اراء غير مقدسه

سلام خماط
salamkamad@yahoo.com

2007 / 6 / 23

تؤكد الدراسات الحديثة ان الكثير من المفكرين الاسلاميين قد تاثروا بافكار الاوربيين التي جاءت عن طريق وسائل شتى منها الكتب المترجمه والبعثات العلميه التي ترسلها الدول الاسلاميه الى الغرب ولم يعد هذا منقصه أو عيبا بل يعتبر أمرا طبيعيا لان الحضارات والثقافات أنما تتفاعل فيما بينها وتاخذ من بعضها البعض ,فالفلسفات والافكار قد تنشأ في بيئه معينه لكنها تتطور في بيئه اخرى ,فالنظريه الماركسيه مثلا التي وضعها كارل ماركس وفريدريك انجلز وهما المانيان قاما في تطويرها في بريطنيا ثم جرى تطبيقها في روسيا من قبل فلاديمير لينين,
تعتقد الماركسيه انه حينما يحدث التناقض الجدلي في مجتمع ما فان هذا التناقض يجبر المجتمع على الحركه ويسير به قدما الى الثوره ويحرره في النهايه ويدخله في مرحله جديده,وبناءا على هذا الراي فان الفقر في حد ذاته هو تناقض اجتماعي بل اهم اسباب الفوارق الاجتماعيه يستطيع ان يحدث الصراع تلقائيا,لكن هنالك رأي مخالف لهذه النظريه تماما,وهذا الرأي يقول :لا يوجد مجتمع يتحرك ويتغير ويصل الى حريته لمجرد أنه يحتوي على تناقض طبقي كوجود الفقر والغنى بصوره واضحه ومنحرفه ,فمن الممكن ان يبقى الفقر او التناقض الطبقي في المجتمع لمئات السنين دون ان يحدث ادنى تغيير,فوجود الفقر في المجتمع لا يسبب الحركه وانما الاحساس به هو الذي يسببها ,والدليل على ذلك هو وجود مجتمعات في افريقيا تحت خط الفقر ومنذ مئات السنين ولا شى قد تغير لان المجتمع هناك لم يتولد لديه الاحساس بالفقر ,
ان المسؤوليه الوطنيه تحتم علينا جميعا اسلاميين او غير اسلاميين تنبيه الناس الى الخطر المتمثل في الفقر والرجعيه والفرقه وان الثقافه الاسلاميه يجب ان تكون قائمه على اسس العدل والارشاد,
فعلينا ان ندرك جميعا بان القوى الرجعيه المنحرفه استخدمت الدين كسلاح لخداع الناس وابعادهم عن مصيرهم الحالي وحصرهم فيما يتعلق بالماضي واشغال الناس بمشاكل ذهنيه مرتبطه بالماضي بدل المشاكل الحاليه التي يعيشها المجتمع ,فبدل من ان يثقفوا الناس على المطالبه بحقوقهم وتحسين حالتهم المعاشيه والخدميه وتعريف الناس بثروات البلد الى اين تذهب ومن يقف وراء السرقات والفساد الاداري والمالي , اخذوا يثيرون النعرات الطائفيه والمذهبيه التي اكل الدهر عليها وشرب ,
ان عدم القدره على عدم تقبل النقد ينشأ من عدم الرغبه في النظر الى الذات.من هنا يجب على الاسلاميين حركات واشخاص واحزاب ان يمارسوا النقد لافكارهم وبرامجهم ومواقفهم على ضوء التطورات السياسيه سواء على صعيد العراق او الساحه الدوليه,فبدون منهج النقد لا يمكن تطوير افكارهم وبرامجهم ,لان الناس اعتادت على ما كانت عليه من تقديس للاعراف والتقاليد التي نشأت عليها ,والتي اصبحت جزءا من موروثها الاجتماعي ,والنقد هنا هو البحث عن مواضع القوه في الفكره والعطاء في المفهوم,فالنقد الايجابي يستهدف التمييز بين ما هو اصيل وثابت من الشريعه وبين ما هو طارى ومتغير ,او التمييز في فهم النصوص المقدسه مثل القرأن والحديث النبوي الصحيح,وفي فهم النصوص التي هي عمليه بشريه خاضعه للخطأ والصواب.
ان جميع المؤلفات الفقهيه والاصوليه وكتب التفسير تمثل اجتهادات اصحابها واراء العلماء والفقهاء الذين كتبوها ,وهي بالتالي غير مقدسه وغير ملزمه الا لمن يؤمن بها او يتبعها ,ولا يمكن اجبار أحد على الاخذ بها وتطبيقها مهما كانت,لانها ليست شريعه ولا عقيده بل مجرد اجتهادات بشريه لنصوص دينيه تمثل أراء وفتاوى الفقهاء الذين عاشوا في بيئات وعصور مختلفه كلبا عن عصرنا الحاضر.من هنا يجب توعية المسلمين الى المفاهيم غير الصحيحه التي اعتادوا عليها,لكن ليس من باب التشكيك بالعقيده التي يؤمنون بها ولا الطعن كذلك حتى لا تثير ثائرة رجال الدين التقليدين والمؤسسات الدينيه المرتبطه بهم ,لان مثل هذه المؤسسات تمتلك أسلحه خطيره وهي الرفض والتشكيك والتكفير كذلك لكل مناوئيها وهذا ما حصل ويحصل في العراق من خلال احداث العنف التي تعصف بالبلد والذي يقف ورائها مثل هكذا رجال وهكذا مؤسسات حتى اصبح التحريض على القتل والعنف علنيا وعبر وسائل الاعلام ومنها الفضائيات المعروفه للجميع كالجزيره والمستقله وبعض الفضائيات العراقيه كذلك.
لقد اصبح الاكراه في فرض التعاليم الاسلاميه على الناس وقد تجاوزت بعض الحركات الاسلاميه المتطرفه على حرية الانسان وحقه في اختيار الطريق الذي يريده ,ان من اولويات الشعوب هو التاكيد على القضايا المهمه وهي بحاجه الى أنظمه تحترم حقوقها وتعمل على ارساء العداله الاجتماعيه وتوزيع الثروات على اسس عادله وتقديم الخدمات الضروريه للشعب واصلاح النظام السياسي وتداول السلطه سلميا وليس عن طريق المؤامرات والانقلابات والمؤتمرات المشبوهه والسريه,وتمتع افراد الشعب بالحريات الشخصيه وحرية التعبير والصحافه الحره.وان ازالة الظلم ومحاربة الفساد المالي والاداري ومكافحة الفقر والجهل والمرض وارساء نظام ضمان اجتماعي يوفر العيش الكريم لكل مواطن مهما كان دينه أو قوميته,وان بناء مجتمع متماسك وحر وبناء دوله متقدمه هي من واجبات الجميع,من هنا لا يمكن أختزال الاسلام كدين من خلال جماعه هنا او حركه هناك أو راي لهذا العالم او ذاك او راي لشخص لا يحظى بقسط وافر من التعليم الديني او حتى الابتدائي ومع هذا الجهل الواضح تراه يصدر الفتاوى الصريحه بقتل هذا وتصفية ذاك او الدخول في صدامات مسلحه تؤدي الى قتل الابرياء من الشيوخ والاطفال .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن