعوبة في يد الست بدرية و زبانيتها من المسئولين الكبار و أبو دعاس , فعبد الفضيل يمارس السلطة و القهر نيابة عنهم و لمصالحهم فهو " بغل الطاحون"
" لو جربت أن تقول لأبي دعاس ما فكرت به , ماذا تتوقع؟!
متأكدون أنك لن تقلها أبدا ً, لماذا؟!
لأنك بغل طاحون يجرش لهم, و هم أصحاب البغل و الطاحون, هل خطر للبغل أن يكون على غير ما هي عليه البغال يا فضلو" ص47
و كذلكَ مثلما كان عبود والد عبد الفضيل يغض النظر عن ولع الآغا بزوجته الجميلة" فاطمة الحسن" يتنازل عبد الفضيل عن زوجته عفَّت هانم أو ربما تتنازل عنه هي, و تشترك في مؤامرة مفضوحة عليه مع أبو دعاس و العقيد و مريام للإجهاز عليه و اقتسام ممتلكاته فعبد الفضيل ليس أكثر من ممثل في مسرحية يديرها مخرج شرير" لا تلم نفسك يا فضلو , لست غير لوحة باردة عليها أزرار يمسكها سواك و يحركها وقت يشاء بمهارة" في شخصية عبد الفضيل يتوجه الدافع إلى الذات بعيدا ً عن أي موضوع خارجي, و بدلا ً من الانتقام من الست بدرية و عفَّت وأبو دعاس..., ينتقم من نفسه و ينعكس ذلك عنانة و قصورا ً جنسيا ً, حيث أن الفعالية الجنسية مرآة الصحة النفسية
تهزه بساقها البضة س" ضحكت إنصاف و هي اخرة دون أن ينز , انتصرت عليه, لملمت جسدها دون أن يلتفت , ارتدت ثيابها و هي تقول : لو سألتني لأعطيك آخر شريط فيديو لي صورته في الحمام يا رجل, هل هذا ما كنت تريده ؟؟؟؟؟؟!
ضحكت و انسلت مرفوعة الرأس و ضرام تسيِّد عبقها الأنثوي طاغيا ً في خياشيم أبي راسم " ص 101
و نجد عبد الفضيل يتلقى العذابات و المهانة بلذة مازوخية, يختزل الكثير من مشاعر الكراهية و عقدة الذنب , يريد أن يتخلص منها, و لكنه لا يرى سبيلا ً إلى ذلك يستجلب اللوم و التحقير و العقاب فتنكص شخصية عبد الفضيل إلى الطفولة و تهويمات عقدة أوديب و قلق الخصاء مستذكرا ً واقعة اغتصاب الغجرية في بزراتا لفحولته منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما ً مضت
" كنت يا فضلو أيضا ً بصقة قيح مهتزة بين أصابعها الشرسة, رائحتها التي ندت عن جلدها البض شلت قواك, غمت المصباح, تحسست ذكورتك المقتولة, تساءلت...أهو الحلم!
كنت مستسلما ً ليديها ذهلا ً كقطعة قذرة لاكته بين أصابعها في كل الاتجاهات , جأرت مبحوحة , خائف؟
لست أمك التي تحميك... و باستياء: هل سينفعك هذا , لفظته و انتصب و هي تصيح : هيا البس ثيابك و أرسل لي خالك, هناك حمير على البيدر , أنا متأكد أنه سيكون كالوتد" ص27
يعنون عبد العزيز الموسى روايته ب " بغل الطاحون" كتجسيد روائي يختزل الأبعاد النفسية لشخصية عبد الفضيل, الشخصية المحورية في الرواية, و لكن لماذا بغل الطاحون ؟
إذا علمنا أنَّ البغل هجين النسب يولد من اقتران الحصان مع الحمار, و هو عقيم لا يولد, و البغل يمتاز بقوة عضلية هائلة مقابل ضعف فكري , يسقط الموسى صفات " العقم و القوة العضلية و الهجونة في النسب و الضعف الفكري و الدونية و مجرد أداة في يد الغير" على شخصية المهندس عبد الفضيل في النص الروائي
1- مجرد أداة في يد الغير
" لو جربت أن تقول لأبي دعاس ما فكرت به , ماذا تتوقع؟! متأكدون أنك لن تقولها أبدا ً, لماذا ؟ لأنك بغل طاحون يجرش لهم, و هم أصحاب البغل و الطاحون, هل خطر للبغل أن يكون غير ما هي عليه البغال يا فضلو" ص47
2- العقم و الخصاء
" ألم أقل لك يا سيد فضلو بأنك بغل مخصي, هل سمعت أن البغال أنجبت" ص51
3- الدونيَّة
" أنت بغل هش, مصنع نقائص ينتج القيح و الصديد" ص75
4- الاحتقار و عدم التقدير
" لن نثني على الحمار و لكن على صاحبه, لست صاحبا ً لأي حمار يا فضلو, الحمار أنت نفسه, أنت يا فضلو" ص93
5- البغل الحرون و بذور التمرد
" لو فكرت يا فضلو ستبدو لك شروط العقد مناسبة, ما المانع و لكنك صرت كثير الحرون يا فضلو, و هذه علة البغال السيئة" " بعد رجوعك من وارسو هناك بغل صار يلبط في داخلك يا فضلو" ص146
حيث يأخذ البغل هنا صفة التمرد على الواقع, التمرد على تكوينه الخانع الجبان المنهزم, حيث سيحدث انقلاب في حياة عبد الفضيل فيقوم بتحديث المؤسسة و يقرر قرارات ميدانية و يبرم عقودا ً أولية و يكف عن التبعية لبدريَّة و مريام و عفَّت هانم و العقيد و أبو دعاس
و ينعكس هذا الانقلاب النفسي بتحسن الأداء الجنسي لعبد الفضيل, فبعد أن كان رجلا ً عنينا ً , سريع القذف سيصبح من الآن فصاعدا ً الفحل عبد الفضيل
" دخل إلى أم سعيد المدهون.. ما بك؟! أنت كتلة رجولة و شبق.. يبدو أنك لا تعرف الارهاق.. هل كنت ضائعا ً و لا تعرف.. لا.. قالها... كنت فحلا ً مؤجلا ً يا أم سعيد" ص151
ثم يقدم عبد الفضيل على الزواج من ربوة بنت عاصم بيك
" أنت تناكد الجميع بزواجك من ربوة, أنا لا أناكد سوى نفسي اللاطئة منذ خمسين سنة تحت ذيل السادة المرعبين.. أناس بعينهم يسكنون هنا في داخلي و نكاية بهم سأتزوجها, و أصفي حساباتي مع سكان نفسي الهلعة الراجفة و من ثم ليكن ما يكون" ص185
و يبدو التألق الجنسي لعبد الفضيل ملازما ً لهذا الانقلاب الكبير في حياته من خلال مغامرته مع ربوة" لا يعرف كيف لحق بها , حملقت بدهشة لائمة, لم يكترث, حملها و ألقاها بخفة على السرير فتناثرت أطراف المنشفة, و حاولت مستميتة أن تشد عليها أطرافها المنفلتة عن جسدها البارد الرطب, بعنف خاطف سبقها, حاولت منعه بأسنانها و وركها على أمل أنها نزلت من تحته, و لكن إصراره جعل مقاومتها تتباطأ.." ص159
فعبد الفضيل لم يعد بعد اليوم ضعيفا ً, و الضعفاء وحدهم ملزمون بتعلم أصول اللباقة فبعد الاعتداء على ربوة من قبل رجال أبو مطاوع , اعتزم عبد الفضيل قتل أبو مطاوع ’ و أن يضع حدا ً للمعاناة و لكنه تردد قليلا ً؟
عبد الفضيل الآن لا يستطيع الرجوع إلى سابق عهده خانعا ً اتكاليَّا ً" بغل طاحون" و هو مترد في تصعيد الأمور إلى نهايتها مع أعدائه و كيف لا , و هو الذي يعرف قوة و سطوة أعدائه و لؤمهم , و لكن أيا ً كانت الأمور , يجب ألا تتراجع يا عبد الفضيل ؟!
و يتعرض عبد الفضيل للضرب و الركل من رجال بدرية و يحاول أن يواسي نفسه , هذه ليست إلا شدة فقط مؤقتة؟!
و هل تعلم بدرية بذلك؟
أم أن رجالها قاموا بذلك من تلقاء أنفسهم؟!
عبد الفضيل القلق المتمرد المتفجر لا تتحمَّل بنيته النفسية الهشة تبعات التمرد فهو غير مُصَمَّمْ لتلقي هكذا ضغوطات و صفعات , و لكنه لا يستطيع الرجوع متردد بين الإقدام و الإحجام " أعرفك يا فضلو لن تنسحب و لن تصادم , لن تفعلها , تنتظر غيرك ببساطة ستتحول مومسا ً, لو تتخلص من نفسك , أيضا ً تنتظر من يخلصك , ليس قدرك أن تكون مع الحياة , لا تتذكر الآن أنك قبل ساعة كنت مدرعا ً بغضب مارج" ص168
و عندما يقرر عبد الفضيل مقابلة الست بدرية , غير مكترث بتحذيرات نادل المقهى الصحراوي , يتعرض للضرب و الركل " و أشاروا لسائقه بعد أن أهالوا عليه بصاقهم , و شحطة اثنان آخران و ألقياه مثل خرقة نجسة على مقعد سيارته أن يمض به" ص 170
و تكتمل النهاية المأساوية برجوعه إلى بيت ربوة ليجدها مقتولة و مشوهة ممطوطة معفرة بالوسخ و الأعشاب , لكنه فستانها يا فضلو , فستانها الأحمر ,. هل تستطيع أن تهرب من فستانها الأحمر يا فضلو " ص175
و رغم كارثيَّة الحدث إلا أن الايروسية الفتيَّة عند عبد الفضيل تلتقط مشهد فستانها الأحمر ؟!
و ينتهي المطاف بعبد الفضيل هائما ً على وجههِ يجوب الطرقات يتبعه جمع هائج من الناس " و يحاول أن يتلمس ثغرة عبر الطوق البشري الملتحم حوله لينفذ عبرها كأنه كلب محاصر , يتقدم الجمهرة المزبدة طوق من الشرطة ببوار يد ملقمة و ذات نصال , في الوسط ضابط في عينيه هلع باد ٍ , يشهرون أسلحتهم نحو أبي راسم " ص177
لقد حاولت في دراستي هذه مقاربة شخصية بطل الرواية "عبد الفضيل" مستعينا ً بمنهج النقد النفسي . و ما يؤخذ على هذه الدراسة
1- أحادية المنهج في وقت آلت فيه نظرية النقد الأدبي إلى ما يسمى بالمنهج التكاملي المتعدد المقاربات, و لكني آثرت النقد النفسي لوجود متطلبات و مبررات من داخل النص الروائي و لقد مضت فترة طويلة استعملت فيها الانتقائية بدلالة مرزولة , و كأنها وصمة أو سبة عار , و آن لها أن تأخذ دلالتها الصحيحة للتدليل, و هذا لا يمنع و جود مقاربات أخرى
2- إن تطبيق منهج النقد النفسي على صعيد الشخصيات يعكس نتائج قابلة للتعميم على المستوى الاجتماعي , فعبد الفضيل ليس ظاهرة استثنائية, بل هناك عبد الفضيلات في مجتمع مخصي سلطوي فاسد
3- إن تطبيق منهج النقد النفسي ليس اختبارا ً للنص المدروس بل هو اختبار للمنهج بحد ذاته فالمناهج المهمة هي المناهج التي تحقق عائديه عالية و مردودات تحليلية ذات كفاءة لإضاءة الشخصيات
و في رواية بغل الطاحون يظهر هذا الالتباس عند شخصية عبد الفضيل فنحن أمام أبويين الأب عبود وكيل أغا بزراتا الأب المعترف به اجتماعا ً, و الأب البيولوجي المتهم به عبد الفضيل" عاصم أغا" خليل والدته فاطمة الحسن؟
و عبد الفضيل عندما يقدم على الزاج من ربوة ؟ و ربوة هذه ربما تكون أخته؟
و عند هذه النقطة نجد أن المقاربات البسيطة و فق النظرية الفرويدية غير كافية و غير دقيقة؟
و هذا ما يفتح الباب أمام اجتهادات أخرى تنفتح على النقد الأسطوري و النقد الاجتماعي
........................
بغل الطاحون – رواية- 180صفحة
المؤلف: عبد العزيز الموسى
دار الحسنين – دمشق 1998



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن